الصين وتايوان عــلى حافــة الحــرب

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

علي قباجه

التحركات العسكرية الصينية في محيط تايوان، تشي بما لا يدع مجالاً للشك، أن الأمور بدأت تخرج من عقالها، وأن العالم ربما يكون على موعد مع حرب جديدة، فالمناورات التي تحاكي السيطرة على الجزيرة، وإعادتها إلى الحضن الصيني، ليست مجرد ردة فعل عابرة؛ وإنما هي رسالة قوية، بالمقام الأول لحلفاء الجزيرة، وخصوصاً الولايات المتحدة، التي لا تتوانى عن صب الزيت على النار، واستفزاز بكين، وكان آخرها استقبال كيفين مكارثي، رئيس مجلس النواب الأمريكي، تساي إنغ وين، رئيسة تايوان، في كاليفورنيا. تلك الزيارة التي حاولت تساي إظهارها على أنها مجرد زيارة عبور طريق إلا أن بكين ليست ساذجة لتنطلي عليها مثل تلك الحجج، إضافة إلى المماحكات العسكرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي، ضاربة عرض الحائط تحذيرات بكين المتعددة لها بأنها لن تكون لقمة سائغة.

 الولايات المتحدة لا تزال تهرب إلى الأمام من أزمتها العالمية العميقة، بعد تراجع نفوذها؛ إذ باتت أقل تأثيراً عن السابق، بفعل النمو الصيني والروسي، ونهوضهما قطبين عالميين، فواشنطن بعدما أشعلت فتيل الحرب الروسية-الأوكرانية لاستنزاف موسكو، تسعى الآن بكل ما أوتيت من قوة إلى إيقاع بالصين، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً؛ حيث لم تتوان عن ملاحقة نفوذ بكين، والتحذير منها، واتهامها بالتجسس في مواضع كثيرة، ووصمها بأنها المهدد الرئيسي للأمن العالمي. كما أنها تقود حرباً اقتصادية وتجارية منذ سنوات على بكين؛ إذ فرضت رسوماً جمركية كبيرة على المنتجات الصينية، وحاولت الإضرار بالمصالح الصينية في الأسواق العالمية، بينما البوارج الأمريكية تمارس استفزازاتها المتوالية في بحر الصين، فضلاً عن إقامة قواعد بقربها خصوصاً الفلبين، ومدّ تايوان بأسلحة نوعية، والتعهد بالدفاع عنها.

 استقبال أمريكا لتساي إنغ وين، كان الفيصل في توصيف العلاقة بين الطرفين، وتحديد ملامحها للأيام القادمة؛ حيث توعدت الصين بردٍّ حازم، على «أعمال التواطؤ الخاطئة بين واشنطن وتايوان»، وبالفعل لم تتأخر عن تنفيذ وعيدها؛ إذ قامت بمناورات قتالية باسم «السيف المشترك»، حشدت فيها، مجموعة كبيرة من العتاد العسكري يكفي لشنّ حرب على تايوان، كما نشر جيشها حاملة الطائرات «شاندونغ»، وأرسل مدمرات وفرقاطات، ونشر عشرات الطائرات في مجال تايوان الجوي، واختبر أنظمة صواريخ، تنفذ عمليات محاكاة لهجمات ضد تايوان. مصادر كثيرة أشارت أيضاً إلى أن الصين تخطط لفرض منطقة حظر طيران شمال تايوان لعدة أيام، من شأنه أن يعطّل منطقة معلومات الطيران الشمالية في تايوان.

 من الواضح أن ردة الفعل الصينية أخذت منحى تصعيدياً، فهي أرادت هذه المرة توجيه رسالة لا لبس فيها، أنها ستسرّع عملية استعادة الجزيرة في حال استخدمت ورقة ضغط لليّ ذراعها. وعلى الرغم من أن بكين أكدت مراراً أنها ستستعيد تايوان مهما طال الزمن، فإنها في وارد تقريب الموعد، ويمكن قراءة ذلك من دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ القوات المسلّحة في البلاد إلى «تعزيز التدريب العسكري من أجل قتال فعلي».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3p9jtntt

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"