عادي
الجيش يؤكد التزامه بالمسار السياسي ويسيطر على الإذاعة والتلفزيون

المواجهات تحتدم.. و2000 قتيل وجريح خلال ثلاثة أيام

23:55 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1
1

أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيريتس، أمس الاثنين، سقوط أكثر من 180 قتيلاً و1800 جريح في المعارك المستعرة في السودان منذ يوم السبت الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما أكد الناطق باسم القوات المسلحة، نبيل عبدالله، أن السودان دخل الآن المرحلة الثانية من المواجهة العسكرية، وهي توزيع ضربات جوية صباحية، في حين أعلن الجيش إعادة السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون.

وقال بيريتس للصحفيين في نيويورك إثر إجرائه من الخرطوم مداخلة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي إن «الوضع مائع للغاية، لذلك يصعب القول بأي اتجاه يميل ميزان» القوة في الميدان. واحتدمت الاشتباكات المسلحة أمس في محيط القيادة العامة للجيش وسط العاصمة الخرطوم. وسمع دوي انفجارات وأصوات الرصاص بعد اندلاع اشتباك مسلح وسط وجنوب الخرطوم، كما اندلعت اشتباكات مماثلة بمدينة مروي شمال السودان.

اشتباكات عنيفة 

ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي، وقيادة الجيش، ومقر إقامة رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وسط حالة هلع وهروب جماعي لمواطنين من وسط المدينة وجنوبها. وأغلق الجيش الجسور والطرق المؤدية للقصر الرئاسي وسط الخرطوم بالمدرعات الثقيلة، كما نشر مدافع ومركبات مدرعة في أم درمان. وقال مراسل لوكالة (رويترز) إن دوي القصف وأصوات الضربات الجوية ترددت في الخرطوم على مدى ساعتين في وقت مبكر من صباح أمس قبل أن تهدأ الضربات المكثفة، لكن دوي نيران المدفعية استمر. والاشتباكات التي امتدت إلى مناطق أخرى في السودان هي الأولى في الخرطوم منذ عقود، ووضعت القوات المسلحة في مواجهة مع قوات الدعم السريع. 

سلب ونهب 

وفي مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، عمت حالة من الفوضى وعمليات نهب واسعة للمحال التجارية والمنظمات الدولية. وتحدث بيان تنسيقيات لجان مقاومة نيالا، عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وأضاف أن قوات الدعم السريع ظلت تسيطر على مطار المدينة منذ الصباح الباكر، قبل أن تقوم بعمليات قصف مدفعي كثيف باتجاه قيادة الفرقة 16 مشاة، ما تسبب في حالة من الهلع وسط المواطنين.

وشهدت المدينة عمليات نهب وسلب واسعة للمحال التجارية في سوق موقف الجنينة، والملجة، كما نهبت وكالات الأمم المتحدة، وعلى رأسها الهجرة الدولية، اليونسيف، ومفوضية اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بحي المزاد والمطار. وأمس الأول الأحد، بدا أن الجيش كانت له اليد العليا في القتال بالخرطوم باعتماده على الضربات الجوية لقصف قواعد قوات الدعم السريع.

من جهة أخرى، أعلنت القوات المسلحة، أمس الاثنين، إعادة السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون. وقالت، في بيان لها على موقع «فيسبوك»: «قواتكم المسلحة تستعيد السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون وإعادة البث».

وكان المبنى تحت سيطرة قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش أن قوات الدعم تستهدف الأبنية المحيطة بالقيادة العامة للإيحاء بأن هذه المقار سقطت، نافياً ما يتم تداوله بشأن «الاستيلاء» على القيادة أو القصر الجمهوري.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش، السيطرة على معسكرات قوات الدعم السريع في الفاشر غرب البلاد.

وأضاف الجيش على «فيسبوك» أن مجموعة من الدعم السريع سلمت نفسها، في حين أسرت القوات المسلحة مجموعة أخرى في الخرطوم بعد اشتباكات في محيط القيادة العامة والمطار.

ودعا الجيش منتسبي الدعم السريع الذين قدموا «خدمات جليلة سابقة» إلى الانضمام للجيش، مؤكداً أنه لن يستغني عن خدمات قوات الدعم السريع لأن البلاد في أشد الحاجة لأبنائها.

كما أكد الجيش أنه سيظل على العهد ولا تراجع عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزم به.

إلى ذلك، أكد الناطق باسم القوات المسلحة، نبيل عبدالله، أن قوات الدعم السريع خططت لهذه الحرب منذ 2019، وتمركزت في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، حتى تربك قوات الجيش.

وقال عبدالله: «هناك سيطرة كاملة للقوات المسلحة على محيط القيادة العامة، ومنطقة وسط الخرطوم، عدا بعض المناوشات التي تقوم بها قوات الدعم السريع».

وأضاف عبدالله ل «سكاي نيوز عربية»: «قناصة الدعم السريع يتمركزون في أعلى البنايات منذ اليوم الأول، وهو ما يسبب جميع المناوشات التي رأيتموها».

وقال إن السودان دخل الآن المرحلة الثانية من المواجهة العسكرية، وهي توزيع ضربات جوية صباحية، وستتواصل هذه الضربات، على بعض المناطق.

اقتراب المرحلة النهائية 

ونوه عبدالله إلى اقتراب «المرحلة الثالثة والنهائية»، مؤكداً أن «المرحلة المقبلة ستكون المرحلة الختامية، شاهدنا أمس الأول الأحد كيف سلَّم عناصر قوات الدعم السريع مقارّهم وأسلحتهم، ومركباتهم، لقيادة عدد من المناطق، كما دمرنا عدداً من القواعد، مثل قاعدة طيبة وقاعدة قري». وقال إن «الموقف بأكمله كان من الممكن أن يتم التعامل معه بشكل عسكري مختلف، لكننا اتبعنا منهجاً معيناً، لإدارة العمليات في هذه الأزمة، حتى لا نتسبب بخسائر كبيرة بين المواطنين».

وأقر عبدالله بدخول الدعم السريع لمطار مروي، وقال إنه ستتم استعادة مطار مروي في أقرب وقت. وتابع قائلاً إن  اشتباكات (أمس) أقل حدة بكثير من اليومين السابقين، مشيراً إلى أن الاشتباكات تتركز حول القيادة العامة والقصر الجمهوري. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc52tf3v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"