عادي

«الوثائق المسرّبة» تفضح واشنطن.. تجسست على حلفائها وأعدائها

16:16 مساء
قراءة 3 دقائق
كشفت الوثائق السريّة الأمريكية المسرّبة كيفية تجسّس الولايات المتحدة على الأعداء والحلفاء، على حد سواء.
ويخشى المسؤولون الأمريكيون من أن يؤدي الأمر إلى تعريض المصادر الحساسة للمعلومات الاستخبارية للخطر، فضلاً عن إلحاق الضرر بالعلاقات الخارجية المهمة.
وتظهر بعض الوثائق المسرّبة التي يقول مسؤولون أمريكيون إنها صحيحة، مدى انغماس الولايات المتحدة في عمليات التنصت على الحلفاء الرئيسيين لها، بمن فيهم كوريا الجنوبية، وإسرائيل، وأوكرانيا، حسبما ذكرت «سكاي نيوز عربية». وتظهر وثائق أخرى مدى اختراق الولايات المتحدة لوزارة الدفاع الروسية، ومجموعة «فاغنر» المسلحة.
ويقوم الاختراق الأمريكي للروس على أمرين، اعتراض نظم الاتصالات والتنصت عليها، والمصادر البشرية، أي الجواسيس. ويرى المسؤولون الأمريكيون أن جواسيس مخابرات الولايات المتحدة باتوا معزولين أو معرّضين للخطر.
وتكشف وثائق مسرّبة عن نقاط ضعف في الأسلحة الأوكرانية، مثل الدفاع الجوي وأحجام الكتائب ودرجة الاستعدادات في مرحلة مهمة من الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. ويأتي تسريب الوثائق في وقت تحشد أوكرانيا قواتها من أجل شن هجوم مضاد ضد روسيا، وبعد أن طورت كييف وواشنطن علاقات أكثر ثقة بشأن تبادل المعلومات الاستخبارية. وقال مصدر مقرب من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن كييف بدأت بتغيير خططها العسكرية بسبب التسريب.
على سبيل المثال، راجعت شبكة «سي إن إن» الأمريكية 53 وثيقة، جرت صياغتها كلها بين منتصف فبراير/ شباط إلى أوائل مارس/ مارس.
أظهرت إحدى الوثائق أن الولايات المتحدة تجسست على زيلينسكي. وقال مصدر مقرب من الرئيس الأوكراني، إن الأمر غير مفاجئ، لكن المسؤولين في كييف يشعرون بخيبة أمل شديدة حول التسريبات.
ووفقاً للبيانات المسرّبة التي هي عبارة عن معلومات استخبارية، فقد اقترح زيلينسكي في فبراير/ شباط الماضي، ضرب تجمعات القوات الروسية في مدينة روستوف القريبة من الحدود مع أوكرانيا باستخدام الطائرات المسيّرة، لأن أوكرانيا لا تملك صواريخ بعيدة المدى تصل إلى هناك. وكان مصدر هذه المعلومات اختراق للاتصالات التي تستخدمها أوكرانيا.
وأثارت التسريبات غضباً في إسرائيل، إذ أظهر تقرير أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، ومصدره أيضاً اعتراض أنظمة الاتصالات، أن جهاز المخابرات الخارجية في إسرائيل «الموساد» شجعت الاحتجاجات على التعديلات التي كان يريد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إدخالها على القضاء قبل أن يتراجع في مارس/ آذار الماضي.
وفي محاولة لامتصاص أزمة أهم دولة حليفة، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً قال فيه: إن التقرير كاذب وعارٍ عن الصحة.
وتبيّن وثيقة أخرى كيفية تقييم الولايات المتحدة لسياسيات الحلفاء، وكيف يمكن للولايات المتحدة ممارسة التأثير فيهم لتعديل هذه السياسات، فمثلاً تقول إحدى هذه الوثائق إن إسرائيل تعتبر أن تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة بضغط من الولايات المتحدة سيؤدي إلى تدهور ملحوظ في العلاقات مع روسيا.
وتكشف وثائق مسربة مدى اختراق واشنطن لوزارة الدفاع الروسية، و«فاغنر»، بشكل أكثر مما كان يعتقد في السابق.
وحصلت الولايات المتحدة على كميات كبيرة من المعلومات عبر اعتراض نظم الاتصالات داخل روسيا، وقد يسعى الروس إلى تغيير نظم الاتصالات لإخفاء خططهم. المصادر البشرية يمكن أن تكون أيضاً في خطر، فخرائط حركة القوات والمعدات الروسية، تثير قلق مسؤولين أمريكيين لكون عدد المطلعين عليها محدوداً، ما قد يساعد الروس في كشف الجواسيس الذين يمدّون واشنطن بالمعلومات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/6hsr29ny

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"