عادي
عشرات الضحايا المدنيين والوضع الإنساني كارثي

معارك الخرطوم تسابق نداءات التهدئة

01:00 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1

قتل 56 مدنياً خلال 24 ساعة في المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع المستمرة أمس الأحد لليوم الثاني على التوالي في الخرطوم، وبينما لم ترشح أي معطيات عن الخسائر البشرية بين المتحاربين، أعلن الجيش السيطرة على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في 7 مدن في البلاد، في وقت تضاعفت دعوات المجتمع الدولي إلى وقف القتال، لكنها لم تُجدِ آذاناً صاغية، وصدرت آخر هذه الدعوات عن الصين أمس الأحد.

لليوم الثاني على التوالي، لا تزال الاشتباكات المسلحة مستمرة في شوارع العاصمة المثلثة وحول المباني الاستراتيجية كالقصر الجمهوري والقيادة العامة ومطار الخرطوم الدولي والولايات وسط تضارب حول السيطرة.

ووفقاً لشهود عيان، فإن المعارك استمرت أمام القيادة العامة للجيش، والقصر الرئاسي ومحيط مطار الخرطوم الدولي، وعدد من المواقع الاستراتيجية في ظل أوضاع إنسانية حرجة وبالغة التعقيد.

وأفاد الشهود بسماع أصوات المدافع وتصاعد ألسنة الدخان في وسط الخرطوم والأحياء الطرفية.

ومع انقطاع التيار الكهربائي الطويل، وخدمات المياه وشح المؤن ،لا تزال أصوات الذخائر والأسلحة الثقيلة والخفيفة تصم الآذان بالتزامن مع شن الطيران الحربي للجيش السوداني هجمات على مواقع لقوات «الدعم السريع» في مدن الخرطوم وبحري (شمال) وأم درمان (غرب). وما يزيد من صعوبة تحديد حقيقة الوضع على أرض المواجهات، أن قوات الجيش و«الدعم السريع» تتواجد في كل ولايات البلاد ال18 وبأعداد تقدر بالآلاف في كل ولاية.

اشتباكات في تسع ولايات 

وحتى أمس، شملت الاشتباكات 10 مدن في 9 ولايات، مما يعني أنها قابلة للتمدد والاستمرار لعدة أيام، وفق مراقبين.

ولم يغادر السكان منازلهم في مناطق الاشتباكات، مع مخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية إذا استمر القتال في إحدى أفقر دول العالم.

وتستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، في هذه المعارك التي تشهدها العاصمة وعدد من المدن الأخرى في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، والتي تعد من بين أفقر دول العالم.

وأمس الأحد، كان دوي القصف يُسمع في شوارع الخرطوم المهجورة التي انتشرت فيها رائحة البارود القوية. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، لا يتوقّف الأطباء عن طلب المساعدة والممرّات الآمنة لسيارات الإسعاف ووقف إطلاق النار لعلاج المصابين.

وكان الجيش أعلن مساء أمس الأول السبت عبر فيسبوك أنّ «القوات الجوية السودانية ستقوم بعملية مسح كامل لمناطق تواجد ميليشيا الدعم السريع المتمرّدة»، موضحا أنّه يطلب من «المواطنين الالتزام بالبقاء في المنازل وعدم الخروج».

وتحدث شهود عيان عن معارك بالأسلحة الثقيلة بين الجيش والقوات شبه العسكرية في الضواحي الشمالية للعاصمة، وكذلك في جنوب الخرطوم.

ويجول رجال يرتدون الزي العسكري ويحملون أسلحة في شوارع العاصمة الخالية من المدنيين، فيما تتصاعد أعمدة الدخان منذ السبت من وسط المدينة حيث توجد المؤسسات الرئيسية التابعة للسلطة.

قصف مدفعي 

وتحدث شهود عيان عن قصف مدفعي في كسلا الواقعة في الساحل الشرقي للبلاد.

وأعلن الجيش السوداني، أمس الأحد، السيطرة على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في 7 مدن في البلاد.‏

وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة في بيان منشور على مواقع التواصل، إنه «تمت السيطرة والاستيلاء على قواعد ومقرات ميليشيا الدعم السريع المتمردة في مدن بورتسودان، وكسلا، والقضارف، والدمازين، وكوستي، وكادوقلي، ومعسكر كرري بشمال أم درمان».

وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية، المنظمة المستقلة والمؤيدة للديمقراطية، فإنّ «إجمالي القتلى المدنيين بلغ 56» أكثر من نصفهم في الخرطوم وضواحيها، بينما لقي «عشرات» الجنود وعناصر القوات شبه العسكرية حتفهم. بالإضافة إلى ذلك، أصيب حوالي 600 شخص بجروح.

وأعلن مدير مشرحة مستشفى أم درمان، جمال يوسف، أنه تم استقبال جثث 28 قتيلاً بينهم 4 عسكريين من أفراد الجيش السوداني.

وكان الصراع يحتدم منذ أسابيع، ما حال دون أيّ حلّ سياسي في البلد الذي مزقته الحرب لعقود ويحاول منذ العام 2019 تنظيم أول انتخابات حرّة بعد 30 عاماً من حكم الرئيس المعزول عمر البشير.

ومن المستحيل في هذه الحالة معرفة أي جهة تسيطر على ماذا. وبينما ذكرت قوات الدعم السريع التي تضم آلاف المقاتلين السابقين في حرب دارفور الذين تحولوا إلى قوة رديفة للجيش، أنها تسيطر على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم وبنى تحتية أساسية أخرى، نفى الجيش سيطرتها على المطار لكنّه اعترف بأنّ قوات الدعم السريع أحرقت «طائرتين مدنيتين بينها واحدة تابعة للخطوط الجوية السعودية».

مزاعم حول التلفزيون الحكومي 

أما بالنسبة إلى التلفزيون الحكومي الذي يبث أغاني وطنية من دون أي تعليق على الأحداث، فإنّ كلا الجانبين يؤكد أنّه استولى عليه. وفي المناطق المحيطة به، أفاد سكان عن قتال مستمر.

في هذه الأثناء، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «وقفاً فورياً للعنف»، في اتصالات أجراها مع البرهان ودقلو وكذلك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ومن جهته أكد البابا فرنسيس أنّه «يتابع بقلق الأحداث في السودان.. وأدعو للصلاة من أجل التخلي عن الأسلحة وأن يسود الحوار لاستئناف طريق السلام».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycy8fzw8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"