حتى لا يعيش الآباء عزلة تقنية

في عالمنا الذي تتسارع فيه التطورات التكنولوجية، من الضروري أن يتمكّن الجميع من استخدام هذه التقنيات الحديثة، والتفاعل معها، والاستفادة من خدماتها، إلا أن كبار السن يواجهون تحديات خاصةً عند محاولة التأقلم مع هذه التطورات المتلاحقة والتغيرات المستمرة.
وقد أظهرت نتائج دراسة علمية نُشرت في Sage Journals أن الصعوبة التي قد تواجه كبار السن عند تعلّم التكنولوجيا تُعزى إلى أنهم لم ينشؤوا وسط تلك التقنيات؛ لهذا السبب يجب الاعتراف بأن كبار السن قد يحتاجون إلى دعم إضافي عند التعامل مع التقنيات الحديثة.
إحدى الاستراتيجيات والطرق التي يمكن اتباعها لتسهيل تأقلم كبار السن مع التقنيات الحديثة هي توفير التدريب المناسب والموجه لهم. يمكن للتدريب المصمّم خصيصاً لهذه الفئة أن يساعدهم في تطوير مهاراتهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم عند استخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة بصفة عامة، ويمكن توفير هذا التدريب من خلال ورش عمل، أو دورات تعليمية تعتمد على التعلّم النشط والتفاعلي. إضافة إلى ذلك، يمكن استخدام تكنولوجيا مساعدة مبسطة وسهلة الاستخدام لتسهيل تأقلم هذه الفئة مع التقنيات الحديثة. والتقنياتُ الحديثة نفسها هي التي تحمل الحل والعلاج؛ إذ توجد برامج شرح وتبسيط يمكن تدريب كبار السن عليها للدخول في الجو العام لهذه التقنيات، ولعدم الشعور بالعزلة.
إن حلولاً مثل استخدام واجهات مستخدم بسيطة وواضحة، مع أيقونات كبيرة، ونصوص بخطوط واضحة تناسب جميع المستخدمين تُعد من مفاتيح علاج ابتعاد كبار السن عن ثورة الاتصالات الحديثة وعزوفهم عن التفاعل معها.
ولا ننسى دور المقربين من كبار السن، وتحديداً الفتيات والشباب؛ إذ عليهم مشاركة أمهاتهم وآبائهم، وتعليمهم، وتوجيههم.
لا شك أن تسهيل تأقلم كبار السن مع التقنيات الحديثة يتطلّب جهوداً متعددة ومتنوعة، بدءاً من توفير التدريب المناسب والموجه لهم، وصولاً إلى استخدام تكنولوجيا مساعدة مبسطة وسهلة الاستخدام، ولا ننسى توفير الدعم المستمر والموارد اللازمة، التي تتيح لكبار السن استخدام التقنيات الحديثة والتكيّف معها بشكل أفضل؛ مما يساهم في تحسين جودة حياتهم وتعزيز استقلاليتهم، والأهم شعورهم بالثقة، والوجود، والفاعلية في الحياة، وأعتقد أن هذا واجبنا تجاه الآباء والأجداد الذين ندين لهم بالفضل بعد الله فيما نعيشه من رخاء وازدهار.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com