عادي
مجلس «الخليج» الرمضاني في ضيافة جاسم المازمي

الترابط الأسري أساس استدامة المجتمع وتطوره

01:59 صباحا
قراءة 4 دقائق

متابعة: جيهان شعيب
«ترابط أسرى لمجتمع مستدام»، كان عنوان المجلس الرمضاني الذي استضافه جاسم المازمي، في مجلس ضاحية الرحمانية، وتناول التحديات الداخلية في الأسرة الواحدة، وأثرها في الفرد والمجتمع، والصحة النفسية للوالدين، والأمان الأسري، كونه جوهر الحياة، والمؤسسات المجتمعية الداعمة للأسرة، وأهمية التماسك والترابط بتعزيز الاستقرار.

1

في مستهل الجلسة أثنى جاسم المازمي، على دور مجالس الضواحي، لمنافعها لمواطنيها ومقيميها، عبر الاجتماعات التي تعقدها، ويحضرها الكثير منهم، ويتبادلون فيها النقاش في كثير من القضايا المهمة، ذات الأثر في الواقع المجتمعي. وقال بالنسبة للتحديات التي تواجه الأسرة، فالمقارنة ليست في مصلحة جيل اليوم، مقارنة بالجيل السابق، بما يستوجب ضرورة إصلاح العلاقة بين الآباء والأبناء، فإذا كانت سطحية، فلا بدّ من ترميمها، مع الوقوف على الأسباب التي أدت إلى ذلك.

الصحة النفسية

وقالت الدكتورة منيرة الرحماني، مدربة خرائط ذهنية، ومستشارة تفكير إبداعي: لا بدّ من الاهتمام بالصحة النفسية للوالدين، بالابتعاد عن المشكلات، والاهتمام بالرياضة، والغذاء الصحي، والقراءة، وتطوير النفس، وإعطاء كل جانب في الحياة حقه الكامل دون انتقاص. ونحمد الله على نعمة الإسلام، فذكر الله سبحانه وتعالى، والتمسك به، يسهم بشكل أساسي في الحفاظ على صحتنا النفسية، خاصة العبادات من الصلاة التي تربط بيننا وبين الخالق، والاستغفار الذي يهدّئ النفس، وغيره. وأضافت: ولا بدّ من أن نحتمي بالقناعة والرضا، ونستذكر دائماً النعم، لاسيما أن الدولة تقدم لنا الكثير من التسهيلات، وتدعمنا في أمور عدة، لذا لا بدّ أن نضع لحياتنا أهدافاً وخططاً. وعقّب جاسم المازمي قائلاً: نعمل جاهدين لنربّي الأبناء بصورة صحيحة، لنراهم مستقبلاً، تقلّدوا أعلى المناصب، ليواصلوا مسيرة الدولة في التقدم، والتطوير، فيما إذا كانت هناك مشكلات نفسية وجسدية يعانيها الوالدان، فكيف سيربّون الأبناء، لذا يجب أن تكون العلاقة بين الآباء والأبناء صحية، ومن الضرورة بمكان أن يصادق الأب أبناءه.

تحقيق التوازن

فقالت نوال الشويهي، كاتبة ومدربة تنمية بشرية: نحن من نخلق التوازن في حياتنا، فيما قد نفقده بواقع الأفكار المشتتة التي قد تسيطر علينا، وتستنزفنا، وحتى نصل إلى تحقيق التوازن العقلي والبدني، يجب تلقيح العقل، بالجلوس مع النفس، أي الاختلاء بها، ولو لدقائق، لأهمية ذلك للصحة النفسية والفكرية، ولا بدّ أن يكون الإنسان خالياً من الأفكار الهدّامة، ويلملم شتات عقله، ويركز على الأمور المهمة في الحياة، وعلى رأسها أسرته، التي يجب أن تكون في المقام الأول لديه، مع توفير الاحتياجات الأساسية لها، وأهمها المشاعر الإنسانية من المحبة، والوفاء، والإخلاص، والصدق، والأمانة، والتفاهم. وواصلت: نحتاج اليوم إلى من يعطي النصيحة، فوتيرة العالم أصبحت متسارعة، والعالم أضحى غنياً بالتكنولوجيا، والأبناء انغمسوا في الأجهزة الإلكترونية، بما يتوجب تحديد توقيت محدد لهم لاستخدامها، وعدم الاستجابة لكل ما يطلبه أي منهم، وعدم الانشغال عنهم أيضاً، حتى لا يبحثوا عن بدائل، فيما الحب هو أساس كل الأمور، ولا بدّ من زرعه في بيوتنا.

