جميعنا نعلم أهمية العطاء في حياتنا الاجتماعية، ودوره المهم في نشر الخير، وتحقيق السلام الداخلي. لكن هذه الفلسفة القائمة على المنح غير المشروط، لا ينبغي أن تقتصر على تعاملاتنا الشخصية فحسب، بل يجب أن تتسع لتشمل تعاملاتنا المهنية أيضاً، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على مستقبلنا الوظيفي والعمل ككل.
في ثنايا عالمنا الراهن المتغير، حيث نعيش وسط جملة المتغيرات والتحديات والمخاطر البيئية، يتوقع الموظفون والعملاء من المؤسسات التجارية المشاركة الفعالة في تحسين المجتمع والحفاظ على البيئة. وبالتالي فإن المؤسسات القادرة على إلهام أفرادها وعملائها هي التي تتبوّأ الصدارة في أسواق اليوم.
في البداية، لا بد أن أشير بأنه لا شيء يعادل تقديم التبرعات كجزء من بناء سمعة طيبة لشركتك، مادمت قمت بذلك عن طيب خاطر، وبدافع من رغبتك في إظهار مدى حرصك على أن تكون عنصراً فاعلاً في المجتمع.
يمكنك أيضاً اكتشاف ما يودّ موظفوك أن تفعله الشركة في سبيل خدمة المجتمع وتحسينه، وما الذي هم متحمسون للقيام به من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل. إن مجرد السماح لهم بالتعبير عما يجول في خاطرهم بخصوص هذا الشأن، يمكن أن يولد أفكاراً رائعة للبدء في بعض المبادرات الاجتماعية الهادفة.
بوسعك كذلك أن تعقد شراكة مع مؤسسات أخرى تريد رد الجميل للمجتمع، مما سيساعد على توفير موارد إضافية لتحقيق الأهداف المنشودة. وحبذا لو يترافق ذلك مع الاستفادة من منافذ الاتصال المتنوعة للوصول إلى مختلف الجماهير كمنصات التواصل الاجتماعي، حيث تعرّف جمهورك على ما تقدمه للمجتمع، وعلى الأخص لماذا تفعل ذلك من أجل المجتمع، مع حرصك على طلب أفكارهم وملاحظاتهم.
علاوة على ذلك، فإن عقد شراكة مع المؤسسات الخيرية والإنسانية، هو وسيلة رائعة لبناء العلامة التجارية لشركتك، بالتزامن مع غرس أهمية العمل التطوعي داخل ثقافة مؤسستك.
وإذا كنت موظفاً فهناك ألف وسيلة لتكون أكثر عطاء، مثل مساعدة زملائك في العمل بروح إيجابية، والتعامل مع العملاء كأنهم إخوة وأخوات لك، واحترام الجميع مع الحرص على أن تكون دائماً بشوشاً ومستعداً لمساعدة كل من يحتاج إليك.
في الواقع، إن انعكاسات العمل الخيري الإيجابية لا تعد ولا تحصى، سواء على الفرد نفسه أم على الشركة بأسرها. واليوم كلما كانت سمعة شركتك أفضل، زادت ثقة العملاء بما تقدمه، وبالتالي زاد إقبالهم على التعامل معها. وهذا يعني أنك حين تمنَح المجتمع كردٍّ للجميل، فأنت في الواقع تفتح الأبواب على مصراعيها لتُمنَح خيرات لا حدود لها.
[email protected]
https://tinyurl.com/3vw8uw3n