عادي
غرس ثقافة الخير في نفوس أبنائه

طه الحمري: التطوع حجر الأساس في العمل الإنساني

00:06 صباحا
قراءة 4 دقائق
الحمري خلال مشاركته في أحد الأعمال التطوعية
وخلال المشاركة في الأعمال التطوعية خارج الدولة
الحمري في إحدى المبادرات التوعوية لطلبة المدارس

دبي: يمامة بدوان

«لا ينبغي أن تشغلنا أعمالنا الكثيرة ومشاريعنا المتعددة عن العطاء والبذل من أجل كل محتاج»، مقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، تجعلنا نعيش العمل التطوعي كأنه أسلوب حياة يومي، نؤديه طوال الوقت، برفقة عائلاتنا وأطفالنا ودائرة معارفنا، إيماناً منا بأن الأعمال التطوعية، إنما تعكس هوية الإمارات وشعبها، الذي يتصف بالكرم والتسامح والتعايش وغيرها من المزايا اللامحدودة.

بهذه الكلمات، بدأ طه الحمري، اختصاصي إسعاد المجتمع ورئيس فريق التطوع في هيئة كهرباء ومياه دبي، حديثه ل«الخليج» عن فكرة التطوع التي يمارسها منذ سنوات، دون كلل أو ملل، بل ورّثها لأطفاله من خلال اصطحابهم إلى الفعاليات والأنشطة التي يشارك فيها بالعمل التطوعي، لغرس ثقافة الخير في نفوسهم من الصغر، كي يشبوا عليها، ويقبلوا على أدائها بكل فخر.

وقال إن التطوع يعكس الرغبة في تحقيق أهداف مجتمعية، أهمها إثراء حياة البشر، وممارسة الحياة بشكل مبتكر ومستدام، وتمكين التواصل، كذلك استدامة الموارد لضمان سعادة المجتمع وصولاً للأجيال المقبلة، مع أهمية نشر ثقافة التطوع لدى الآخرين.

بصمة وطنية

أضاف الحمري أن هناك ممارسات ومبادرات أطلقتها الهيئة، تتعلق بالمسؤولية المجتمعية. من خلال ذلك تمكنت من تطوير منظومة متكاملة للعمل المجتمعي والتطوعي على حد سواء، لتحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في نشر وتعزيز العمل التطوعي بين الموظفين، وإثراء حياتهم خارج ساعات العمل، وتمكينهم من نقل خبراتهم المكتسبة للمجتمع.

وأشار إلى أن هناك توجهاً لدى الهيئة، يتمثل في توصيل بصمة الإمارات لدول العالم كافة، من خلال التطوع الدولي، ما يعكس تسامح الإمارات وشعبها المتجذر منذ الأزل. وفي ما يتعلق بالمشاركات التطوعية المحلية، فإن الهيئة تؤمن بأن التشارك يعزز متانة الأواصر بين أفراد المجتمع، حيث تم إطلاق أول دبلوم للقيادات التطوعية بالهيئة، شمل 80 موظفاً، ما يمثل حجر الأساس للقاعدة التطوعية المؤسسية.

وذكر أن أبرز ما يتميز به الدبلوم، يتمثل في كونه خارج ساعات الدوام الرسمي، ما يعطي الانطباع بأن الموظف المشارك في الدبلوم لساعات معينة ولمدة أسبوعين، لديه الالتزام في أي برنامج تطوعي، والقدرة على إدارة مؤتمرات في مجالات الطاقة والمناخ والاستدامة.

حرص وتمكين

أشار الحمري إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي، تحرص على تمكين المجتمع، وتعد من الجهات الرائدة على المستويين المحلي والعالمي في المسؤولية المجتمعية، وتسعى الهيئة إلى أن تكون من أكبر المساهمين في دعم المنظومة المتكاملة والمستدامة للعمل التطوعي في الإمارات وإمارة دبي، من خلال عملها المتواصل لإعلاء قيمة التطوع والتلاحم المجتمعي بين المعنيين، وإطلاق ورعاية عدد من المبادرات الإنسانية والتطوعية الرائدة، حيث تشكل مبادرات الهيئة وبرامجها التطوعية والإنسانية الرائدة جزءاً لا يتجزأ من خطتها الاستراتيجية وجهودها في خدمة المجتمع.