قيم أساسية

وعادت الكلمة إلى الدكتورة منيرة، فقالت: للجميع قيم في الحياة وأولويات مختلفة، لكن حينما نفكر في ماهية القيم التي يتركز عليها بناء الأسرة، سنجد أن الحب، والتفاهم، والسعادة، هي الأساس الذي يجب غرسه في الأبناء والمجتمع، والعمل عليه، فضلاً عن أولويات أخرى أساسية لديمومة الأسرة، منها الاستقرار، والتفاهم، والثقة، فأضافت نوال الشويهي: الأهم غرس القيم في الأسرة، حتى ينشأ الطفل عليها، ومن الضروري ترسيخ مفاهيم هويتنا الوطنية في الأبناء، وغيرها من المبادئ الأصيلة.

وهنا أشاد جاسم المازمي، بالمؤسسات الحكومية في إمارة الشارقة التي تهتم بالأسرة، قائلاً: سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تترأس 25 جهة ومؤسسة في الإمارة، تهتم بالأسرة، والأطفال، وكبار السن، ولسموّها دور مساند وداعم للأسر، فقالت منيرة الشويهي: أنصح الآباء والأبناء بإعطاء فرصة لأنفسهم لاكتشاف ذواتهم، مع فتح باب الحوار مع الأبناء، والعكس، فأكملت د. نوال قائلة: إذا حدثت مشكلة في البيت، فلا بدّ من احتواء الزوجة لزوجها، والعكس، وكذا الأبناء، حيث الاحتواء يمتصّ حال الغضب، ويخفف من التشاحن.

الواقع التكنولوجي

وتداخلت آراء حضور المجلس الرمضاني، فقال الإعلامي فيصل عبد الهادي: الواقع الجديد فرض تحديات على الأسرة، حيث دخلت مواقع التواصل على الخط، مع متابعة الأبناء للمشاهير، وانغماسهم في الألعاب الإلكترونية، وأصبحت هناك صعوبة بين الموازنة بين القيم والأخلاق، والمستجدات التي أفرزها التطور، حيث الهاتف المتحرك زوّد الطفل بمعلومات قد يجهلها الأب والأم. فقالت د. منيرة: لا بدّ أن يتعلم الأب والأم كل جديد في عالم التكنولوجيا، ليواكبوا الأبناء. فعلّق المحامي عبد الرحمن ساحوه: التطور التكنولوجي قد يكون سلاحاً ذا حدين، فكيف نطوّعه لمصلحة الأبناء.

فقال ناصر بن عفصان، من ضاحية الرحمانية: نحن أمام خطر كبير، وهو ضعف أثر الأسرة الممتدة، فقديماً كان الجد والجدة يشاركان في تربية الأبناء، أما حالياً فاختلف الأمر، والمعلم اليوم، كذلك، فقد دوره، وأصبح ملقّناً، والمناهج افتقرت إلى وجود القيم، ودخل علينا سيل من الثقافات، لذا لا بدّ من إعادة النظر في المناهج التي تدرس، بحيث تتضمن القيم التربوية السليمة، التي تنمي في الأبناء الانتماء الأسري، والوطني.

وتحدث على العبدولي، عضو مجلس ضاحية الرحمانية عن أهمية الألفة بين أفراد الأسرة الواحدة، فيما تطرق خالد المازمي، إلى أهمية غرس القيم الإسلامية، والوازع الديني لدى الأبناء، في حين قال إبراهيم المازمي: دور الأب مبهم نسبياً لدى الأبناء، لعدم وجوده بشكل كاف في المنزل، لسعيه خارجه لتوفير الحياة الكريمة لهم، أما دور الأم فواضح لديهم، لقربها منهم، ولتلبيتها احتياجاتهم أولاً بأول، ولكن بشكل عام هنالك تناغم وتوازن بين دورهما في المنزل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p927vsj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"