الشارقة: زكية كردي
أمام كل فكرة أو تساؤل يصادفنا اليوم، وعند كل مشكلة، نلجأ إلى منصة «يوتيوب» أو «غوغل» دون تردد، وربما نقضي ساعات في البحث عن المعلومات التي نحتاجها، والوصفات التي نبحث عنها، ومع تزايد إقبال الجميع على النشر، نجد أن هذه الساعات تتراكم فوق بعضها بعضاً، بتراكم المواضيع ومقاطع الفيديو التي تناقش الفكرة، الوصفة، الموضوع ذاته، حيث بات من المتوقع أن تجد المئات وأحياناً آلاف النتائج عند البحث عن أية معلومة.
من أقاصي البادية في المغرب، كانت هناك امرأة تنشر تفاصيل حياة عائلتها، وغسالتها التي تعطلت، وفي الصعيد المصري، ارتأت امرأة أخرى أن كل شيء يستحق النشر ويجذب المشاهدات، ولم تتردد بنشر وصفاتها الفاشلة للطبخ، مراهنة على إقبال المشاهدين بدافع الفضول، وهذا ما يحصل بالفعل، فالمشاهدات لدى كل منهما، ومثلهما الكثير، ترتفع إلى نصف مليون وأكثر على فيديوهات من دون مغزى، ويمكن من هذه العينة، أن ندرك أن النشر والكسب من مواقع التواصل الاجتماعي أصبح يجذب الجميع، وهذا ما جعل هذه المنصات تعج بالفوضى، وجعل الوصول إلى المعلومة المبتغاة والمحتوى الحقيقي أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش.
ولأجل كل ما سبق، أعتقد أن الأمنية التي تراود الجميع عند البحث على منصة «يوتيوب» تحديداً، بوصفها باتت منصة تعليمية سريعة يعتمد عليها معظم الناس في حياتهم اليومية، بحثاً عن معلومات عامة، مثل وصفة للطبخ، أو طرق للتنظيم، وغيرها الكثير، أن يتم اختراع فلتر يعتمد على الذكاء الاصطناعي، بحيث يرشح المحتوى الجيد في المقدمة، دون الاعتماد على نسب المشاهدة.
