عادي
خلال مجلس+ الرمضاني في ضيافة وليد بن فلاح

العمل البرلماني في الإمارات.. انعكاس لريادتها المشهودة

02:01 صباحا
قراءة 7 دقائق
مجلس رمضاني/تصوير محمد الطاهر/٢/٤/٢٠٢٣

متابعة: جيهان شعيب

آراء صادقة ورؤى واعية، ووجهات نظر موضوعية، طرحتها فعاليات برلمانية في حديثها عن العمل البرلماني في الدولة، ماله وما عليه، خلال المجلس الرمضاني الذي استضافه وليد بن فلاح، رئيس اللجنة الدائمة لتخصيص الأراضي في إمارة الشارقة.

في مستهل الجلسة، قال وليد بن فلاح: إن الدولة قطعت شوطاً في المجالس البرلمانية خلال المرحلة السابقة، في المجلس الوطني الاتحادي، أو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة. فيما يجب مناقشة علاقة المجلسين بالمواطنين، وأثرهما فيهم، وما يجب أن يكون عليه المرشحون، وواقع ثقافة المجتمع بالعمل البرلماني، وغير ذلك.

1
11

وقال حمد حارث المدفع، عضو سابق بالمجلس الوطني: كنت أحد الأعضاء المنتخبين، في التجربة الانتخابية الأولى للمجلس الوطني، وحينها دعت قيادة الدولة المواطنين للمشاركة بانتخاب 20 عضواً، إلى جانب الأعضاء المعينين، ولم يكن الأمر كما اليوم؛ حيث كانت التجربة مختلفة، والثقافة الانتخابية لم تكن ترسخت، مثلما تطورت اليوم، وأضحت أفضل، إلى جانب أن الأمر كان محرجاً من ناحية تسويق الفرد لنفسه.

الكفاءة والخبرة

ومع ذلك كانت التجربة بشكل عام ثرية، واستطعت مع الأعضاء المنتخبين، طرح آراء مختلفة، وتفاعلنا مع المجتمع، ومع ذلك فبعض الناس يرون أن نقاشات المجلس محدودة، على الرغم من أن جميع القضايا الوطنية التي تهم المواطنين والمجتمع نوقشت على أعلى مستوى، وكان هناك أعضاء من التميز بمكان في الطرح البرلماني، ومناقشة المواضيع، فيما يجب أن يركز الناخبون على ترشيح من لديهم شهادات دراسية، من أصحاب الكفاءة، والخبرات المجتمعية، والحكمة، والدراية، لأن العضو المتميز يستطيع نقل وجهات نظر المجتمع إلى المسؤولين.

وواصل: ولا بدّ أن يعرف الناخب أن العضو الذي سيختاره سيمثله في البرلمان العربي، وبرلمانات أخرى خارج الدولة، مثلما كنت عضواً في البرلمان العربي، وطرحنا مناقشات مختلفة في الجزر، وغيرها من القضايا المهمة؛ لذا فالعضو بمنزلة سفير للدولة، وعليه أن يمثلها جيداً، فيما تختلف وجهات نظر عدد من الناخبين في اختيار المرشحين، فمنهم من يقول: فلان كان سبّاقاً في طلب إعطائه صوتي، وبعضهم تذهب أصواتهم لمن تربطهم بهم علاقات اجتماعية، وآخرون ينحازون لاختيار أصحاب الكفاءة، من واقع القضايا التي تتضمنها جداولهم الانتخابية.

دور الأيدلوجية

وختم: المرشح يجب ألا يقدم أية وعود، وعموماً فمثلنا كأي برلمان في العالم هناك الجيد والعكس، ولا بدّ أن نقر أن من الأعضاء المنتخبين من لم يدلِ بكلمة على مدار الفصل التشريعي، ومدته 4 سنوات، وكذا الأمر من بعض الأعضاء المعينين، ومن ثمّ فالأمر يعود إلى العضو نفسه، ومدى أمانته، وخوفه من الله.

دور العواطف

وعلق وليد بن فلاح قائلاً: مشكلتنا تلعب الأيدلوجية أو العواطف دوراً كبيراً في اختيار المرشحين، وفوز المرشح أو نجاحه، يعتمد بنسبة 95% على العلاقات، فيما لا بدّ من اختيار الرجل الكفء، الذي يستطيع توصيل أصوات أبناء المجتمع للمسؤولين، في حين أن التعيين يفرز بعض الأحيان كفاءات، على أن الانتخابات التي لا تفرز كفاءات في أغلب الأحيان، لأن الاختيار يكون عاطفياً، ويعود للقبلية، وهذه إشكالية، والحقيقة أن من المرشحين سابقاً من قال: إن 98% من فوزه تعود إلى العلاقات.