وأكد أن الهيئة تحرص على إطلاق ورعاية العديد من المبادرات الإنسانية الرائدة، ضمن استراتيجية متكاملة للعمل التطوعي الذي يمثل نهجاً حضارياً، ينطلق من مرتكزات وثوابت دولة الإمارات العربية المتحدة.

تقبّل الآخرين

وحول رسالته إلى الشباب لتعزيز التطوع في نفوسهم وسلوكياتهم، قال الحمري، إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» أرسى ركائز العمل التطوعي في قلوب الشعب الإماراتي، حيث تسير القيادة الرشيدة على نفس الخطى، وتؤكد أن ترجمة الأصالة التي يتمتع بها أهل الإمارات، يمكن أن تكون من خلال المشاركة التطوعية، محلياً وعالمياً، حيث يمكن للفئات الشابة التطوع في المجالات كافة، كونه يحمل رسالة نبيلة وإنسانية، في طياتها الكثير من صفات التسامح والتعايش وتقبّل الآخرين، وتزيد من حدة التلاحم المجتمعي أيضاً.

وأضاف أنه يمكن للشباب الاستفادة من تجربة العمل التطوعي، كونه يعكس مساراً إنسانياً في المقام الأول، وطريقاً لنشر الخير والتسامح والتعاون وخدمة الإنسان. والعمل التطوعي هو ميدان للتعارف والمشاركة والعطاء، كما أنه فرصة لإزالة الطبقية الوظيفية والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين، ومجال للتعلم من الآخرين وكسب مهارات حياتية جديدة في التعامل والخدمة والحث على عمل الخير والتسويق للعمل الإنساني.

مبادرات مجتمعية

أشار الحمري إلى أنه ما بين الأعوام (2013 و2021)، أطلقت الهيئة أكثر من 380 مبادرة مجتمعية، سجل من خلالها الموظفون والموظفات 145 ألفاً و634 ساعة تطوعية في مبادرات إنسانية ومجتمعية، استفاد منها 36 مليوناً و514 ألفاً و842 شخصاً في الإمارات وخارجها، حيث تعمل الهيئة على الارتقاء بحس المسؤولية المجتمعية لدى جميع موظفيها، وتغرس في نفوسهم ثقافة العمل الإنساني، كما تسهم في ترسيخ روح التطوع بين موظفيها وأفراد المجتمع بشكل عام، بينما بلغ إجمالي الساعات التطوعية لموظفات الهيئة خلال عام 2021 أكثر من 13 ألفاً و300 ساعة في 40 مبادرة إنسانية ومجتمعية.

توثيق العلاقات

وحول الإضافة التي اكتسبها من العمل التطوعي كإنسان وموظف في آن واحد، أوضح الحمري أن التطوع عمل مستمر مدى الحياة، يستطيع الفرد من خلاله تنظيم أهدافه وترتيب وقته وتعليم قيم العمل التطوعي لأهله وأبنائه وأصدقائه، كما يستطيع الفرد من خلال التطوع في مختلف المجالات، أن يوثق علاقاته الاجتماعية ويطورها في خدمة الوطن، حيث تجعل المشاركة المستمرة في الأعمال التطوعية من الفرد قدوة لأبنائه.

واختتم الحمري قائلاً: كم من دعوة جميلة يسمعها المتطوع من الذين قدم لهم الخدمة، ما يجعله يشعر بالرضا والسعادة، ويدفعه للحرص على تقديم كل ما يستطيع من أجل إسعاد الآخرين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4f84evc8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"