عادي
نوادر

إذا حلَّ الثقيل فعلى القوم الرحيل

00:22 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
1

رغيد جطل
- كان المهلّبي الوزير مهيباً غضُوباً عبوساً في العراق، فدخل عليه شاعر وقت المساء، وأراد أن يقول: كيف أمسيت أيها الأمير؟ فخاف من الرهبة ومن هول الموقف، فقال: كيف أصبحت أيها الأمير؟

علم المهلبي أن الشاعر أخطأ وسبقت الكلمة مبتغاه، فأراد أن يحرجه فقال: هذا مساء أو صباح؟!

فأطرق الشاعر قليلاً، ثم رفع رأسه، وقال:

صَبّحتُهُ عند المساءِ فقال لي:

ماذا الصّباحُ؟ وظن ذاك مِزاحاً

فأجبته: إشراقُ وجْهِكَ غرّني

حتى تَبَيّنْتُ المساءَ صباحاً

فأعجب المهلبي بسرعة نباهته وشدة ذكائه.

- تردد رجل ثقيل على صديق له ظريف، وأطال ترداده عليه حتى سئم منه، فقال له الثقيل: من تراه أشعر الشعراء؟

فأجاب الظريف: ابن الوردي بقوله:

غِبْ و زُرْ غبًّا تزِدْ حبّا فَمَنْ

أَكثرَ التَرْدادَ أضْناهُ المللْ

فقال الثقيل: أخطأتَ، فإن (النجاريَ) أشعرُ منه بقوله:

إذا حقّقتَ مِنْ خِلٍّ ودادًا

فزُرْهُ ولا تَخف منهُ ملالاَ

وَكُنْ كالشَمسِ تطلعُ كلَّ يومٍ

ولا تكن في زيارته هلالا

فأجاب الظريف: إن الحريري أشعر منه بقوله:

ولا تزُرْ مَنْ تحبُّ في كل شهرٍ

غيرَ يومٍ ولا تزدهُ عليه

وإن لم تصدِّقْ فقد وهبتك الدار بما فيها، وخرج وهو يقول:

إذا حلَّ الثقيل بأرضِ قومٍ

فما للساكنينَ سوى الرَّحيل
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ybhv957t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"