جميعنا نسمع العبارة المشهورة «الأمر لا يتعلق بما تعرفه، بل بمن تعرف»، ولكن قد لا تكون هذه العبارة صحيحة تماماً، فالمعرفة بالأمرين مساوية في الأهمية. وعندما يتعلق الأمر بإيجاد وظيفة أحلامك والنجاح في مسيرتك المهنية، فإن الأمر لا يقتصر على الأمور التي تعرفها، بل على الأشخاص الذين تعرفهم كذلك. لذا، سنتحدث اليوم عن دائرة معارفك، والأشخاص الذين تعرفهم، وعن أهمية التعرّف إلى المهنيين الجدد. إن التعرف على أشخاص جدد وتوسيع دائرة معارفك ليس بالأمر الجديد، فمن المؤكد أن أغلبكم قد سمع عن هذا الموضوع قبل الآن، أو قد تلقى النصائح من المقالات والإرشادات المهنية. وقد تتساءل الآن، ما هي أهمية المعارف المهنية؟ ولماذا يمكنك توسيع دائرة معارفك؟
إن امتلاك دائرة معارف كبيرة هي أداة قوية جداً لدعم نموك الوظيفي، ومن شأنها مساعدتك على الحصول على فرص كبيرة وعديدة قد لا تعلم عنها بطريقة أُخرى. كما يمكن أن تساعدك دائرة معارفك على الحصول على فرصة عمل جديدة، وتحسين فرصك في الحصول على وظيفة أحلامك، ووضعك على الطريق الصحيح لبدء مسيرة مهنية جديدة قد لا تكون فكرت بها مسبقاً أو قد لا تكون اعتقدت أنها مسيرة مهنية مُجزية.
ولا يقتصر بناء دائرة معارف على المنصات المهنية فقط، بل يمتد إلى الواقع أيضاً. سنقدم لك في هذا المقال نصائح لمساعدتك على توسيع دائرة معارفك بدءاً من اليوم:
- تعرّف إلى أصدقاء جدد
لا تقلل أبداً من أهمية التواصل في نجاحك المهني والشخصي. اخرج من قوقعتك وحاول بناء علاقات جديدة أو توسيع شبكة معارفك الحالية. يمكنك مقابلة زملائك في العمل والتواصل معهم عبر الإنترنت أو التواصل معهم وجهاً لوجه.
- ساعد الآخرين
يوجد في كل مكان أشخاص يواجهون مشاكل معينة في حياتهم، لذا احرص على مساعدتهم وتقديم الدعم المعنوي لهم. تحدث إليهم وقدم لهم يد المساعدة، أو قدم لهم بعض النصائح التي قد تساعدهم على حل مشاكلهم.
- السفر
يعتبر السفر واحداً من أفضل الطرق لتعزيز معارفك، وتوسيع آفاقك. احرص على التصرف بطريقة لطيفة، وتقديم نفسك، ولا تتردد في مقابلة أشخاص جدد، فأنت لا تعلم أي هؤلاء الأشخاص قد يعرض عليك وظيفة أحلامك.
- التطوّع
لا يقتصر التطوع على مساعدة الآخرين في مجتمعك فقط، ودعم القضايا التي تُؤمن بها، ولكنه فرصة رائعة لكسر الروتين اليومي للعمل، والتعرف إلى أشخاص جدد من خلفيات ومسيرات مهنية مختلفة. يمكنك اعتبار التطوع فرصة للتواصل مع مهنيين جدد مهتمين بنفس القضايا التي تهتم بها.
- مواقع التواصل الاجتماعي
يمكنك استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لطرح الأسئلة والإجابة عن بعضها، حيث تمتلئ هذه المنصات بالكثير من المعلومات حول الأمور المهنية، مما يفتح المجال للكثير من الأسئلة التي يمكنك الإجابة عنها أو حتى طرحها. يمكنك مشاركة مقالات كتبتها بنفسك، أو عمل مقاطع فيديو حول موضوع مُعيّن، ومتابعة مهنيين في مجالات أنت مهتم بها.
- سوّق نفسك
يعتقد الكثيرون أن التسويق يقتصر على السلع أو المنتجات أو الشركات، ولكن هذا أمر غير صحيح، حيث يمكن بناء سمعة لنفسك وتسويقها كذلك. وكل ما تحتاج إليه هو البدء ببناء اسم خاص بك يتذكره الأشخاص فور ذكر عمل ما. وفور بناء سمعة لنفسك، سيجعل هذا الأمر عدداً أكبر من الأشخاص يشعرون بالفضول لمعرفتك بشكل أفضل، مما يوسع دائرة معارفك.
- كن موظفاً متميزاً
لن تتمكن أبداً من التقدم في مسيرتك المهنية أو تحقيق إنجازات متميزة إذا كنت موظفاً متوسط الأداء، محدود الطموح والقدرات. فالنجاح والتميّز لا يتحققان إلا بالعمل على تقديم مساهمة فعالة للشركة، والحرص على التعلّم المستمر والتطوّر في مكان العمل بما يتعدى المهام اليومية. فالموظف الناجح هو ذلك الذي يسأل نفسه كل يوم كيف يمكنه التألق وتحقيق إنجازات يرتقي بها ويتميّز عن غيره من الموظفين في الشركة.
- كن دقيقاً في مواعيدك
يشير تأخرك المتواصل وعدم احترامك للمواعيد إلى عدم انضباطك الشخصي وعدم احترامك لوقت الآخرين. ومن الممكن أن يكون لدى كل شخص ساعة بيولوجية خاصة به، ولكن إن كان تأخيرك يؤثر سلباً في جميع من حولك فإنه يتعين عليك إجراء بعض التعديلات واحترام وقت الآخرين وأولوياتهم.
- احضر الفعاليات والمؤتمرات
تُعد الفعاليات والتجمعات المهنية مكاناً رائعاً للتعرف إلى أشخاص جدد لمشاركة الأفكار وتبادل المعلومات مع مهنيين من قطاعات ومجالات مختلفة. ومن الأمثلة على هذه الفعاليات المؤتمرات، وورش العمل، وحتى معارض التوظيف. لا تحصر نفسك في مجال محدد فقط، وتواصل مع مهنيين من قطاعات مختلفة. كما من المهم البقاء على إطلاع على جميع الفعاليات المهنية التي تحصل في منطقتك أو حتى في البلدان الأخرى لكي لا تُفوّت أي منها.
