عادي
مزرعة عبد الرحمن الشامسي توظف أحدث التقنيات

سمك وخضراوات بين الكثبان

01:10 صباحا
قراءة 4 دقائق
نتائج إيجابية للاستدامة عبر التسميد الذاتي
عبدالرحمن الشامسي مع إنتاج مزرعته من البلطي
بحيرة طبيعية أنشأها الشامسي للتوازن البيئي
ثمار الكوسا معدة للتسويق

العين: راشد النعيمي

عندما بدأ المواطن عبد الرحمن راشد سعيد الشامسي مسيرته الزراعية عبر مزرعته في منطقة العراد بمدينة العين، أراد لها أن تكون مختلفة ومتميزة نظراً لشغفه في هذا المجال، وسعيه الدائم والحثيث لتطبيق أفضل الممارسات الحديثة، ومنها الاستدامة وحسن توظيف الموارد وتوظيف أحدث التقنيات والميكنة، وها هو اليوم يجني ثمار ذلك الشغف عبر مزرعة حديثة متطورة في أساليبها، وباتت تلك المزرعة المحاطة بكثبان الرمال العملاقة، تنتج سمكاً وخضاراً عضوية وعشرات المنتجات الأخرى.

مزرعة الشامسي، التي تضم اليوم أكثر من 200 ألف سمكة، وتنتج من بين الكثبان الرملية أجود أنواع الخضار والمحاصيل رغم ملوحة المياه، فيما يشبه المعجزة التي تحققت على أرض الإمارات، وأصبحت واقعاً ملموساً بفضل دعم القيادة الرشيدة للمزارعين، والتي حولت تلك الأراضي الجافة الخالية من أية مظاهر للحياة ذات المياه شديدة الملوحة لمزارع غناء، ومنها مزرعة عبدالرحمن التي تنتج أسماكا بأوزان تضاهي الموجود في البحار والأنهار، فتلك معجزة أخرى وتحدٍّ نجحت صحراء العين في تحقيقه.

يقول عبدالرحمن الشامسي إن التفكير في الاستزراع السمكي كان هاجساً يراوده، أعد له العدة، وتسلح بالبحث والمعرفة، وانطلق معتمداً على قدراته الذاتية وتجاربه من خلال المواد المتوفرة في المزرعة، عبر تربية أسماك (البلطي) التي تتحمل الظروف المناخية كارتفاع درجات الحرارة، حيث تبلغ معدلات وفاته واحداً من الألف، مضيفاً أنه تمكن من إنتاج الإصبعيات، وإعادة توزيعها وبيعها إلى المزارعين، مشيراً إلى أن أحواض الاستزراع مصنوعة من بلاستيك مقوى، وتنمو على جدرانها بكتيريا نافعة داخل الماء، حيث تقوم بتحويل الأمونيا إلى نتروجين يغذي الأسماك وأيضاً النباتات.

نظام استدامة

كان لوجود هذا الكم الكبير من الأسماك، حاجة متزايدة للأعلاف التي تتغذى عليها، لذلك جاءت أول توجهات الشامسي نحو الاستدامة، حيث استطاع ابتكار نظام تغذية طبيعي لتلك الأسماك، يقوم على تربية غذائها في مزرعته، إضافة إلى استحداث نظام استدامة آخر للتسميد يستغل مياه الأحواض في تغذية المزروعات بالحقول المكشوفة، تمكن من خلاله من تحقيق نتائج باهرة في الزراعة العضوية نوعاً وحجماً، من خلال تجربة ربط فيها بين الاستزراع السمكي، تحديداً في أسماك البلطي، وبين الحقل المفتوح، بحيث تنتقل مياه أحواض السمك إلى الحقل مباشرة لري النخيل أو تحلية المياه قبل دخولها أحواض السمك، ومن ثم استخدامها مرة أخرى في زراعة أنواع مختلفة من الخضراوات والأعلاف، لكن ليس ضمن بيوت محمية، بل في حقل مفتوح، وهو الأمر الذي جعل البنك الإسلامي للتنمية، الذي اطلع على التجربة، إلى البدء فعلياً في إنشاء معهد لتدريب المزارعين يدرس كيفية الاستزراع السمكي وزراعة الخضار من المياه المالحة.

