عادي

رواية «زمن الصبر» لمريم محيي الدين الملا

23:52 مساء
قراءة 3 دقائق
1

بقلم: عبدالغفار حسين

أهدتني السيدة مريم محيي الدين ملا، منذ أعوام، روايتها «زمن الصبر»، وأضافت إلى إهدائها عبارة جميلة تقول «إليك مع طوق ياسمين دمشق». ويبدو أن الدمشقيين مولعون بالياسمين، تلك الوردة البيضاء ذات الرائحة العطرية التي يتغنى بها شعراء الشام، وعلى رأسهم نزار قباني الذي ذكر الياسمين في أشهر قصائده:

شكراً.. لطوق الياسمين

وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين

يأتي به رجل إليك

ظننت أنك تدركين

وبالرغم أنني قليل القراءة للروايات، وأحبّذ قراءة القصص القصيرة بدلاً من رواية يطول سردها في أغلب الأحيان، لكنني قرأتها وشغفتني الرواية، وكلما أنهيت فصلاً بدأ شوقي يزداد لقراءة الفصل الذي يليه، حتى أتممت فصولها الأربعة عشر، ولقد انتابني الشغف للقراءة في هذه الرواية ليس لأنها رواية غير عادية، ولكنها مملوءة بعبق من تاريخ الإمارات.

1

الرواية «زمن الصبر»، تُجسد أبوظبي القديمة قبل أن يملأَها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان،رحمه الله، بالعمران والحداثة، ويشمل هذا الكتاب صوراً جميلة لأبوظبي القديمة من بيوتٍ وقلاع وأسواق وبشر، ومن ضمن هذه الصور، صورة للنساء وهنَّ يفرشنَ الأرض بالأسماك المعروضة للبيع في سوق السمك كعادة المجتمع الإماراتي القديم، وهي أن المرأة هي التي تتسوق السمك، بينما الرجال يأتون بما يجود به الصيد في قواربهم الخشبية الصغيرة (شاحوف)، أو تلك المصنوعة من سعف النخل والجريد، ويسمى «الشاش»، وهو قارب يستعمل كقارب صيد للسمك في المناطق الشرقية.

وكما قلت آنفاً؛ فإن الذي استهواني في قراءتي لهذه الرواية «زمن الصبر»، أنها نَبْت البيئة الأصيلة لأبوظبي ومدينة العين، قبل أن تقلبهما الحداثة إلى مدينتين من مدن العالم الحديث، وفي الرواية قائمة لبعض المصطلحات المحلية التي كتبتها الكاتبة حسب ما يتراءى لها في اللفظ، وتحتاج إلى مراجعة في الطبعة القادمة للكتاب.

وفيما يلي نبذة عن رواية مريم ملا، حسبما جاء على الغلاف الأخير للكتاب: «زمن الصبر» هو العمل الروائي الرابع للكاتبة، ويمكن تصنيفه إلى عمل تاريخي وتراثي وروائي واقعي من حيث التاريخ، وبعد البحث والتدقيق والرجوع إلى الوثائق والكتب والمراجع، تناولت الكاتبة أهم حقبة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبوظبي والعين، وهي الفترة الممتدة من 1928 – 1966، أي قبل ظهور النفط وبعده بقليل.

أما التراث فقد احتوى العمل على 313 كلمة محلية محكية، وأهازيج بحرية وألغاز صحراوية وشعر نبطي، و4 خرائط لدولة الإمارات توضح سير الراوي، وأيضاً هناك 50 صورة لأبوظبي وواحة العين قديماً ومنها للمغفور له الشيخ زايد.

انطلقت الرواية من أحد فرجان أبوظبي القريبة من الشاطئ من البر ب 15 شخصية حقيقية و 30 شخصية متخيلة منها عائلات وأشخاص مثل الحاكم وإمام المسجد ودليل القافلة والمطوع والطبيب وبعض الغواصين وشبان وشابات من الحي إلخ، بعد ذلك اتجهت المؤلفة إلى العين عن طريق البر لتنقل حياة البدو إلى الصحراء، وقد سلطت أضواء كثيرة في واحة العين، أهمها حياة المغفور له الشيخ زايد ومعه 10 شخصيات 100 صفحة كاملة، عندما كان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية. وكذلك تعمقت في العادات والتقاليد كتصوير حفل زفاف والصيد بالصقور، ثم عادت بأبطالها إلى أبوظبي، ومنها انطلقت إلى حياة البحر والغوص بشخصيات عديدة من النواخذة والغواصين والسيوب والمجدمي والبلاد والسردال والطواشين والسكوني..إلخ، وذلك لما تشكل من أهمية كبرى وكاملة وشاملة للعمل، ومن ثم انطلقت إلى الجزر لتصور ظهور البترول والعودة إلى جبل الظنة، ومنها براً إلى أبوظبي لتصور حياة البدو في الصحراء البعيدة والقريبة، ويعد العمل الروائي الأول من نوعه على مستوى الدولة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/h77kk7u7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"