لائحة تنظيمية

وهنا قال علي ميحد، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: الموضوع مهم، والتجربة البرلمانية في الدولة تعدّ في مراحلها الأولى، ولم نصل إلى مرحلة نستطيع أن نقول إننا أنجزنا بشكل كامل، ولكن المرحلة الماضية أفرزت أموراً يجب أن نفكر فيها، وهناك دول سبقتنا في العمل البرلماني، سواء الخليجي، أو الدولي، لكنها تعاني مشكلات وخلافه، فيما تجربتنا البرلمانية خاصة بنا، وتشهد حراكاً، ولكن الأمر يحتاج إلى وقت.

وأضاف: عندما ترأست المجلس الاستشاري، اطلعت على الجداول الانتخابية للأعضاء المرشحين، لأعرف ماذا في جعبتهم، فوجدت معظمها متقاربة، ودون عمق، فيما وبشكل عام نؤكد افتخارنا بنموذجنا البرلماني، الذي يمثل الجانب الرقابي، والتشريعي، ويلقى دعماً من القيادة الحكيمة، لكننا نحتاج إلى وقت في الانتخابات؛ حيث ليس لدى هيئة الانتخابات حتى الآن لائحة تنظيمية، ذات ضوابط، ولوائح، وقوانين، ولا بدّ أن تقرّ هذه اللائحة المحكمة الدستورية، التي لا بدّ من وجودها.

وعي المجتمع

وتابع: المجتمع أصبح واعياً، وفي حكومة الشارقة، لدينا نظام مجالس ضواحٍ فريد، ومجلس استشاري، وكلاهما يعالج القضايا المجتمعية، ولا شك أن العمل البرلماني سيشهد نضجاً في الأيام المقبلة، وستصبح التجربة أفضل مستقبلاً، لا سيما أن الدولة بخصوصية تجربتها، تمثل نموذجاً في المنطقة، والوطن العربي، والعالم، وحتى نحتفظ بالمكتسبات، لا بدّ من عمل برلماني منظم، وتقوية المؤسسات الداعمة له.

تجربة متطورة

وتناول الحديث محمد بن هندي، عضو سابق بالمجلس الاستشاري قائلاً: التجربة البرلمانية في الدولة متطورة، والبرلمانات هي الرقابة المجتمعية، أو الشعبية على أداء منظومة العمل، فالمتابعة، والقياس، يعطيان مؤشراً للقيادة عن عملية التطوير، فيما لا بدّ من وعي برلماني لدى الناخب، ومن يختار؛ حيث لا يزال الحسّ الاجتماعي والقبلي والولائي؛ ولذلك تأثير في عملية تطور البرلمانات؛ حيث في ذلك تمثيل العضو لفئته وليس للمجتمع.

وشدد على أهمية التثقيف والوعي البرلماني، ليتحرر الناخب من المفاهيم السائدة، قائلاً: الحقيقة كل القضايا تطرح بشفافية تامة في المجلس الاستشاري للإمارة، امتثالاً لقول صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: «المجلس الاستشاري هو العين التي أرى بها الأداء». فيما تعزيز العمل البرلماني الاتحادي أو المحلي، يعكس الريادة التي تعيشها الدولة، ونتمنى أن يكون لدى الناخب الوعي اللازم، لنصل إلى التطور المنشود.

تجاوب «التنفيذية»

وهنا طرح وليد بن فلاح، استفهاماً عن مدى تجاوب السلطة التنفيذية مع قرارات المجلسين الوطني والاستشاري، قائلاً: نجاح المجلسين يعتمد على تجاوب السلطة التنفيذية؛ حيث إذا لم تكن العلاقة متناغمة بينهما، ويوجد تعاون، سيكون كل منهما في وادٍ. فأوضح عبد الله سالم الطريفي، رئيس مجلس إدارة صندوق الشارقة للضمان الاجتماعي، أنه استدعي خمس مرات للمجلس الوطني، حينما كان يشغل منصباً في هيئة الأوراق المالية والسلع، وأعتقد أن بإمكانه إقناعهم بشكل سريع، إلا أنه اكتشف اطلاع الأعضاء على عمل الجهات الرقابية الاتحادية، بشكل يفوق التوقع، فضلاً عن الأنظمة، واللوائح والقوانين التي جرى تعديلها، ومن ثمّ هناك تعاون بين الجهتين.

وانتقل إلى نقطة أخرى قائلاً: لا بدّ أن يتجرد من يمثل المجتمع تحت قبة البرلمان من المصالح الشخصية، وأن يكون العضو واعياً بتجنب الاصطدام بالمسؤولين الذين يستضيفهم المجلس لمناقشتهم، والابتعاد عن تصيّد الأخطاء، والتقليل من أي منهم، وإلا فإن هناك تناحراً بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، فيما نأمل بأن يكون المجلس المقبل أكثر نضجاً، لتتبوأ الدولة في كثير من الجوانب، ومنها السلطة التشريعية.

