وتبقى الذكرى

هنا الشارقة
00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

عيسى هلال الحزامي

* من الإعلاميين رجال تحلوا بالصدق والموهبة والإخلاص والنزاهة، وكتبوا موضوعاتهم في صحفهم بمهارة وبلاغة ومصداقية وكان لهم حظهم من التقدير والثناء عند القراء باختلاف ألوانهم، إذ كانوا يتواصلون مع المسؤولين والجماهير وسواهم من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام بمنتهى الاحترام والاحترافية، وكان لكثير منهم ملكات خاصة وقدرات استثنائية في التعبير والكتابة، صاغوا بها مانشيتات حفظناها، ومقالات تعلمنا منها، كما أطلقوا مسميات للاعبين وفرق مازالت رائجة حتى الآن، كفلوا بها لإعلام الإمارات حضوره وتميزه خليجياً وعربياً ودولياً، وتحملوا في سبيل تطور حركتنا الرياضية كل ما تقتضيه الفعاليات والبطولات من جهد وتعب، وصبر وسهر، وحماس ودأب.

* استدعى جملة هذه المعاني نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الصحفي البحريني محمد علي حسين، فهو كان من المميزين بين رعيل هذا الجيل، لاسيما أن عطاءه شمل تدريس التربية الرياضية، والتحكيم والتعليق في اليد والسلة والطائرة، بجانب كتاباته التي تطرقت لكل الألعاب تقريباً بأسلوب لا يضاهيه فيه أحد، وباسم كل من عاشروه وزاملوه وقرأوه، أو التقوا به وكتب عنهم كما هو الحال معي، أدعو له بالرحمة والمغفرة وحسن المآل.

* أحمل ل «أبوعدنان» كثيراً من الذكريات، لكن أكثرها حضوراً الآن «مانشيت» على غلاف ملحق الاتحاد يقول «طيار ينقذ طفلاً من الموت وفريقه من الهزيمة» وتحته صورتان لي بطول الصفحة، الأولى ببدلة الطيران والخوذة، والثانية بالزي الرياضي وكرة السلة، أما القصة فكانت من إبداعاته الخاصة حيث لاحظ احتفال زملائي بي بعد المباراة بشكل لافت بعد أن شاركت في آخر 8 دقائق وقدت الفريق ل«ريمونتادا»، فنفذ إلى ما وراء المشهد وعرف أني كنت عائداً لتوي من المطار بعد أن قمت بواجبي في جناح الجو بإنقاذ طفل رضيع، فهو كان من المولعين بالقصص الصحفية ولا يكتفي بوصف المباريات ونتائجها، وأذكر له أيضاً سلسلة أسماها «نجوم ضد الجاذبية» كنت فيها شريكاً للطيارين أحمد القيواني وعبدالسلام ربيع، وهو الذي لقب حمدان سعيد ب «النحلة» ويوسف عيسى ب «الكومبيوتر»، وله مع نجوم هذا الجيل الكثير والكثير من البصمات والمواقف، التي لا تنسى.

* كان يرحمه الله، من أولئك الذين أحبوا الإمارات فأحبتهم، وانتموا لها فاحتوتهم، وأخلصوا لها فقدرتهم وكرمتهم، وإن رحلوا عائدين إلى بلدانهم، أو فارقوا هذه الدنيا، ستبقى ذكراهم العطرة حاضرة في وجداننا وخاطرنا، عطاءً بثناء ووفاءً بوفاء، حتى وإن ظلت تعذبنا الذكرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2uft5kz7

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"