الإعلام في مواجهة الذكاء الاصطناعي

01:47 صباحا
قراءة دقيقتين

منى الرئيسي

الذكاء الاصطناعي.. بقدر ما هو مجرد مصطلح يطلق على نظام تقني متقدم يتغذى على البيانات، بقدر ما هو مخيف ومربك لكثير من الناس، وسط ما تشهده أدواته وتقنياته من سرعة في التطور، وزخم في الإنتاج، ومحاكاة كبيرة للسلوك البشري، فبعد أن كنا نربط قدرات الحاسوب بعمليات رياضية، تعد عاملاً مساعداً لنا، انتقلت هذه الأجهزة من أداء مهام محدودة إلى إنجاز وظائف الإنسان من تفكير وسمع ونطق وحركة..إذاً هي ذكية بطريقة قد تفوق ذكاء البشر أحياناً.. ولكن بموثوقية أقل.

عمر العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، كان ضيفاً على منتدى الإعلام الإماراتي، والذي ينظمه نادي دبي للصحافة، وتطرق هذا العام لمستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام، أشار في حديثه إلى أمرين مهمين من بين عدة أمور؛ وهما: حتمية التعامل مع الآلات الذكية في الإعلام وسط وجود مجموعات عالمية، تتعاطى معه، وتوظفه أحياناً في إثارة البلبلة والفتن، وفي هذه الحالة إن لكم يكن خطابنا مدعوماً بنفس الأدوات، فسنكون أمام معضلة حقيقية، والأمر الثاني استبعاد أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الموظفين ما داموا مقبلين عليه، وعلى تعلمه وتوظيفه، لخدمة مهامهم.. فهل يعقل أن تقوم آلة خيال علمي بتحليل قضية ذات أبعاد سياسية واقتصادية من تلقاء نفسها دونما أن تتحكم كإعلامي في إدخال البيانات الأولية فيها..؟!

هي باختصار تعطي إجابات قدمها الإنسان لها مسبقاً.

وبقدر الحماس الذي لمسته في عيون بعض الإعلاميين عامة أثناء المنتدى، لا أخفيكم بأنني لاحظت شيئاً من التوجس والارتباك من هذه الصناعة.. لكن لا بأس فكل تغيير في بدايته، يبدو مخيفاً حتى ندرك مفاتيحه، وإعلامنا الإماراتي مرن ومتكيف، وبه من العقول الشابة التي تستطيع مجاراة هذه التقينات والآلات الذكية التي مهما بلغ مستوى إبهارها، تظل صفة المحدودية وقلة الموثوقية مرتبطة بها، كما أن ذكاءها لا يتفوق على ذكاء طفل عادي بحسب كثير من الدراسات العلمية.

وفي ظل تنامي استخدامات الذكاء الاصطناعي في كل مفاصل الإعلام، ستبدو الحاجة مُلحة على المدى القريب إلى عمل ميثاق أخلاقي ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي وأدواته في القطاع الإعلامي الذي يشكل الدرع الحامية للمعلومة الدقيقة، والآراء المنطقية، فاختراق الصورة

والصوت والفكر لأي فرد، وتمثيلها تمثيلاً دقيقاً عبر هذه الآلات، قادر على إشعال الحروب، وإحداث الفوضى.

وأمام هذا الشيء الذكي على وسائل الإعلام أن تحزم طواقمها بالمعرفة الكافية حوله من خلال ورش عمل ودورات أبدى وزير الذكاء الاصطناعي استعداده التام وفريقه لتقديمها، وأن تبدأ التوظيف الفعلي لها خطوة بخطوة.. دون مبالغات كوضع مذيع آلي على الهواء، فضلاً عن دورها الرئيسي في تقديم المعلومات حول الذكاء الاصطناعي بشكل وافٍ للجمهور من خلال مواد وبرامج تقدم العلم الصعب بطريقة مبسطة ومقبولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ytk52wuy

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"