عادي

قصائد الحيرة والتساؤل في بيت الشعر

20:50 مساء
قراءة دقيقتين
محمد البريكي يتوسط حضور الأمسية

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية مملوءة بالجمال والشجن وعبق القصيدة، لكل من أحمد الأخرس وهبة الفقي وعمر مبارك أبوعرف، بحضور مدير البيت محمد عبد الله البريكي. وقدمها الشاعر الدكتور إياد عبد المجيد.

افتتح القراءات الشاعر أحمد الأخرس، الذي قرأ قصيدة غارقة في الروحانية والوجد والبوح للحبيب المصطفى بمكنون القلب عنوانها ب«على عتبات العشق» منها:

أُحَمِّلُ قَلبي سِرَّ حُبّي فَيَكتِمُ

إِذا فَضَحَتْ عَينايَ شَوقاً يُتَمْتَمُ

وَأَسأَلُهُ بِاللهِ: قُلْ ليَ مَنْ هُمُ ؟

فَيَرتَجُّ ما بَينَ الضُّلوعِ ويُحْجِمُ

ولكِنَّ في قَلبي عَلامَةَ عاشِقٍ

إِذا ذُكِرَ اسْمٌ خُصَّ بِالحَمدِ يَبْسِمُ

وَتَزْهَرُّ في خَدّي الخُزامى نَدِيَّةً

بِدَمعٍ فُراتيٍّ سَواقيهِ زَمْزَمُ

      

ثم قرأ «رسالة نصية إلى» وهي تمثل سيرة حياتية غارقة في التأمل، والاشتغال على الفكر ورؤية الوجود، منها:

كأنَّكَ أنتَ.. ولا شيءَ إلّاكَ/ يثقلنا هاجساً أو يقيناً/ ولا شيءَ إلّاكَ نعرفه في الولادةِ/ أكثرَ من رَحِمٍ يَتَقَطَّعُ كي يوصِلَ الجسرَ من ضِفَّتَيْهِ/

إلى زفرةِ الماءِ من رِئَتَيْ ولدٍ مَيِّتٍ/ ثمَّ لا شيءَ إلّاكَ/ يخبزُ أحلامنا حدَّ أن تحترقْ/ هل تجرِّبُنا قبلَ أن نفْتَرِقْ؟.

الشاعرة هبة الفقي قرأت «سيرة لغصون الروح» فيها من الحيرة والتساؤل، وبين الفهم وعدم الإدراك، تسجل سيرة مشحونة بأسئلة الذات التي باحت بما تكنه للقصيدة كي تكون لسانها الذي يتلمس القبول والوصول، منها:

أنا الْغَريبةُ بَيْنَ النّاسِ يَسْجُنُني

طولُ الْمَسافَةِ بَيْنَ الْآهِ والشَّفَةِ

لا الْخِضْرُ أوَّلَ لي الدُّنْيا ولا ظَهَرَتْ

زَرْقاءُ كَيْ تُبْصِرَ الْأَوْجاعَ مِنْ جِهَتي

كَريشَةٍ في أَكُفِّ الرّيحِ يَرْحلُ بي

عُمْري الْعَليلُ بِلا زادٍ وأمْتِعَةِ

ما عُدْتُ أُدْرِكُ في الْأَيّامِ فَلْسَفَةً

أوْ عُدْتُ أُبْصِرُ ما في الصُّبْحِ مِن ثِقَةِ

«واسّاقطت شوقاً» كان نصها الآخر الذي تساقطت حروفه فكرة عاطفة روحية تتهجد في محراب الوجد، وتبث جنون حروفها للمحبوب، عابرة على جسر الشوق والشعر إليه، ومما قرأت:

أعدو عَلى جَمْرِ اشْتِياقِكَ مِثْلَما

يَعدو بِجَوْفي الشِّعْرُ دونَ تَوَقُّفِ

وبِرَغْمِ نَزْفِ الْأُمْنِياتِ عَلى يَدي

مازِلْتُ أَعْشَقُ في يَدَيْكَ تَصَوُّفي

تَنْأى فَتَتْبَعُكَ الْحَياةُ بِأَسْرِها

والنُّورُ مِنْ عَيْنِ الْمَباهِجِ يَخْتَفي

والّليْلُ يُنْشِدُ في الْغِيابِ قَصيدَةً

تَكْفي لِأنْ تُدْمي بِروحي ما شُفي

اختتم القراءات الشعرية عمر مبارك أبوعرف، الذي دخل بثقة الشاعر على اصطياد المعنى البعيد، والتحليق في سماء يراها مختلفة يتميز فيها بطيرانه الذي يطوف به مدن الشعراء، فيتفاخر بما لديه من أدوات تمكنه من صنع الجمال، ومن قصيدة «بعض ناري» يقول:

نبوءةُ شهقةِ الشعراءِ مني

ونورُ وميضِها من بعضِ ناري

فيمِّمْ شطرَ ما يمّمتَ إني

بكل ديارِ أهلِ الأرضِ داري

وما ذيّاك إلا عن سديمٍ

لمعنى الروحِ في لُججِ الوقارِ

حللتُ طلاسمَ الماضين منهم

فصرتُ لطلسمِ الآتين قاري

وفي ذات السياق يواصل أبوعرف اعتزازه بحرفه، ليقرأ «عودةٌ أخرى» لتتضح فيها رؤاه حول الفكرة:

كآخر ما يدور بخاطر البحار/ كفكرة شاعرٍ هرَبت/ أُعيد الآن أقلامي/لأعقدَ صفقة التيار/وأشرعتي تُبللها رياحُ الوعدِ ما هبَّتْ/وينتابُ المدى قلقي/فتعزفُني رؤى الأغيار

وفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي المشاركين في الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2e9r7j93

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"