عادي
في حالة نادرة وفريدة من نوعها على مستوى العالم

«بيئة أبوظبي» تنقذ وتؤهل عجل بقرة البحر «ملقوط»

18:04 مساء
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: «الخليج»
نجحت هيئة البيئة – أبوظبي، بإنقاذ وإعادة تأهيل عجل ذكر صغير لبقرة بحر، والذي عُثر عليه في يونيو/ حزيران 2019 خلال عمليات المسح والتقييم الدورية التي يقوم بها مراقبو الهيئة في محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي.
ووجد العجل وحيداً من دون أمه وبعيداً عن أي قطيع؛ وذلك بعد أيام قليلة من الرياح الشديدة، والتي ربما تكون السبب المحتمل لانفصال العجل عن أمه والمجموعة، أو قد تكون نتيجة للاضطرابات التي شهدتها مياه البحر، وتم تسمية العجل «ملقوط» تعبيراً عن حالة هذا العجل الذي تم التقاطه ولا يعرف له صاحب.
قام فريق الأنواع البحرية المتخصص التابع لهيئة البيئة - أبوظبي بتقييم صحة ملقوط، بدعم من خبراء أبقار البحر بالمكتب الإقليمي معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية في أبوظبي. ونظراً لوزنه وحالته غير المستقرة، أكد فريق الهيئة أنه كان يعاني الجفاف وسوء التغذية، ويحتاج إلى رعاية بيطرية متخصصة؛ لذا تم نقله إلى منشأة مختصة في إمارة أبوظبي، ويعمل بها أطباء بيطريون مؤهلون؛ حيث تمكنت الهيئة من التواصل مع عدد من الخبراء المختصين الموجودين في الدولة والتابعين لشركة مستشاري حدائق الحيوان العالمية Worldwide Zoo Consultants (WZC) لتقديم الاستشارات البيطرية والرعاية المستمرة المتخصصة في تربية الحيوانات. ونصح المتخصصون بالاحتفاظ بـ«ملقوط»، بسبب ظروفه الصحية وتوفر الموارد المناسبة التي تضمن مستويات عالية من الرعاية.
وتعد عملية الإنقاذ وإعادة التأهيل الناجحة فريدة من نوعها ومن أندر الحالات على مستوى العالم. ونجحت الهيئة في تقديم الرعاية لـ«ملقوط»، مستعينةً بالخبرة الواسعة التي تمتلكها والمتمددة إلى أكثر من 25 عاماً، والتي تضمنت إجراء العديد من البحوث والدراسات العلمية لحماية أبقار البحر والمحافظة على الموائل والأنواع البحرية. وتعتمد أبقار البحر بشكل كبير على أمهاتها في أول 18 شهر من حياتها، إلا أن الهيئة تمكنت من توفير أفضل بيئة «لملقوط» للبقاء على قيد الحياة والحصول على رعاية جيدة.
ولإعادة تأهيل «ملقوط»، تم توفير رعاية بيطرية مستمرة على مدار 24 ساعة وتم تزويده بالدعم اللازم حتى يتم فطامه تدريجياً وتدريبه على أكل الأعشاب البحرية، وللمحافظة على نوعية حياة جيدة بعد تلك الفترة الأولية، احتاج «ملقوط» إلى رعاية خاصة من الأطباء البيطريين المؤهلين، بما فيها توفير مرافق مناسبة لاستيعاب نموه وزيادة حجمه، ولحمايته من الأحوال الجوية المتقلبة ومن الضوضاء الصاخبة.
ووفرت هيئة البيئة - أبوظبي وفريق الخبراء بيئة محفزة بمساحة مناسبة لملقوط للتعرف إلى أنماط السلوك الطبيعي، مع ضمان نموه على المدى الطويل. وقدم فريق من الأطباء البيطريين ذوي الخبرة تركيبة خاصة من الغذاء لمعالجة الجفاف وسوء التغذية. ومنذ ذلك الحين، زاد طول «ملقوط» من 60 سم إلى ما يقرب من مترين، وصُنف على أنه بقرة بحر صحية وسليمة.
