عادي
تطوعتا في مرافقة حجاج الدولة 14 مرة

أمل وآمال.. توأم الخير والعطاء

00:12 صباحا
قراءة 4 دقائق
الطبيبتان التوأم عقب تجهيز وترتيب عيادة في مخيم اللاجئيين السوريين في اليونان
خلال التطوع في مخيم مرجيب الفهود بالأردن
الكشف على مولود في المستشفى الإماراتي الميداني في الأردن
أمل وأمال العضب توأم عطاء
الدكتورة أمل برفقة طفلتيها عقب إلقائها محاضرة توعوية في مدرستهما
التوأم متطوعتان مع الهلال الأحمر الإماراتي منذ عام 2016
الطبيبتان في جولة تثقيفية صحية لطلاب وطالبات المدارس في مركز واسط الصحي

أبوظبي: آية الديب

بصمات واضحة تركتها الطبيبتان المواطنتان التوأم، أمل وآمال إسماعيل العضب، في ساحات العمل الخيري والإنساني لدولة الإمارات والتي يزيد عدد العاملين والمتطوعين فيها ومظلة المستفيدين منها، عاماً تلو آخر، تلبية للنداءات الإنسانية التي لا تميز فيها الإمارات، وتضعها في مقدمة اهتماماتها، بغضّ النظر عن أية اختلافات دينية أو عرقية.

كما اجتمعت التوأم في رحم والدتهما، اجتمعتا بعده على حب الخير والعطاء، وشقّتا طريقهما في العمل التطوعي الإنساني قبل عشرين عاماً، سواء داخل الدولة أو خارجها، وتمثل صعوباته لهما تحدياً يجب الانتصار عليه نصرة للإنسانية.

في بداية الحديث مع «الخليج» قالت الطبيبتان الشقيقتان: «لكلٍّ منا طريقته الخاصّة للوصول إلى الخير، ونرى في العمل التطوعي إحدى النوافذ التي نتعرف فيها إلى أنفسنا قبل أن نتعرف إلى الآخرين، فقد حقق لنا العمل التطوعي الوصول إلى المساحات الفكرية التي لا يمكننا لمسها أو إدراكها بطرق أخرى، ونأمل أن نواصل جهودنا في العمل التطوعي ما دامت لدينا القدرة على ذلك».

دراسة الطب

بدأت الشقيقتان أمل وآمال طريق دراسة الطب في جامعة فاطمة جناح، للطب والجراحة في «لاهور» بباكستان، وتخرجتا طبيبتين عام 1999 بعد أن درستا تخصص الطب الباطني، وبعد ذلك عادتا إلى أرض الإمارات؛ لبدء مسيرتهما في العطاء وإيثار الآخرين.

وعملتا بعد عودتهما في أحد المستشفيات الحكومية بالإمارات، ثمّ انتقلتا بعد ذلك للعمل في مراكز صحية؛ حيث عملت الطبيبة أمل في مركز الرفاع الصحي، بينما عملت الطبيبة آمال في مركز واسط الصحي، بينما كان التطوع لمرافقة بعثات الحج الرسمية، أول محطات عطاء التوأم في مسيرتهما التطوعية؛ حيث تطوعتا بدءاً من عام 2003 في مرافقة حجاج الدولة، وبلغ عدد المرات التي سافرتا فيها كطبيبتين مرافقتين للحجاج 14 مرة.

علاج اللاجئين

مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بدأت مسيرة الطبيبتين التوأم أمل وآمال التطوعية قبل 8 سنوات، وتحديداً في عام 2016، وعبر الهلال الأحمر سلكت الطبيبتان طريقاً مختلفاً في التطوع خارج الدولة وهو دعم اللاجئين، والذي كان يشعرهما بأهمية دورهما الإنساني في التخفيف من معاناة الأطفال والمسنين من اللاجئين، الذين ضاقت بهم السبل ويعانون ظروفاً سيئة.

