المستقبل وصدام الجهالات

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

من يستعد ويعمل لتحقيق التميز والتفوق، كمن يعمل في المستقبل. وما يميز المستقبل أنه قد يكون الغد أو العام القادم، أو قد يكون بعد بضع سنوات، ووفق هذه الفترة الزمنية، يمكن وضع الخطط والرؤية والأهداف. العمل في المستقبل ليس مهمة منوطة بالحكومات على مستوى الدول، وحسب، أو هي منوطة بالشركات والمؤسسات على مستوى التجارة والاقتصاد، فقط، وليست على مستوى المجتمع وهيئاته ومؤسساته فقط؛ بل قد يكون العمل في المستقبل على مستوى الفرد، على مستوى كل واحد منا. المستقبل يمكن أن نشكله ونلونه، نحن كأفراد؛ وذلك من خلال وضع خططنا الطموحة، من خلال أن تكون رؤيتنا واضحة لقادم الأيام.
البعض يعتقد أن معالم طريقه واضحة، ينهي مراحل التعليم، ثم يتوجه إلى سوق العمل. الحقيقة، أن هذا يعد تسطيحاً بالغاً، والسبب أنه يمكننا، حتى مع سعينا العلمي لنيل الشهادة الجامعية، أن نكتسب الخبرات والمهارات سواء الحياتية، أو الوظيفية؛ بحيث عندما ننهي مرحلة التعليم، والتحاقنا بسوق العمل، نستطيع المنافسة، من خلال سيرة ذاتية قوية، محملة بالمهام والأعمال، إضافة إلى الشهادة العلمية.
هذه نظرة للمستقبل، يجب ألا نخاف من التخطيط الذي يستهدف قادم الأيام، وألا نتردد في التفكير بعقلية الغد، وما يحدث فيه. في كتاب حمل عنوان «حقائق وأخطاء وأكاذيب: السياسة والاقتصاد في عالم متغير»، من تأليف: جچيجوش كوودكو، وهو اقتصادي بولندي، شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير المالية في بولندا أربع مرات، كما أنه عمل مستشاراً لدى صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والأمم المتحدة، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. جاء فيه: «يكاد الجميع يفكرون في المستقبل، لكن في الأغلب يكون ذلك بريبة وتوجس، فالناس يخافون مما لا يفهمونه. نحن أمام خيارين: مستقبل قوامه الفهم، أو مستقبل قوامه سوء الفهم. والخيار الثاني قد يكلف -أو سوف يكلف- التنمية ثمناً باهظاً للغاية. لكن ما نحتاج إلى فهمه، أن أغلب حالات سوء الفهم ليست ناجمة عن صدام الحضارات؛ بل عن صدام الجهالات. الوقت يمضي، وغداً سيصبح اليوم، واليوم سيصير الأمس».
لذا يجب فهم المستقبل ومعرفته، وتعلم أدواته، ومتطلباته، ولعل أهم خطوة وعمل يجب أن نقوم به، هو التخطيط الجيد المحكم، الذي يتوافق مع قدراتنا وتطلعاتنا ومعرفتنا، لكن المهم يبقى فهم المستقبل، والعمل بعقلية مستقبلية، حتى على المستوى الفردي.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2knctsye

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"