صوت البيزنس أعلى

عين على الفضائيات
00:45 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

منذ متى أصبح تعذيب الناس «مزحة» يجب أن تضحكنا ونصفّق لمن يتلذذ بتعذيبهم ونعتبره نجماً لامعاً؟ كل عام نقول ونجدد القول بأن البرامج القائمة على المقالب المؤذية والمحرجة والمرعبة والساخرة من مشاعر الناس والمتلاعبة بأعصابهم، لا يمكن تصنيفها في خانة البرامج الترفيهية، وأن الإصرار على استمرارها ليس قائماً على النجاح الذي تحققه والفائدة التي تعود منها على الجمهور، بل لأنها تجارة تحقق للقناة التي تعرضها نسب مشاهدات جيدة وتثير ضجة وتلقى صدى عند عرضها، وليس كل ما يثير ضجة وبلبلة ويلقى تفاعلاً بين الناس يكون ناجحاً، بل ما أسهل إثارة الجدل اليوم على السوشيال ميديا، وأن يصبح الفرد أو البرنامج حديث الناس لأنه مستفز لا لأنه مميز وناجح!.

صوت «البيزنس» أعلى؟ بعض البرامج يؤكد ذلك، وإلا بماذا نفسر استمرار رامز جلال بتقديم المقالب غير الكوميدية، المؤذية إلى حد الساديّة، والتي تغلّف الإهانة بضحكة! كل الفنانين الذين وقعوا في فخ رامز واكتشفوا أنهم من ضحاياه، وافقوا على عرض الحلقات ولم يكن اعتراضهم وصراخهم وغضبهم سوى وليد اللحظة، لحظة مواجهتهم للمواقف المرعبة والمفاجئة، ثم بعدها «كله بيمشي» وينتهي الموقف بالتراضي..

لا شيء تغير هذا العام، رامز هنا وبرنامجه يعود بجرعة زائدة في الرعب، هذا ما يعتبره تطويراً في البرنامج؛ أما الحقيقة الظاهرة على الشاشة فتقول إن «رامز نيفر أند» بدأ يضيق الخناق على نفسه، وأن كلمة «ضحية» تنطبق فعلياً على النجم محمد فؤاد الذي ساءت حالته الصحية وتعرض لخطر كبير حين وقع في فخ برنامج رامز جلال الجديد.

محمد فؤاد صرح أنه أجرى عملية جراحية منذ أسبوعين تقريباً، ورغم ذلك واصل رامز لعبته ووضعه في ما يسمونه «الغسالة» وقاموا بتقليبه بشكل عنيف وكأنه داخل غسالة ما عرض حياته للخطر ونزف جرحه من جديد، وكان واضحاً بشدة أنه يتألم ويصرخ مستنجداً! هي جريمة شنعاء كما يقول الطبيب المعالج لفؤاد، وهي جريمة إنسانية يستنكرها كل عاقل وكل مدرك لمعنى وحدود البرامج والترفيه والتسلية. ما يحدث مهين للفنانين ومؤذٍ لهم وللمشاهدين، حتى الفنان علي الحجار استنكر ما حدث معه شخصياً معتبراً أن هؤلاء لا يعرفون قيمة وقدر الفنان الذي يستضيفونه، وهو محقٌّ في ذلك.

في حلقة محمد فراج وزوجته بسنت تعرض رامز للدغة الثعبان الذي أحضره، فما الفائدة من تعريض حياة الناس للخطر؟ هل «البيزنس» الذي تجاوز المهنية الإعلامية يعلو أيضاً فوق الإنسانية؟.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28tf8pbj

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"