عالم الخيال الأمريكي

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

يونس السيد

تستعد واشنطن لصياغة اتفاقية سلام لعرضها على موسكو في حال هزيمة روسيا في الحرب الأوكرانية، بينما يترقب العالم هجوم زيلينسكي المضاد أو ما يسمى هجوم الربيع لهزيمة القوات الروسية واستعادة الأراضي التي فقدها في الحرب الحالية، وأيضاً استعادة القرم التي أصبحت في قبضة روسيا منذ 2014.

 إذا قرر المجتمع الدولي أن يخوض تجربة الانفصال عن الواقع، ولو لفترة قصيرة، فإنه قد يصدق حكاية إلحاق الهزيمة بروسيا في أوكرانيا، على الرغم من انكشاف الخطط والقدرات الأوكرانية التي أتاحتها الوثائق الأمريكية المسربة، والتي تشكك حتى بقدرة القوات الأوكرانية على شن هجوم مضاد، أو إمكانية تحقيق الانتصار في حال القيام به. لكن بالعودة إلى أرض الواقع، فإن العالم يرى أن ما يحدث هو المزيد من التقدم الروسي وتضييق الخناق على القوات الأوكرانية في مختلف محاور القتال، وأن باخموت أصبحت على وشك السقوط النهائي في قبضة القوات الروسية. وسقوط باخموت لن يكون مجرد تحول استراتيجي في مسار الحرب الأوكرانية فحسب، بل سيشكل ضربة معنوية ونفسية هائلة للقوات الأوكرانية ويزيد من إحباط القيادة الأوكرانية التي لم يتبق لديها سوى مطالبة القوات الأمريكية والأطلسية بالدخول العلني والمباشر في مقاتلة الروس.

 لا ندري من أين أو كيف جاءت لواشنطن فكرة تجهيز معاهدة سلام لعرضها على روسيا بعد الهزيمة في أوكرانيا، وهو التعبير الدبلوماسي المخفف عن الاستسلام، إذ إن المهزوم لا يملك فرصة التوصل إلى سلام عادل وحقيقي بقدر ما هو مضطر لقبول شروط الاستسلام. ولا ندري على ماذا استندت واشنطن في ضمان هزيمة روسيا في أوكرانيا خلافاً لكل ما يجري على الأرض، ولكن الصحفي الأمريكي المعروف سيمور هيرش يؤكد أن القيادة العسكرية الأمريكية تعد مسودة اتفاقية لإنهاء النزاع في أوكرانيا لعرضها على روسيا «في حال هزيمتها».

 ويضيف في مقابلة نشرها على صفحته في منصة «سابستاك»، مؤخراً، أبلغني مصدر، أن هيئة أركان الجيش الأمريكي أوعزت قبل شهرين لأعضائها ووضعت أمامهم مهمة صياغة مسودة معاهدة لإنهاء الحرب لتقديمها للروس بعد هزيمتهم في أوكرانيا. ويعرف عن هيرش أنه يعتمد على مصادر موثوقة، وكان قد نشر في أوائل فبراير/ شباط الماضي نتائج تحقيقه الخاص في ملابسات تفجيرات خطوط أنابيب الغاز «السيل الشمالي»، مؤكداً أن واشنطن هي من دبرت هذه التفجيرات. 

وأوضح أن الغواصين الأمريكيين قاموا أثناء مناورات أجريت في صيف عام 2022 بتلغيم خطوط أنابيب الغاز، وبعد ثلاثة أشهر قام الجانب النرويجي بتفجيرها، مشيراً إلى أن القرار حول إجراء هذه العملية اتخذه الرئيس جو بايدن، وذلك بعد 9 شهور من المناقشة مع مسؤولي الأمن. وفيما بعد أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ليست لديها أي صلة بتلك التفجيرات ورفضت أي تحقيق دولي في القضية.

في عالم الأوهام الأمريكي.. كل شيء ممكن.. حتى هزيمة روسيا وانتصار زيلينسكي، مع إدراكها المسبق أنه، في هذه الحال، لن تكون الولايات المتحدة موجودة للاحتفال بهذا الانتصار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bkwhr49

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"