ودعمت الطبيبتان اللاجئين السوريين في اليونان عام 2016؛ حيث سافرتا إلى المخيمات هناك بدعم وتوجيه من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وشاركتا في تشخيص وعلاج المرضى، ولم يقتصر دعمهما للاجئين هناك على محطة واحدة.

بدأت الطبيبتان بعد ذلك في علاج المرضى في أثينا، ومن ثم انتقلتا إلى مخيمات اللاجئين في مدينة لاريسا اليونانية، وبرغم برودة الطقس والصعوبات التي تواجه الطبيبتين التوأم، لم تتراجعا عن السفر لدعم اللاجئين السوريين مجدداً في الأردن، إيماناً بأن التخفيف من آلام وأوجاع المرضى هدف إنساني نبيل، لابد أن يسعى إليه الأطباء، ولاسيما للمرضى الذين يواجهون صعوبات في تلقي خدمات طبية، وليس لديهم القدرة المالية على تحمل تكاليف العلاج لهم ولأبنائهم.

تخفيف الآلام

وصفت الطبيبتان أمل وآمال مشاعرهما خلال علاج المرضى اللاجئين بالقول: «نرفع اسم الإمارات ونمثل بلادنا في الخارج، وفضلاً عن ذلك نؤدي رسالتنا بالتخفيف من آلام مرضى يستحقون الدعم، وبكامل قوانا سنسعى لاستكمال مسيرة العطاء في هذا الطريق».

وأشارتا إلى أنهما بالتزامن مع وقوع الزلازل في كل من سوريا وتركيا وتداعياتها التي خلفت عنها آلاف المرضى والمصابين، بادرتا بالتواصل مع هيئة الهلال الأحمر، وأكدتا أنهما على استعداد للسفر والمساهمة في علاج المرضى المصابين جراء الزلازل.

ولم تقتصر مساهمة الطبيبتين بوقتهما وجهودهما في مهمات التطوع خارج الدولة؛ حيث تُسهم التوأم بجهود تطوعية داخل الدولة من خلال تقديم محاضرات توعية، بالتعاون مع جهات مختلفة منها المحاضرات التي يلقيها الأطباء لطلاب المدارس، والتطوع مع فعاليات تقام لأصحاب الهمم؛ حيث سبق أن شاركتا في الأولمبياد الخاص لأصحاب الهمم.

وخلال محاربة انتشار جائحة «كورونا» كانت الطبيبتان في خط الدفاع الأول ضد محاربة الوباء، وفرضت الجائحة عليهما تغيير نمط حياتهما اليومي، والابتعاد عن أسرتهما، نظراً لزيادة احتمالية إصابتهما بالفيروس، استناداً إلى أنهما تتعاملان وتخالطان مرضى مشتبهاً في إصابتهم بالفيروس يومياً.

الحياة الأسرية

التوأم أكدتا أن حياتهما الأسرية لم تعرقل مسيرتيهما في طريق التطوع والعطاء الإنساني، فعلى الرغم من أن الطبيبة أمل زوجة وأم لثلاثة أطفال، وتوأمها الطبيبة أمال زوجة وأم لطفلين، فكلتاهما تتلقى الدعم من جميع أفراد أسرتيهما، لاسيما الزوجان، إيماناً منهما بأن السير في تلبية حاجات الناس أمر عظيم.

وقالتا: «أزواجنا وجميع أفراد عائلتنا سجلوا أنفسهم كمتطوعين، ونأمل أن نواصل مسيرتنا في دعم مسيرة الإمارات للعطاء الإنساني، الذي ينظر للإنسان فحسب دون الالتفات لأي اختلافات».

وأشارت التوأم كذلك إلى أنهما تسعيان إلى ترسيخ مفاهيم التطوع والعطاء الإنساني في نفوس أبنائهما، باعتباره سمة أساسية يتحلى بها أبناء الإمارات سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي زرع في نفوس أبنائه حُبَّ الخير والعطاء الإنساني الصادق.

وتابعتا: «الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة تحفز الشباب على ارتياد الأعمال التطوعية بمبادرات ذاتية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxt523v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"