استجابة كبيرة

وانتقلت الكلمة إلى سالم المهيري، رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، فأثنى على الإنجازات التي حققها المجلسان الوطني والاستشاري، متمنياً المزيد مستقبلاً، قائلاً: بالنسبة للإمارة، هناك استجابة كبيرة من الدوائر الحكومية مع المجلس الاستشاري، وكذا مع المجلس البلدي.

وعبر سيف المدفع، عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة عن انبهاره بعمل المجلس قائلاً: في بعض المجالس الخارجية يحدث احتقان في المناقشات، خلافاً للرهبة، والاحترام، والنقاشات الجيدة التي نشهدها في المجلسين الوطني، والاستشاري، فيما هناك بعض العزوف من الشباب عن متابعة ذلك؛ حيث لديهم نهج مختلف، وهنا دور الإعلام مهم جداً، ووسائل التكنولوجيا الحديثة، لترسيخ الثقة بالمجالس البرلمانية لدى الشباب، لأهمية أن يحبوا العمل البرلماني.

فعقب وليد بن فلاح: فرصة أن يكون للشباب دور في العمل البرلماني، فيما مناقشة مشاريع القوانين في المجلسين الوطني والاستشاري، فتحتاج إلى أناس لديهم خبرة، لأن جهات عليا أعدّتها، وستناقش مع وزراء ومسؤولين.

قوانين للجان

عقب عبد الله موسى، عضو المجلس الاستشاري، قائلاً: العمل البرلماني كبير، ويجب ألا يرشح أي شخص كان نفسه لعضوية المجلس الوطني أو الاستشاري؛ حيث لا بدّ من الكفاءة، والاختلاط بالناس، والقدرة على خدمتهم، ونقل صوتهم للمسؤولين، فيما قوانين المجلس الاستشاري من الأفضل بمكان، وصاحب السموّ حاكم الشارقة أعطى الصلاحية للأعضاء للقيام بدورهم، ولا بدّ من تحسين اللجان الانتخابية، بأن تكون لها قوانين، حتى لا يستبعد الناخب من دون أي سبب.

وعاد حمد المدفع للقول: الدخول في التجربة البرلمانية نجاح، وإن فاز المرشح بالعضوية أو خسر، والمجلس الوطني ليس معنياً بالخدمات الشخصية، على أساس أن الناخب يلجأ إلى المرشح والعكس في هذا الصدد، كما في بعض الدول، ونتائج عمل المجلس الوطني تنعكس على نجاح الدولة، لأن اجتماعات الحكومة مبنية على توصيات «الوطني»، ومراجعة الأنظمة، والقوانين، والتفاعل، والخروج بقرارات.

فاتفق عبد الله سالم مع قول المدفع قائلاً: نعيش في دولة حباها الله بقيادة رشيدة، وحكيمة، ونحن متميزون بين كثير من دول العالم، ويجب أن يكون هدفنا الأول والأسمى خدمة الوطن في جميع مجالاته، وفي أي موقع، ويجب أن يعمل الجميع لرفع شأنه.

مخافة الله

وفي ختام الجلسة قال الإعلامي محمد المناعي: التهافت كبير على الترشح، من أشخاص لم يمارسوا أي أدوار إدارية، ولم يقوموا بتأسيس أنفسهم؛ لذا لا بدّ من ترسيخ الثقافة المجتمعية بالعمل البرلماني، حتى لا يكون من يرشح نفسه لعضوية المجلس الاستشاري عالة عليه؛ حيث هدف المجلس خدمة الناس، وليس المظاهر، ويفترض أن يؤسس أي من المرشحين للمجلسين الوطني أو الاستشاري جداولهم الانتخابية بشكل جيد، ومتميز، فنحن مجتمع يخاف الله، سبحانه وتعالى، وعليه يجب أن يخاف المرشح الله قبل أن يبادر إلى ترشيح نفسه، وأن تكون لديه الأمانة اللازمة.

وطالب الإعلامي خالد الزرعوني، بتثقيف المجتمع برلمانياً وتنظيم ندوات تعريفية بالعمل البرلماني، والانتخابات، وغيرها، فرد علي ميحد قائلاً: التوعية لا تتأتى من البرامج والمحاضرات، وإنما من الممارسة، ولا بدّ أن يعي المجتمع أهمية العمل البرلماني، فقال بن هندي: لا بدّ من إجراء حصاد في نهاية كل دور انعقاد، وتوعية الناخب بمعايير اختيار المرشح، من هنا تحدث التوعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxwpby4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"