الشارقة: زكية كردي
ليسا فنانين، لكنهما محاطان بمجتمع فيه الكثير من المبدعين سواء من الأصدقاء أو المقربين، ولأنهما يمتلكان مهارات وميزات خاصة تمكنهما من إكمال دورة العمل الفني ليخرج إلى النور، قرر الشابان الإماراتيان محمد الشامسي، وحمد السبوسي، إطلاق مشروعهما «بازرت» وهو منصة لدعم الفنانين الشباب، يخبرنا عنها محمد الشامسي. «بازرت» هو عبارة عن منصة للفنانين الناشئين الإماراتيين والمقيمين في الإمارات، تتيح لهم عرض أعمالهم الفنية أياً كان نوعها (رسم، نحت، تصوير، ديجيتال، وغيرها)، ويمكنهم بيع هذه الأعمال عبر التطبيق مقابل نسبة بسيطة جداً، ولا يقتصر المشروع على المنصة الإلكترونية فقط؛ بل يكتمل بالكثير من الخطط والفعاليات التي يقيمها فريق عمل بازرت على الأرض، والتي يخبرنا عنها محمد الشامسي، شريك مؤسس مشروع بازرت، في الحوار التالي.
البداية كانت من لوحات أخت حمدان محمد السبوسي، شريك مؤسس في بازرت، حيث لفت انتباهه أن هناك الكثير من الفنانين الشباب مستمرون في إنتاج أعمالهم الفنية دون أن يكون لديهم متنفس لعرض هذه الأعمال أو بيعها، وهنا أمسك رأس الخيط متتبعاً فكرة المشروع التي أطلقته رغبته في تقديم مشروع يدعم الفنانين الشباب والناشئين في الإمارات، وبعد أن قام بوضع الخطوط العريضة للمشروع بعد العديد من عمليات البحث عبر المواقع العالمية والمشاريع المشابهة في الغرب، التي لا يوجد نماذج مشابهة لها في المنطقة، قرر أن يطرح فكرة المشروع على صديق عمره محمد الشامسي، ويعرض عليه الشراكة في هذا المشروع، ليستفيد من خبرته العملية في مجال التخطيط الاستراتيجي والجودة، كما يخبرنا الشامسي، ويقول: نحن الاثنان لسنا فنانين، لكننا محاطون بمجتمع فني من المقربين والأصدقاء، ولاحظنا أن الفنانين الناشئين دائماً ما يعانون صعوبات في مرحلة البداية، صعوبات تتعلق بعرض أعمالهم، بيع هذه الأعمال، خاصة أن بيع الفن يعتبر أمراً صعباً يتطلب التسويق بأسلوب مختلف تماماً، ولأننا نمتلك المهارات التي تكمل هذه الدورة، أي لدينا القدرة على وضع خطط تسويقية، وتنظيم معارض، وتوفير المنصة اللازم لخلق الفرص التي يحتاج إليها هؤلاء الفنانون، قررنا أن ننطلق بهذا المشروع، وبالفعل بدأنا قبل عامين، وضعنا الخطط لمرحلة البداية وها نحن نعمل عليها بالتتابع، أطلقنا التطبيق وبدأنا بتعريف الفنانين بهذه المنصة من خلال المشاركة في المهرجانات والفعاليات الفنية، وندعوهم لينضموا إلينا.
وعن الخدمات التي تقدمها هذه المنصة التي يؤسسان من خلالها لمجتمع فني مصغر، أوضح أن إقامة المعارض الفنية بالاتفاق مع العديد من المؤسسات المحلية والعديد من الأشخاص الذين نعرفهم ليعطونا مساحة للعرض، يعد جزءاً مهماً من خطة العمل، هذا إضافة إلى بدء فريق العمل بعقد شراكات مع مجموعة من المطاعم والمقاهي في الإمارات لعرض أعمال فناني بازرت، بحيث تكون متاحة للبيع على جدران هذه المطاعم، إضافة إلى العرض، وقال: الغاية من مشروعنا ليست مادية فقط، فهناك جزء كبير من اندفاعنا لهذا المشروع يتعلق برغبتنا في أن نكون جزءاً من هذا التوجه في دعم المبدعين.
ولفت إلى أن المشروع لا يزال في مرحلة التأسيس، وقال: أقمنا العديد من المعارض، وأطلقنا التطبيق، وبدأنا في العمل على دعوة أكبر عدد من الفنانين، والخطة تسير بشكل جيد وفق الخطوات التي وضعناها، وما أن نكون جاهزين سوف نبدأ العمل على التسويق عبر مختلف الوسائل، فالانتشار داخل الإمارات هو المرحلة الأولى لهذا المشروع.
وأوضح الشامسي أن الاستراتيجية التي وضعها مع شريكه تسعى إلى التوسع في الخليج العربي بعد الانتشار في الإمارات العربية المتحدة، ومن بعدها يمكن العمل على الانتشار عالمياً، كون المنصات والتطبيقات الإلكترونية، جعلت هذه الأمور قريبة وممكنة، لكنها تحتاج إلى دراسة ومنهجية صحيحة للعمل، وأضاف أخيراً أن مخططات بازرت للنمو والانتشار مرنة وقابلة للتغير بأي وقت، وهذا سر من أسرار قدرة أي مشروع على النمو.
