عادي
محمد بن راشد في رائعته الشعرية الجديدة

محمد بن راشد: كلنا جُند الوطن خلف بو خالد

02:11 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

كتب: المحرر الثقافي

بكلمات جمعت بين القوة والمعنى المتفرد والمفردات الأنيقة، ينظم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قصيدة جديدة بعنوان «التهاني» تحتشد بجواهر القيم ورفيع الأخلاق النبيلة، وتحلّق في سماوات من الإبداع والفصاحة اللغوية والشعرية، فالقصيدة تفيض حكمة، وتؤكد متانة بنيان الدولة، وروح الأخوّة بين قادتها، الذين يجمعهم الدم والوطن والدين الواحد، وتربطهم روح التعاون والإخاء، إذ تنفتح الأبيات على تلك المعاني السامية بسهل ممتنع، يخاطب العقول والقلوب، وتتهادى القصيدة على خيل الفروسية وتظهر المنعة والبأس والترابط، وتحمل التهاني المرسلات لكوكبة من الفرسان شملتهم قرارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتعيين سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائباً لرئيس الدولة، وتعيين سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائباً لحاكم إمارة أبوظبي، وتعيين سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائباً لحاكم إمارة أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبوظبي.

تشدو القصيدة للحب والخير والجمال للشيوخ الكرام الذين ورثوا المعالي والذين هم أمل البلاد في مسيرة حافلة بالجهد والاجتهاد والعطاء.

وجاء استهلال القصيدة بديعاً، وهو يحمل التحية والرسائل الطيبة، والمعاني السامقة، وتكمن براعة الاستهلال في تلك الكلمات الطيبات، والانفتاح على موضوع القصيدة بسلاسة ويسر، وبدفق شعوري محتشد بالأحاسيس النبيلة، ويقول مستهل القصيدة:

التَّهاني للشيوخْ الطَّيِّبينْ

لي عليهمْ بعدْ ربِّي الإعتمادْ

للمعالي وارثينْ وكاسبينْ

قادةْ العليا وأملْ هذي البلادْ

جيلْ يخلفْ جيلْ حينِ بعدْ حينْ

والمسيرهْ مستمرِّهْ بإجتهادْ.

ولعل الاستهلال أعلاه، بمثابة مقدمة، تقود إلى ما بعدها بطريقة بديعة، ولكن قبل ذلك تثبت القصيدة الكثير من القيم الراسخة والموجهات العظيمة التي ظلت تعمل بها قيادة الدولة، بمنهج يعلي من قيمة العمل من أجل الوطن وإنسانه، فالقصيدة تبدأ بكلمات التهاني لسمو الشيوخ الذين اتسموا بالطيبة والطيب، والذين دائماً ما يكون عليهم الاعتماد في استكمال مسيرة الدولة ونهضتها ورفعتها وازدهارها بخطى ثابتة ترنو إلى المجد والمعالي، لا يتوانى قادتها في بذل أغلى الأثمان من أجل رفعتها ووصولها إلى مكانة تزاحم أعتى الدول وأكثرها رسوخاً وتقدماً حضارياً وعمرانياً، وهذا ما يبدو ظاهراً للعيان في حركة النمو والعمران والتطور التي تشهدها الدولة التي تتكئ على موروث حضاري تليد ومؤثَّل وعريق، وتشرب سموهم بتلك القيم المتوارثة التي أهّلتهم للقيادة والعمل على ريادة الدولة، جيل يخلف جيلاً في مسيرة في مسيرة الإمارات المستمرة.

