عادي

محاكمة ترامب تكشف انقسامات كبرى في أمريكا

17:39 مساء
قراءة 3 دقائق

واشنطن - أ ف ب

سواء كان توجيه التهمة إلى دونالد ترامب خطوة لا بد منها، كما يقول البعض، أو «حملة شعواء» في نظر البعض الآخر، فإن هذه السابقة التاريخية بالنسبة لرئيس أمريكي تلقي ضوءاً جديداً على الانشقاقات الحزبية العميقة في الولايات المتحدة.

ومع التصعيد القضائي حول الرئيس السابق، عاد ترامب إلى قلب الساحة السياسية، في استمرارية لدوره في الكشف عن الانقسامات في هذا البلد، وتأجيجها في آن. وفور صدور أول أنباء توجيه قضاء نيويورك التهمة إليه، لجأ الجمهوريون إلى تويتر للتنديد ب«اضطهاد سياسي» و«فضيحة مطلقة» و«يوم حزين لأمريكا»، والتفوا صفاً واحداً حول المرشح للرئاسة جاعلين منه ضحية في مقابلاتهم وتغريداتهم وبياناتهم.

وحتى خصمه الجمهوري رون ديسانتيس، هب لمساعدة ترامب مندداً بتهم «مخالفة لقيم أمريكا».أما الديمقراطيون، فاكتفوا بالترحيب بفتور بالإعلان، مؤكدين أنه «لا أحد فوق القانون».

* «ليس رئيسي»

جو بايدن هو من القلائل الذين لزموا الصمت، فالرئيس الديمقراطي الذي لم يطلق بعد حملة ترشحه لولاية ثانية على يقين بأن أي تعليق يصدر عنه سيكون بمثابة سلاح للملياردير الجمهوري يؤكد نظريته حول تسييس القضاء.

وقالت ويندي شيلر أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون: «الرأي العام ينظر اليوم إلى كل شيء من خلال الانقسامات السياسية». وفيما سخر التقدّميون من «دموع أنصار ترامب»، وتشكلت مجموعة من مؤيدي الرئيس السابق أمام مقر إقامته في فلوريدا للتعبير عن غضبهم. ورفع مؤيدي ترامب أعلاماً كتب عليها:«بايدن ليس رئيسي» و«ترامب ربح»، في مؤشر جديد إلى أن الملايين ما زالوا مقتنعين بعد أكثر من سنتين من هزيمة ترامب، بأن الانتخابات «سرقت» منه.

* «طلاق»

أجج ترامب نفسه المشاعر متهماً الديمقراطيين على شبكته الاجتماعية «تروث سوشال» بأنهم «أعداء الرجال والنساء الكادحين في هذا البلد». وكتب:«إنهم لا يستهدفونني أنا، بل يستهدفونكم أنتم، أنا في طريقهم لا غير».

وتسهم هذه التصريحات في تدعيم نظرية حصول «طلاق وطني» يروج لها البعض في اليمين المتطرف مثل النائبة مارجوري تايلور غرين، في ظل انقسامات عميقة إلى حد يبدو من المستحيل أحيانا ردمها. وتصاعدت نبرة النقاش حول مجموعة كاملة من المواضيع المطروحة راهناً مثل النوع الاجتماعي والإجهاض والديمقراطية، بحيث بات طرحهاً محرماً بين عائلات أمريكية.

حتى موضوع الأسلحة النارية، أثار نقاشات عنيفة بين التقدميين والمحافظين في أروقة الكونغرس هذا الأسبوع، بعد مجزرة جديدة في إحدى مدارس تينيسي.

ومع ذلك، يحذر خبراء من المبالغة في تقييم أهمية الانقسامات. ويلفتون إلى أن المجتمع الأمريكي شهد فترات من الانقسامات الأشد والأعمق، ذاكرين منها الحرب الأهلية، والمواجهات حول الحقوق المدنية وصولاً إلى حرب فيتنام.

والفرق برأي ويندي شيلر، أن «البلد اليوم أكثر تنوعاً والتزاماً سياسياً مما كان عليه في أي وقت سابق»، مضيفة: «حين يرتفع عدد أكبر من الأصوات، فهذا قد يعني أن المبادلات تصبح أكثر عنفاً وصخباً».لكنها أكدت أنه «لا يمكن المقارنة بين هذا والوضع قبل 50 عاماً».

* هدية سياسية

وإن كان توجيه التهمة إلى ترامب يعطي انطباعاً بأنه يعمق الشرخ بين الأمريكيين، فهو برأي روبرت تاليس خبير الاستقطاب السياسي في جامعة فاندربيلت: «هدية سياسية لمديري الحملات وواضعي الاستراتيجيات في الحزبين الكبيرين».

وأوضح تاليس أن «توجيه التهمة يعطي الطرفين فرصة لتأجيج مشاعر الاستنكار». وسارع عدد من كبار شخصيات الحزب الجمهوري وفي طليعتهم ترامب نفسه إلى إطلاق حملات لجمع التبرعات من أجل التصدي لما اعتبروا أنه «اتهام مسيّس».

وأعلن الملياردير، الجمعة، جمعه أكثر من أربعة ملايين دولار لحملته الانتخابية في أقل من 24 ساعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5225pnu9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"