وفقاً للمعلومات الصادرة عن سكرتارية مذكرة التفاهم بشأن أبقار البحر والمحاولات السابقة حول العالم، لم يتم إطلاق أي بقرة بحر تم تربيتها في الأسر بنجاح مرة أخرى في بيئتها الطبيعية حتى الآن. علماً بأن «ملقوط» يفتقر إلى غريزة البقاء الطبيعية المكتسبة في المراحل الأولى من حياة أبقار البحر - وبهدف التخفيف من أي مخاطر أخرى - قررت الهيئة عدم إطلاقه إلى البحر في الوقت الحالي.
وعلقت د.شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي قائلة: «نريد مشاركة قصة ملقوط مع العالم لأنها حالة نادرة وفريدة من نوعها، خاصة أن أبقار البحر من الأنواع التي تعتمد على أمها خلال أول عامين من حياتها، وجعلنا ذلك ندرك المهمة التي تنتظرنا، وأن ملقوط سيحتاج إلى مراقبة ورعاية على مدار الساعة، لضمان بقائه على قيد الحياة. خلال إعادة تأهيله، نما ملقوط بشكل كبير وكان يقوم بعمل رائع، الأمر الذي يعد خير مثال على أهمية التعاون المحلي والدولي في إنقاذ الأنواع في مختلف أنحاء العالم؛ حيث عمل فريق خبرائنا بهيئة البيئة - أبوظبي عن كثب مع خبراء المكتب الإقليمي لأمانة معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية، وفريق مذكرة التفاهم الخاصة بحماية وإدارة أبقار البحر ومواطنها في دول الانتشار، وكذلك مع الأطباء البيطريين البحريين المتخصصين، لضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة لملقوط.
وقالت رُبى أبو عطية، المنسق التنفيذي – المكتب الإقليمي لسكرتارية معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية، مكتب أبوظبي: «إن إنقاذ وإعادة تأهيل صغار أبقار البحر التي تقطعت بهم السبل مهمة صعبة للغاية. فإضافة إلى ملقوط، لا يوجد سوى حالة واحدة موثقة للرعاية الناجحة طويلة الأجل، وهو عجل حديث الولادة،، تم إنقاذه في عام 1998، ويعيش حالياً في سيدني أكواريوم، ولا توجد سجلات لأبقار البحر التي تم تربيتها برعاية بشرية، وتم إطلاقها بنجاح مرة أخرى إلى بيئتها الطبيعية».
قال تومي ويلكن، الرئيس التنفيذي لشركة Worldwide Zoo Consultants: «تفخر شركتنا بالمساهمة في عملية الإنقاذ الناجح وإعادة تأهيل عجل البحر «ملقوط». فعلى مدى ثلاث سنوات ونصف السنة، وبالتنسيق مع هيئة البيئة – أبوظبي، تمكن الخبراء المتخصصون لدينا في رعاية الحيوانات والأطباء البيطريون من إنجاز شيء نادر جداً، وهو الإنقاذ الناجح وإعادة تأهيل عجل البحر حديث الولادة الذي وُجد وحيداً من دون أمه وبعيداً عن أي قطيع».
تجدر الإشارة إلى أنه مع وجود ما يقرب من 3000 بقرة بحر تنتشر في المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي، وتتواجد في الأغلب في المياه المحيطة بجزيرة بوطينة التي تشكل جزءاً من محمية مروح للمحيط الحيوي ومحمية الياسات البحرية، تعد هيئة البيئة - أبوظبي المسؤولة عن توفير الحماية لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم بعد أستراليا؛ لذا، تبذل الهيئة كل ما في وسعها لضمان المحافظة على أعداد أبقار البحر، مما يقلل من المخاطر التي تهددها، ويحد من حالات النفوق؛ وذلك بفضل فريق عملها المتخصص، الذي يضم خبراء وباحثين على دراية جيدة بعادات وسلوك أبقار البحر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/287whyts

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"