عادي

«الجلي الديواني» يحاور العين

01:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
لوحة للخطاط عدنان الشيخ عثمان

الشارقة : عثمان حسن

هو من أهم رواد الخط العربي الكلاسيكي على مستوى الوطن العربي والإسلامي، إنه الخطاط السوري عدنان الشيخ عثمان، صاحب الروائع الخطية في الثلث المركب، وأيضاً في الجلي الديواني، عرف بمهارته في تشكيل خطوط عربية بالغة الدقة والحرفية من حيث أولاً، ضبطها المحكم لقواعد الخطوط العربية، وثانياً من حيث تلك اللمسة الواضحة في الابتكار والتجديد التي ميزته عن غيره من الخطاطين.

1
عدنان الشيخ عثمان

عُرف عدنان الشيخ عثمان بوصفه صاحب أسلوب جديد في أنواع أخرى من الخطوط، كالتعليق، والديواني، والنسخ، وفي الإجازة، والرقعة، غير أن تفوقه يبرز أكثر في لوحات الجلي الديواني التي أهّلته ليكون واحداً من رموز المدرسة العربية في الخط.

ومن نماذجه في «الجلي الديواني» الآية 24 من سورة الأنفال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ».

وفي هذه الآية تبرز قدرة الخطاط في إبراز خصائص كل من الديواني والجلي، حيث يرى خبراء الخط أن «الديواني الجلي» يتشارك مع «الثلث الجلي» تلك السمات المرموقة في التكوينات الخطية، وهو ما برع فيه عدنان الشيخ، فهذه اللوحة الخطية تتميز بإبراز خصائص الخط الديواني واعتماده على استدارة الحروف وتداخلها، فضلاً عن توشية هذا الخط بعلامات الزخرفة ما بين الحروف.

ولهذا، يظهر الجلي الديواني في هذه اللوحة بوصفه خطاً زخرفياً، ممهوراً بخصائص الجلي، وأيضاً الديواني الذي كان يستخدم في المراسلات الديوانية العثمانية في نهاية القرن السادس عشر، وبداية القرن السابع عشر.

ومن الجماليات البارزة في هذه اللوحة ما نلحظه من تشابك الحروف المنفصلة كالراء والواو والألف والدال بالحروف التي تأتي بعدها، حيث يمنح المشهد العام للوحة صفات جمالية إضافية لجهة التدقيق في فنيات خط الحرف ومدلولاته الروحية أو الإشراقية في جسد اللوحة.

مهارة

من الناحية الشكلية المجردة، نلحظ في هذه اللوحة قدرة عجيبة على تشكيل الحروف، فاللوحة تمزج بين قواعد كتابة الخط والفن التشكيلي، ما يمنحها شكلاً تعبيرياً وحيوياً، خاصة في تفاصيل خط الحرف بما فيه من انسيابية وطواعية في التكوين والمد والاستلقاء والتشكيل في قوالب ساحرة لا نهاية لها، سواء كانت الحروف ممدودة على السطر أو في تكويناتها الدائرية أو البيضاوية أو في تلك التكوينات الحرة الحديثة التي بحسب خبراء الخط تقوم على مبدأ «التوازن القلق» الذي شاع استعماله في السنوات الأخيرة بين الخطاطين المعاصرين كمحاولة منهم لكسر التقليد المتبع وابتكار تكوينات ذوات آفاق ورؤى جمالية جديدة.

حرص عدنان الشيخ في هذه اللوحة على ترجمة فهمه لكتابة الخط العربي، وهو فهم ينسجم مع تلك الآفاق الروحية والتربوية لجماليات الحروف وإبداع تنسيقها وما توحي به من قيم أخلاقية وإرشادية لا غنى عنها.

سيرة

شارك عدنان الشيخ في مسابقات الخط العربي الدولية التي تنظمها إرسيكا في استانبول منذ عام 1986 وحتى الآن، وكانت له مشاركات في كثير من ملتقيات الخط العربية في سوريا وبيروت والشارقة والجزائر، وله أيضاً إسهامات مهمة في كتابة عدد من المصاحف كما أنجز 400 لوحة خطية، وهو من الخطاطين المعروفين بإتقانهم للثلث الجلي المتراكب، وله بحوث منشورة في كيفية كتابة الخط بين المحاكاة والابتكار.

فاز عدنان الشيخ ب 13 جائزة دولية، في فنون الخط المختلفة، بينها جائزة المركز الأول في الخط الديواني الجلي في 2004، وجائزة مكافأة «إرسيكا» الدولية، للتميز في خط الثلث الجلي المتراكب عام 2001.

في عام 1998 كرمته وزارة الثقافة السورية بالتعاون مع رابطة الخطاطين السوريين، ومنحته شهادة تقديرية اعترافاً بجهوده في خدمة فن الخط العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y8y88sfp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"