عادي
«التصلب اللويحي» لم يمنعها من العطاء الإنساني

مريم القبيسي: العجز عن خدمة الناس الإعاقة الحقيقية

00:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
مريم أكدت أن التطوع الميداني ضمن حملة «جسور الخير» غمرها بالسعادة

أبوظبي: آية الديب
«العزيمة والإرادة تصنعان المستحيل، والإعاقة الحقيقية للإنسان هي بقاؤه في مكانه وعجزه عن خدمة مجتمعه والناس».. كلمات بدأت بها مريم القبيسي المتطوعة في هيئة الهلال الأحمر حديثها ل«الخليج»، والذي أكدت فيه أن التحديات التي تواجه أصحاب الهمم لن تعوق مسيرتهم عن المشاركة في نجاحات الدولة التي تستثمر طاقاتهم وتسخّر الإمكانات لدعم مهاراتهم. وعلى الرغم من إصابتها بالتصلب اللويحي الذي تتنوع أعراضه بين اختلال التوازن والإجهاد وآلام العضلات، فإن مريم لها مشاركة فعالة وملموسة في ميادين العطاء الإنساني والنشاطات المجتمعية.

بدأت مريم القبيسي بالحديث عن المرض الذي أصابها قائلة: «قبل 10 سنوات وحينما كنت أبلغ 17 عاماً كنت أشعر بالتعب من أقل مجهود، وكثيراً ما كنت أشعر بعدم قدرتي على التركيز، ومع مراجعة أطباء لم يتم تشخيص حالتي بسهولة، وفي أول أسبوع لامتحاناتي الجامعية، نقلت من الجامعة إلى المستشفى وأجريت عملية جراحية، وبعدها سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال علاجي، وهناك تم تشخيص حالتي بمرض التصلب اللويحي».

وأضافت: «البداية كانت صعبة، حيث كانت طبيعة المرض جديدة ومختلفة، وبمرور الوقت والقراءة والتثقيف حوله وإمكانية التعايش معه وبدعم الأسرة، تمكنت من تخطي مرحلة اكتشاف المرض إلى مرحلة استكمال مسيرتي دون الالتفات إلى أي ظروف تعيق مسيرتي، ولجأت إلى استخدام الكرسي المتحرك قبل عامين ونصف العام تقريباً».

دعم الأسر

انتقلت مريم إلى الحديث عن مسيرتها التطوعية، وقالت: «نشأت في أسرة محبة للخير والعطاء ولا سيما والدتي التي كنت أراها منذ نعومة أظافري تجتهد فردياً لدعم الأسر المحتاجة والمتعففة، وكانت جهودها تتضاعف خلال شهر رمضان، ودائماً ما كانت تشجعني على التعاون مع صديقاتي لتنفيذ المبادرات التي من شأنها دعم الآخرين وإدخال البهجة والفرحة في نفوسهم».

وأضافت: «بدأت التطوع رسمياً العام الماضي تحت مظلة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وكنت أنفّذ أعمالاً إدارية، وما وجدته من العاملين هناك من دعم وتشجيع حفّزني على مواصلة العمل في ميادين البذل والعطاء، حيث وجدتهم جميعاً يتعاونون معي ويحاولون تذليل كل الصعوبات التي من شأنها أن تعوق مسيرتي التطوعية».

وتابعت: «في فبراير الماضي وبينما ضرب الزلزال تركيا وسوريا، كانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مقدمة المؤسسات التي مدّت يد العون للمتضررين والمتأثرين في البلدين، فوجدت الكل اجتمع على حب الخير لإغاثة المنكوبين والتخفيف من وطأة التحديات التي فرضتها عليهم الزلازل وتداعياتها».

التطوع الميداني

وتحدثت مريم القبيسي عن مشوارها في التطوع الميداني وقالت: «دفعتني الكوارث التي شهدتها سوريا وتركيا، إلى أن أخوض تجربة التطوع الميداني من أجل إغاثة المتضررين من الزلازل، فلا شيء يمنع العطاء الإنساني، فكل منّا تمكنه المساهمة في جهود التخفيف من الأضرار التي لحقت بإخواننا المتضررين من الزلازل، وإن لم يتمكن الشخص من المشاركة بنفسه في جهود تعبئة الطرود الغذائية تمكنه المساهمة في دعم حملة «جسور الخير» بكتابة رسائل الدعم للمتضررين أو من خلال التبرع ولو برسالة أو حتى من خلال الدعاء».

وأضافت: «المساهمة مع المتطوعين في جهود حملة جسور الخير ميدانياً غمرتني بالسعادة، فما أجمل أن نجتمع مع آخرين لا نعرفهم في سبيل دعم وإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية والفئات التي عصفت بهم ظروف غير متوقعة».

قيم العطاء

وأوضحت مريم القبيسي أنها تستلهم طاقتها في العمل التطوعي من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسخ قيمة العطاء ومدّ يد العون للمحتاج في قلب كل إنسان يعيش في هذا الوطن الحبيب، والقيادة الرشيدة التي سارت على خطاه وضربت أروع الأمثلة في الشهامة العربية والعطاء والنبل الإنساني.

وحول التحديات التي تواجهها قالت: «لكل شخص قراره بتحديد نظرته للتحديات التي تواجهه، فإذا نظر صاحب المرض إلى مرضه على أنه عائق في حياته، لن يتمكن من تحقيق أي نجاح، أما إذا نظر له على أنه اختبار يجب أن يتعايش معه ويتخطى تحدياته، سيواصل مسيرته العملية والعلمية».

واختتمت: «كوني الآن صاحبة همة، أمر جعلني أستشعر الاحتياجات الخاصة بأصحاب الهمم والتحديات التي تواجههم، ومستقبلًا آمل أن تكون لدي بصمة في تعزيز خطى الإمارات نحو تذليل الصعوبات التي تواجه أصحاب الهمم».

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29jarrr9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"