بشرى

وبعد ذلك الاستهلال الرائع، تحمل القصيدة البشرى وتزف التهاني والتبريكات لتلك الكوكبة من الفرسان بإشارة ذكية، ولغة باذخة وكلمات بليغة، ومفردات منتقاة بعناية، تفيض عطريتها ويفوح شذاها فتحتضنها القلوب حباً وكرامة، وتعيها العقول وتتدبرها، والقصيدة تحمل إلى جانب التهاني معاني البشر بهذه التعيينات لسمو الشيوخ الذين توارثوا المجد والعلياء، فهم أهلٌ لتلك المناصب والقيادة، عرفتهم الشدائد واختبرتهم الأيام فكانوا مكمن الثقة وخير عون وسند، فقد جمعوا السمات الطيبة وتحلوا بالأخلاق النبيلة، ولا عجب في ذلك فهم قادة أبناء قادة، تربّوا على جليل الأفعال ورفيع الأعمال من أجل خدمة تراب هذا الوطن والحفاظ على هويته وتراثه الراسخ، وتقول تلك الأبيات الرائعة البديعة البليغة:

حطْ بوخالدْ علىَ عضدهْ اليمينْ

خالدْ وولاهْ عهدهْ بإعتمادْ

وحطْ جنبي اللِّي علىَ الشدهْ يعينْ

نعمْ منصورْ الذيْ بالجهدْ زادْ

وإختيارَهْ إثنينْ حكمَهْ نايبينْ

كانْ هزاعٍ معَهْ طحنونْ رادْ.

صف واحد

ولئن كان المستهل عظيماً، والمتن بديعاً، فقد جاء الختام مسكاً، إذ تتعمق القصيدة، في وصف شيم ونبل سموهم، ورثة المجد أباً عن جد، وكابر عن كابر، الذين ما حادوا عن الدرب، ولا لانت لهم قناة في سبيل الوطن، وتمسكوا بالأخوّة فيما بينهم والترابط فصاروا صفاً واحداً كالبنيان يشد بعضه بعضاً، دلالة على المنعة والتكاتف والتآزر والرباط القوي، والوحدة المتينة التي لا تنفصم عراها.

فسموهم فرسان، بمعدن أصيل وثمين، عرفوا بالشهامة والنبل والكرم وكل الأخلاق الفاضلة المتوارثة، والعمل الكريم من أجل حراسة الاتحاد الذي بني بالجهد والعرق وسكبت على جنباته الأفكار العظيمة من قبل جيل المؤسسين الأفذاذ، والذين جاؤوا من بعدها ليحملوا راية لن تتداعى ولن تسقط.

وفي لفتة بليغة وصادقة وشاعرية يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن جميع شيوخ الدولة وقادتها هم جند للوطن، يعملون على الدوام وبهمّة عالية على الحفاظ عليه، خلف بو خالد، صانع المجد، وقائد ركب مسيرة الوطن، نحو العلا بعزم لا يلين وهمة لا تفتر.

وتحمل القصيدة في بيتها الأخير، مناجاة شفيفة ومخاطبة الأخ لأخيه من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لشقيقه ورفيق دربه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عندما وصفه بزعيم المرجلة، في إشارة إلى عظيم الصفات، وجليل السمات التي يتمتع بها بو خالد، من شجاعة وإقدام وبسالة وكل قيم وأخلاق القائد الذي ورث تلك المعاني والصفات العظيمة، فالقصيدة تؤكد معاني الولاء والإخلاص، لرئيس الدولة وقائدها، وحادي ركبها، فهو حكيمها الذي يهدي الوطن طريق الرشاد والمجد، حيث إن أبيات القصيدة تفيض بالمعاني السامية الجميلة التي تؤكد أن دولة الإمارات تمضي في الطريق الصحيح بقيادة عظيمة.

وتقول خاتمة أبيات القصيدة في تلك المعاني العظيمة:

كوكبَةْ فرسانْ معدنهمْ ثمينْ

بالشَّهامِهْ يحرسونْ الإتحادْ

وكلنا جندْ الوطَنْ لهْ حافظينْ

خلفْ بوخالدْ لنا للمجدْ قادْ

يازعيمْ المرجلِهْ لكْ تابعينْ

حكمتكْ تهدي الوطَنْ دربْ الرشادْ.

كلمات تحلّق في سماوات

من الإبداع والفصاحة اللغوية

قرارات بوخالد شملت كوكبة من الفرسان ورثت المعالي

شعر ينتمي إلى السهل الممتنع يخاطب العقول والقلوب

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ary3y7b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"