عادي

جميلة القاسمي: «الخدمات الإنسانية» أول مؤسسة إماراتية تقدم خدمة متخصصة لذوي «التوحد»

20:49 مساء
قراءة 4 دقائق
المعرض الفني لذوي طيف التوحد
جانب من المعرض
من المعرض
لوحة من المعرض
  • المدينة تحتفل بمرور أكثر من عشرين عاماً على افتتاح مركز «الشارقة للتوحد»


الشارقة: مها عادل

بالتزامن مع اليوم العالمي للتوحد الموافق 2 إبريل/ نيسان، تحتفل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بمرور أكثر من عشرين عاماً على افتتاح مركز الشارقة للتوحد التابع لها؛ حيث يُنظمُ المركز حملته التوعوية السنوية باضطراب طيف التوحد، تحت شعار «التحول نحو عالم شامل للتنوع العصبي للجميع»، والتي تتضمن عدة فعاليات بدأت بافتتاح معرض فني بعنوان «عشرون عاماً من التقدم والنجاح» لأعمال الطلبة من ذوي اضطراب طيف التوحد الذي نظمه المركز في «الزاهية مول».

ضم المعرض باقة من اللوحات الفنية التي رسمها عدد من طلاب المركز والمراكز المشاركة في الحملة وهي: مركز الإمارات للتوحد، مركز النور للتوحد، مركز مسارات للتطوير والتمكين، فروع المدينة في الذيد، كلباء، وخورفكان.

تهدف الحملة إلى التوعية المجتمعية باضطراب طيف التوحد، ورفد الكادر الوظيفي في المركز بأحدث الممارسات المستخدمة مع الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، والتعرف إلى أساليب التشخيص والاكتشاف المبكر للاضطراب من المنظور الطبي، والتعرف إلى الفحوص الطبية والتحاليل الداعمة لعملية التشخيص، والاضطرابات المصاحبة، والإعاقات المشابهة للاضطراب والأدوية العلاجية لها، ورفع مستوى ثقافة المجتمع تجاه اضطراب طيف التوحد، وتعزيز الشراكة والتعاون مع المستشفيات في عملية التشخيص، وتبادل الخبرات بين المراكز والاختصاصيين.

خدمة متخصصة

أكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أن «المدينة أول مؤسسة تدخل خدمة متخصصة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في الدولة، خلال العام الدراسي 1994- 1995 بإنشاء قسم ملحق بمعهد التنمية الفكرية «سابقاً»، وحالياً «مدرسة الوفاء لتنمية القدرات» ضم 8 حالات. وفي فبراير/ شباط من عام 2002 تم تأسيس وافتتاح مركز الشارقة للتوحد، لتقديم خدمات تربوية وعلاجية اختصاصية مناسبة للأطفال وللشباب من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم، بدءاً من عمر 5 سنوات، كما يضم المركز قسماً خاصاً بالشباب ذوي اضطراب طيف التوحد تم افتتاحه عام 2007؛ بهدف الاستمرار في تطوير وتوسيع الخدمات ومد نطاقها لتشمل المراهقين والشباب ذوي اضطراب طيف التوحد».

وأضافت القاسمي: «المستجدات في ميدان اضطراب طيف التوحد كثيرة، ولابد من مواكبتها بالتدريب المتواصل، وتفعيل دور الأسرة والمجتمع في هذا المجال يسهم كثيراً في تحقيق أهداف شعار هذا العام، وتسليط الضوء على إسهامات ذوي اضطراب طيف التوحد في منازلهم، وفي أعمالهم، وفي الفنون، وشتى مجالات الحياة».

ولفتت إلى سعي المركز منذ تأسيسه إلى نشر ثقافة الوعي المجتمعي باضطراب طيف التوحد، والتركيز على الدمج والمطالبة بالحقوق، ومواجهة التحديات التي قد يجهلها الوسط الاجتماعي، كما يعمل من أجل تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، انسجاماً مع التوجه العالمي في إظهار الجوانب الكامنة لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، والتركيز على قدراتهم وإمكاناتهم، والمساهمات التي يمكن أن يقدموها مستقبلاً في مختلف الجوانب الاجتماعية، وعدم الاكتفاء بالإضاءة فقط على الجانب العلاجي والتعليمي لهم، والتركيز أيضاً على دمجهم ودعمهم وضمان مشاركتهم والدفاع عن حقوقهم.

