سيناريوهات اليوم الأخير لحرب أوكرانيا

00:19 صباحا
قراءة 3 دقائق

ما الذي سيحدث حين يأتي يوم تنتهي فيه حرب أوكرانيا؟
 توقفت أمام السؤال عشرات من مراكز البحوث السياسية والعسكرية. ووضعوا تحت الدراسة العديد من السيناريوهات التي يتصورون أن إحداها يمكن أن يكون الختام النهائي للحرب.
 كانت الدوافع الرئيسية للخبراء والمحللين لطرح تلك السيناريوهات، يحركها ما يرونه من استمرار الحرب من دون ظهور أية بوادر لجلوس أطرافها في وقت قريب على مائدة المفاوضات، في حين تتزايد المخاوف في أوروبا تحديداً من بلوغ الضغوط القاسية وغير المحتملة على الحياة اليومية للمواطنين إلى درجة لا تطاق، مع تزايد القلق من إمكان اندفاع الحرب إلى وضع أسوأ مما هي عليه.
 كانت تلك السيناريوهات عن اليوم الأخير للحرب متعددة، ولذلك اخترت التركيز على عدد منها مثل: مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، ومركز «إنسايدر» وهو متخصص في متابعة الأحداث العالمية في مختلف المجالات – ومؤسسة كارنيجي للسلام الدولي– وشبكة B.B.C البريطانية– ومركز «أتلانتيك كونسيل» الأمريكي الأوروبي المشترك – وشبكة تلفزيون C.B.C الأمريكية، مع وجهات نظر لشخصيات في قلب الأحداث مثل الجنرال الروسي سيرجى مورو فيكين– والكولونيل البريطاني مارك كانيكان– ورئيس أوكرانيا زيلنسكى، وغيرهم.
 وتعددت السيناريوهات لما يحتمل حدوثه، فكان السيناريو الذي يرى أن الأطراف يمكن أن تُرغم على تجميد الوضع العسكري عن طريق تدخل طرف ثالث كالأمم المتحدة، ثم بدء مساعٍ لإيجاد هدنة مؤقتة. وهو ما يتيح للأطراف الضالعة في حرب الاستنزاف المتبادل، فرصة لتضميد جراحها، وإعادة ترتيب أوضاعها. أو أن تتاح فرصة لوساطة الصين، بعد أن تعيد صياغة مبادرتها متضمنة تفاصيل لرؤية متوازنة تحمل ما قد يرضي الطرفين، وإن تلك بداية للجلوس على مائدة المفاوضات.
 لكن ما العقبة أمام أي تهدئة للموقف؟ تقدم الإجابة الصحفية الأوكرانية سفيتلانا موزتس التي انتقلت إلى بريطانيا وأصبحت من كتاب صحيفة «ذا سبكتاتور»، وتقول إن خطة الحرب من بدايتها كان هدفها إنزال هزيمة عسكرية ببوتين. وإن الخطة نفسها لاتزال قائمة للآن.
 ويضيف إلى ذلك الكولونيل مارك كانيكان الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي إن الغرب لايزال يأمل في حدوث تغيير في القيادة الحاكمة في موسكو في حالة استمرار الحرب لسنوات.
 ويرى سيناريو آخر، أن الاحتمال قائم في استمرار القتال لسنوات، بلا تسوية أو وقف لإطلاق النار وإطالة أمد حرب الاستنزاف التي تأمل منها روسيا، إضعاف القدرات العسكرية، والموارد الاقتصادية لأوكرانيا – مع تحول ساحات المعارك إلى حرب عصابات، لا تواجه فيها القوات بعضها بعضا.
  ثم يأتي موضوع التهديد بالسلاح النووي، ليشغل حيزاً في السيناريوهات المطروحة، والتي أظهرت أن الدول الغربية وخبراءها منقسمون بشأن الكيفية التي يتعاملون بها مع تهديدات بوتين بالسلاح النووي، وإن كانوا يعتقدون بأن بوتين يدرك بالفعل الاحتمالات الخطرة لتساقط الغبار الذري على روسيا، لأن استخدامه لهذا السلاح لا يكون بعيداً عن الأراضي الروسية.
 ثم إن الحل السلمي لا يزال مستبعداً حسب رأى الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي صرح بأن إخراج روسيا من كل أراضي أوكرانيا التي ضمتها إليها سيكون مستحيلاً، بدون إشعال حرب عالمية ثالثة، وكان تعقيب محللين غربيين على ذلك، تأكيدهم بأن تصور حدوث انتصار أوكراني كامل، يعتبر احتمالاً بعيد المنال، جميع السيناريوهات التي طرحت أثارت العديد من التساؤلات التي تبحث – بلا جدوى – عن إجابة، منها:
إذا حدث وقف إطلاق النار فهل يحل ذلك مشكلة الدوافع الاستراتيجية التي أشعلت هذا النزاع.؟ وهل يمكن أن تتغير نظرة بوتين الذي يرى أن أي نظام أوكراني متحالف مع الغرب، يمثل تهديداً لروسيا ولحكمه؟
هنا يتوقف المؤرخ الأوروبي ستيفن كوتكين المتخصص في شؤون الاتحاد السوفييتي، ثم روسيا، ويقول: نحن لسنا أمام مشكلة معقدة يصعب حلها، لكنا أمام كارثة إنسانية بالمعنى الدقيق للكلمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4t4uvmd3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"