رغيد جطل
يُقال إن أعرابياً كان يُحب ارتجال الشعر مع استعصاءِ ذلك عليه، ومرة كان يجلس مع أصحابه، فرأى إبلاً تَرعى العرار والجثجاث، وهما من النبات، فقال مرتجلاً:
«ترعى العرار الغضَّ والجثجاثا»
فسكتَ ولم يستطع إكمال البيت، فالتفتَ فرأى زوجته واقفة، فقال:
«وأمُّ عمرٍو طالقٌ ثلاثاً».
فسألوه: ما ذنب أم عمرو؟! فهي لم تقم بشيء، قال: صحيح؛ لكن ذنبها أنها تعرضت للقافية.
- مرض أمير قوم مرضاً شديداً، وكان محبوباً، لا يُظلم أحد عنده، وكريماً لا يرد أحداً منهم، وبسبب هذا، نذر القوم جميعهم أن يصوموا لله تعالى في اليوم الذي يشفى فيه هذا الأمير من مرضه.
وفي اليوم الذي شفي فيه الأمير، صام جميع الناس ما عدا ابن الدهان البغدادي، وعندما وصل الخبر إلى الأمير فرح بما فعلوا، لكنه غضب من ابن الدهان البغدادي، لأنه لم يصم معهم، فقد أحس بأنه لا يحبه، فقرر أن يصنع وليمة، ويدعو إليها جميع الناس، وعندما أقام الوليمة ودعاهم إلى قصره، أكرمهم، لكنه عاتب ابن الدهان البغدادي على فعلته، إلا أن ابن الدهان كان حذقاً، فأجابه:
نذر الناس يوم برئك صوماً
غير أني نذرت وحدي فطراً
جازم أنَّ يوم برئك عيد
لم يجز صومه وإن كان نذراً