ويتبع الشامسي في مزرعته أسلوب الري عبر الزراعة البلاستيكية، بوضع البلاستيك تحت التربة وفق قياسات محددة وفتحات معينة، ما يؤدي لخفض استهلاك المياه 56 ضعفاً، بحيث ما تستهلكه المزرعة العادية من هدر المياه يمكن استخدامه في 56 مزرعة مماثلة بنفس أسلوب الزراعة الذي يستخدمه.

ويضيف أن إنتاجه من (البلطي) حاليا يبلغ 13 طناً سنوياً ويطمح إلى زيادته بنهاية العام الجاري إلى 30 طناً، ويباع حالياً عبر تجار الأسماك في مختلف أسواق الدولة من مزرعته المرخصة التي تطبق أحدث المعايير، حيث تستغرق السمكة للوصول إلى حجم 600 وهو متوسط الوزن عند البيع حوالي 6 أشهر، بينما أقوم بإنتاج 10 آلاف (زريعة) من الأسماك كل 20 يوماً تتحول إلى إصبعيات، فيما بعد، ويصل العدد الإجمالي للأسماك في المزرعة حاليا إلى 200 ألف سمكة، حيث توجد لدي طلبات للتصدير إلى خارج الدولة لكن الإنتاج الحالي غير كافٍ لتلبية متطلبات السوق المحلي.

وحول التحديات التي واجهها الشامسي، قال إن نظام الاستزراع السمكي يحتاج إلى خبرة ودراية للتغلب على مختلف العوائق، خاصة أننا في موقع صحراوي بين الكثبان الرملية والمياه المستخرجة تبلغ ملوحتها 8000 وحدة، لكن بحمد الله تم إيجاد حلول وابتكارات جديدة، وتم استزراع علف (العديس) من خلال دورة طبيعة متكاملة ليتم تغذية الأسماك به، إلى جانب العلف المستورد، وهو ما يعني الاستدامة التي تتحقق أيضاً من خلال استخدام مياه أحواض الاستزراع السمكي في ري الحقل المفتوح، سواء في زراعة النخيل أو الخضراوات، وتغذي الأمونيا الناتجة عن استزراع السمك التربة في الزراعة المفتوحة، مما يعني عدم الحاجة إلى استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية، حيث تحول علف الأسماك وفضلاتها إلى بديل ناجح، أسهم في تحسين الإنتاج وتجويده من مختلف المزروعات.

وتنتج مزرعة المواطن عبد الرحمن الشامسي بمنطقة العراد في العين حوالي 1200 كيلو كوسا في اليوم، بالإضافة للبقدونس والشمام والبطيخ والخضراوات، إضافة إلى طنين من السمك البلطي شهرياً، ويبلغ عدد الأسماك الكلي في المزرعة 300 ألف سمكة، بالإضافة إلى 500 رأس من الغنم، كما تنتج ألف دجاجة شهرياً، ويتبع الزراعة بأسلوب الري بالبلاستيك.

ويبلغ إنتاج مزرعة المواطن سلطان السويدي في منطقة رماح أكثر من 120 طناً سنوياً من الكوسا والخيار والطماطم والباذنجان والبامية والأرز والبصل والخس، ويمتلك 5 بيوت محمية. أما مزرعة المواطن حميد سالم الساعدي التي تقع في منطقة السلامات، فتنتج 50 طناً من الطماطم في الموسم الواحد و60 طناً من الخيار، ويتجاوز الإنتاج الكلي 150 طناً سنوياً، ويمتلك 12 محمية زراعية، ويزرع البصل والملفوف والباذنجان والبطاطس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdafmnck

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"