عادي
80 طن مخلفات وعشرات الجوائز

أُسرة تعشق التدوير

00:09 صباحا
قراءة 4 دقائق
تكريم أسرة الزعابي

الشارقة: أمير السني
طوال 3 أعوام مضت، عكفت أسرة علي الزعابي، على العمل في إعادة تدوير المخلفات وتحويلها إلى قطع جمالية لافتة. ولأن الأب رأى أن الحفاظ على البيئة مهمة وطنية، حرص هو والأم والأبناء على نشر ثقافة إعادة التدوير بكل أنواعها، ما يجسّد رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في استدامة البيئة، حيث عملوا على توعية الأطفال وأولياء الأمور والمؤسسات، بكيفية الاستفادة من إعادة التدوير، وإجراء مسابقات لتشجيع الأسر التي تجمع أكبر قدر من المخلفات، وصنع أشكال جمالية مكونة من أغطية العبوات، حيث تمكنت بفضل تلك الجهود من الوصول إلى نحو 1000 أسرة، لتسهم في هذا المجال.

تكلل مجهود الأسرة بنيل 60 شهادة تكريمية من مؤسسات الدولة والجهات التطوعية، عرفاناً بخدمتهم في المجال البيئي، حيث نالت الأسرة المركز الثاني في «جائزة بلدية العين للتطوع»- فئة «الأسرة المتميزة» عام 2019، ونيل الأبناء الأربعة «جائزة الشارقة للعمل التطوعي» فئة «نجوم التطوع». ويروي علي الزغابي وأسرته ل «الخليج» قصة أسرة إماراتية عشقت فكرة التدوير.

يقول: «فكرة إعادة التدوير جاءت من أجل الإسهام في خدمة الوطن الذي يستحق من كل من يقيم على أرضه، أن يقدم المبادرات التي تسهم في نهضته وتطوره والحفاظ على بيئته نظيفة. وقد أسهمت الأسرة بمبادراتها وبمعاونة الأسر الإماراتية والمقيمة، في جمع المخلّفات من الزجاج والورق والبلاستيك، والمعادن والأدوات الإلكترونية والأحبار والهواتف، بلغ مجموعها 80 طناً».

وواصل: «خلال أزمة «كورونا»، أطلقنا حملة جمع الزجاجات الفارغة لمشروبات يكثر تناولها في شهر رمضان، عبر «إنستغرام»، لتنفيذ الحملة، وفوجئنا بمشاركة كبيرة للأسر من المواطنين والمقيمين من مختلف إمارات الدولة، وصل عددها إلى 150 أسرة، واكتملت الحملة بجمع 2500 زجاجة فارغة من أجل إعادة تدويرها، وقدمنا الهدايا للفائزين. وقد خصصت جزءاً من المنزل ليصبح معرضاً لإعادة التدوير يزوره الجمهور».

الصورة

تجاوب

يشير الزعابي، إلى تنفيذه 8 مبادرات مجتمعية متعلقة بحماية البيئة، وعدد من المشاركات، منها مشاركة شرطة دبي، خلال فعاليتها في حديقة زعبيل، وكلية الخوارزمي الدولية، ومهرجان البطائح الشعبي، ومهرجان الضواحي، ونادي الحمرية، وعدد من المدارس. وقد ذهب إلى مناطق عدة بالدولة للتعريف بالحملة، وجمع المخلفات الورقية والكتب المدرسية، ووجدت تجاوباً كبيراً، منها الاستجابة الكبيرة من أهالي الفجيرة، لجمع الكتب المدرسية، ويأتي الهدف من تلك الزيارات، رفع الوعي البيئي والحفاظ على بيئة الإمارات نظيفة، وجمع المخلفات الورقية والبلاستيكية.

ويضيف: «وصل مجموع المبادرة التي أطلقناها لجمع الورق من الكتب والكراسات وغيرها أكثر من 40 طناً، منها 20 طناً جمعت خلال شهرين فقط، بمساعدة أولياء الأمور، وقد تسلّمت شهادة تقديرية من «مجموعة الإمارات للبيئة» في دبي. كما كرمتني دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة لجهودي في التطوع لإعادة التدوير».

تعاون

نجح علي الزعابي، في تربية أبنائه على التطوع حتى صارت الأسرة يداً واحدة تسهم في التطوع. وقد توجت تلك الجهود بالحصول على المركز الثاني في جائزة بلدية العين للتطوع فئة الأسرة المتميزة عام 2019، ونال الأب المركز الثالث فئة سفراء التطوع، والابن عبد الرحمن، المركز الثاني فئة متطوعي المستقبل، والابنة مزنة، المركز الرابع فئة براعم التطوع، والابنة عفراء، المركز الثالث فئة متطوعي المستقبل، وآخر العنقود الابن عبد الرحمن، فئة المركز السابع فئة براعم التطوع.

ولم تقف نجاحات الأسرة عند هذا الحد؛ بل نال الأبناء الأربعة جائزة الشارقة للعمل التطوعي فئة «نجوم التطوع».

وتحدثت الابنة مزنة عن مشاركتها: «إن التطوع هو حب الوطن ورد الجميل، حيث بدأت في العمل التطوعي، منذ نعومة أظفاري حتى أصبحت عضواً في فريق الهلال الطلابي في الحلقة الأولى، ثم التحقت بفريق فزعة الطلابي في الحلقة الثانية، وتطوعت في مختلف المجالات خارج المدرسة، ومع أسرتي التي حققت المركز الأول «فئة الأسر» في جائزة الشارقة للعمل التطوعي الدورة الماضية، فتطوعت في مختلف المحافل، وفي كل مناطق الدولة، لأنني نؤمن بأن التطوع سبيل لرد الجميل للوطن، فحققت 225 ساعة تطوع».

طموح

وترى شقيقتها عفراء، أن التطوع شيء مهم في حياتها، فبدأته منذ سن ال 7 بمرافقة والدها في الأعمال التطوعية، كما أنها أحبت كثيراً الوجود في الأنشطة التطوعية في مختلف مناطق الدولة. كما أن التطوع يزيد من الروابط الأسرية خصوصاً، عندما يشارك جميع أو معظم أفراد الأسرة في العمل التطوعي، حيث يمضون الوقت في عمل يعود بالنفع للآخرين وللأسرة ذاتها.

وتقول جميلة الزعابي، التي تدرس في مدرسة واسط الثانوية، إنها بدأت مشوار التطوع منذ 10 سنوات، حيث كانت تشارك في الكثير من الأعمال التطوعية. كما أنها حريصة على الوجود مع والدها في الأعمال التطوعية والخيرية، ما أدى إلى صقل شخصيتها وأكسبها الكثير من المهارات والخبرات، والثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع مختلف فئات المجتمع نسبة لتطوعها في مختلف المجالات.

ويقول عبد الرحمن: «إن والدي ووالدتي كانا قدوتي في الأعمال التطوعية، فدائماً ما أرافقهما للمشاركة فيها، حيث بدأت التطوع منذ 12 عاماً، فنشأت في أسرة محبة للتطوع، فأحببت العمل التطوعي، وشاركت والدي فيه بكل حب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8t3677

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"