وتوجهت بالشكر الجزيل إلى جميع العاملين في مركز الشارقة للتوحد، متمنية لهم مزيداً من التقدم والازدهار، وأن يستمر المركز في تقديم الدعم والخدمات المتميزة لذوي اضطراب طيف التوحد، وللمجتمع عموماً.

نقلة نوعية

قالت د.سهام الحميمات، مدير مركز الشارقة للتوحد: إن «افتتاح المركز قبل أكثر من 20 عاماً شكل نقلة نوعية في تقديم خدمات متخصصة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وإضافة جديدة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تقدم خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة منذ عام 1979».

وتابعت: «يعمل في المركز 47 موظفاً من المعلمين والاختصاصيين النفسيين والمشرفيين التربويين، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز 95 طالباً، موزعين على ثلاثة أقسام، ويقدم خدماته لجميع الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد من الفئة العمرية 5 سنوات إلى 16 سنة».

وعن فعاليات الحملة، قالت الحميمات: «ينظم المركز ضمن حملته التي تحمل شعار «التحول نحو عالم شامل للتنوع العصبي للجميع»، مجموعة من الفعاليات التوعوية الخاصة بهذه الاحتفالية، كانت بدايتها يوم الخميس 6 إبريل/ نيسان الجاري مع المعرض الفني (20 عاماً من التقدم والنجاح)، الذي افتتحه د.محمد يوسف الحمادي، الأستاذ المساعد في كلية الفنون الجميلة والتصميم في جامعة الشارقة، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وبحضور منى عبد الكريم اليافعي، مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، إلى جانب عدد من موظفي المدينة، وأولياء الأمور.

كما تم تكريم عدد من موظفي المركز الذين ساهموا في تطويره خلال السنوات الأولى من بداية عمله.

وأضافت: «تستمر الفعاليات طوال شهر إبريل؛ حيث تعقد جلسة حوارية بعنوان «التشخيص من المنظور الطبي – التربوي»، بالشراكة مع مستشفى جامعة الشارقة، كما ينظم المركز معرضاً للوسائل التعليمية ومهرجاناً رياضياً للطلاب بمشاركة مراكز عدة».

وعلى هامش المعرض الفني، تحدث السيد قاسم، معلم أول بالمركز، ل«الخليج»، عن أهمية العلاج بالفن التشكيلي، قائلاً: "يلعب الفن دوراً مهماً ومؤثراً، في تنمية وإثراء وعلاج عملية الاتصال، لدى الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد، وتعد الأنشطة الفنية من أهم الأنشطة التي تقدم للأطفال الذين يعانون التوحد، لأنها تساعدهم على تنمية إدراكهم الحسي، من خلال تنمية إدراكهم البصري، عن طريق الإحساس باللون والخط والمسافة والبعد والحجم والإدراك باللمس، من خلال ملامسة السطوح، ومن هنا يعد الرسم الوسيط الناجح في علاج الاضطرابات المختلفة، وخصوصاً اضطراب طيف التوحد الذي يعانيه الكثير من الأفراد، كما أنها جزء أساسي من برامج تنمية المهارات للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، وبالطبع من بينهم الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد.

وقالت ولية أمر الطالب راشد سالم آل علي: إن ابنها التحق بالمركز منذ كان عمره أربع سنوات عام 2004، وقد تحسنت حالته كثيراً بعد التحاقه بالمركز من كل النواحي مثل اللغة والسلوك واتباع التعليمات وتنظيم وقته والتركيز.

من جانبها، أكدت ولية أمر الطالب حسن عبد الرحمن، أن ابنها التحق بمركز الشارقة للتوحد عام 2018، وبفضل الله والعمل المستمر من قبل مركز الشارقة للتوحد مع الأهالي، أحرز تقدماً ملحوظاً في المهارات اللغوية والجسدية والمعرفية والمهارات الحياتية والمهارات الدقيقة والأكاديمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ynrberbd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"