على طريق مسارها التنموي تمضي الإمارات واضعة نصب عينيها الارتقاء بجودة الحياة في مجتمعها، جاعلة من خدمة المجتمع وتوفير أفضل مستوى من الرعاية الصحية أولوية تضع في سبيل تحقيقها الاستراتيجيات، وتستنهض الهمم لترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً في الرعاية الصحية المتقدمة، سبيلها إلى ذلك تعزيز الابتكار واستخدام تكنولوجيا المستقبل لتعزيز صحة حياة أفراد المجتمع وجودتها.
الاستراتيجية الوطنية للجينوم للأعوام العشرة المقبلة، التي اطلع عليها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ستلعب دوراً مهماً في وضع منظومة متكاملة لتطوير برامج الجينوم وتنفيذها، والارتقاء بالرعاية الصحية المقدمة لمواطني الدولة، فضلاً عن ترسيخ مكانتها مركزاً للبحوث والابتكار في هذا المجال.
الاستراتيجية بما تمثّله من منظومة وطنية ستركز على تسريع حلول الرعاية الصحية الشخصية والعلاجات الوقائية ذات الأولوية لرفع مستوى الرعاية الصحية ووضع البنية الأساسية التي تجمع المؤسسات التنظيمية والبحثية والتكنولوجية والطبية، لتحويل الدراسات إلى تطبيقات وخدمات طبية نوعية.
الإمارات التي لا تألو جهداً في استشراف المستقبل، وصلت بطموحها المشروع إلى تسخير التكنولوجيا الحديثة لخدمة صحة المواطن بما يشبه الخيال العلمي، حيث ستسهم قاعدة التسلسل الكامل للبيانات الجينية للمواطنين فور الانتهاء منها، في المساعدة على اتخاذ القرارات التي تؤثر في صحة وجودة حياة المواطنين بصورة فعالة، فضلاً عن لعبها دوراً كبيراً في مساعدة الطواقم الطبية على تحسين خطط الرعاية الصحية الخاصة بكل منهم.
هذه الثورة المعلوماتية التي ستكون للإمارات الأسبقية فيها عالمياً، ستساعد الجهات المسؤولية على تطوير الحلول التي تتناسب مع تركيبتنا الإماراتية الجينية، للحدّ من انتشار الاضطرابات الوراثية والمزمنة.
الاستراتيجية ستدعم كفاءة قطاع الرعاية الصحية عبر برامج الطب الوقائي التي تركز على سجل المخاطر الجينية، وبرامج الطب الدقيق التي تستهدف الأمراض الوراثية والنادرة، وتدعم الأطباء في اتخاذ الخطوات الاستباقية، للحدّ من انتشار الأمراض، أو تأخير أعراضها، وفي اتخاذ المسارات العلاجية الأكثر فاعلية، ما يحقق هدف قيادتنا الرشيدة في خفض كلف القطاع الصحي ونفقات الأدوية على المدى الطويل.
