عادي

البحرين تسعى لتحديث صناعة «اللؤلؤ الطبيعي»

23:30 مساء
قراءة دقيقتين

في متجر مجوهرات في العاصمة البحرينية المنامة، ينظر الزبائن إلى الحلي أو يسجّلون طلبياتهم، مدركين أنهم لن يخرجوا سوى حاملين لؤلؤاً طبيعياً، وهو الوحيد المسموح بإنتاجه في البحرين التي تحرص على الاستفادة من هذا التقليد القديم.

تُعرض أساور وقلائد وأزرار أكمام وسلع جلدية، جميعها مرّصعة باللآلئ الطبيعية، في المتجر الصغير الذي تملكه عائلة مطر، إحدى أقدم الأسر التي تمارس هذه التجارة في البحرين.

تفتخر مديرة المتجر فاتن مطر بأنها تنتمي إلى «أول جيل يضمّ نساء» خلال مئتي عام من انخراط عائلتها في هذا المجال، وتقدّم نصائح للزبائن الذين يطلبون أحياناً تصاميم شاهدوها على تطبيق انستغرام. فقبل 22 عاماً، افتتح والدها هذا المتجر ل«إحياء» تقليد كان مهملاً على مدى سنوات.

وتؤكد فاتن أن «أحد أهدافنا اليوم هو جعل اللؤلؤ أكثر جذباً لعامة الناس»، إذ إنه يُنظر إليه على أنه ترف قديم. وتقول «لدينا مجوهرات صغيرة يمكن ارتداؤها بشكل يومي ومجموعات جلدية للأصغر سناً وحتى للرجال». قبل اكتشاف النفط في ثلاثينات القرن الماضي، كانت غالبية دول الخليج تعتمد بشكل أساسي على صيد اللؤلؤ. على متن مراكب شراعية خشبيّة، كان الغواصون يبحرون لأشهر ليستخرجوا من قاع البحر هذا الحجر الذي يلقى شعبية كبيرة.

في الثلاثينات، انهارت سوق اللؤلؤ الطبيعي بسبب الأزمة الاقتصادية التي شهدتها أوروبا ومنافسة اللؤلؤ المستزرع (الصناعي) في اليابان.

وتؤكد فاتن مطر أنه «بالنسبة إلينا هذا الأمر يمثل تحدّياً لأنه لا يمكننا إنتاج كميّات كبيرة»، لكن بالنسبة للزبائن خصوصاً في منطقة الخليج، «فإنه ما يجعل هذه اللآلئ أكثر روعةً وفريدة من نوعها».

تضمّ البحرين موقعاً تاريخياً يتضمّن مرفأ صغيراً وسوقاً قديمة ومنازل عائلات عريقة منخرطة في تجارة اللؤلؤ ويُعدّ «النموذج الكامل الأخير للتقليد الثقافي للؤلؤ»، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) التي أدرجت هذا الموقع على قائمتها للتراث العالمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mb4abryp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"