عادي
الجيش: أخمدنا التمرد وخلصنا البلاد من أكبر مشروع انتهازي في تاريخها

اشتباكات السودان تتواصل رغم الهدنة وارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين

23:57 مساء
قراءة 3 دقائق
2
2

دخلت المعارك أسبوعها الثاني في السودان، وعادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تُسمع صباح أمس السبت، في العاصمة الخرطوم، بعد تراجع في حدة القتال ليلاً إثر الإعلان عن هدنة مؤقتة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما أكد الجيش، أنه من الصعب تحديد مدى زمني معين لنهاية الاشتباكات مع قوات الدعم السريع التي يعتبرها «متمردة على الدولة»، مضيفاً أنه يسعى جاهداً إلى القضاء على «التمرد» في أقرب وقت، في حين شددت مجموعة الأزمات الدولية على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الانزلاق إلى «حرب أهلية شاملة».

وقالت نقابة الأطباء السودانیین في بیان إن الاشتباكات لا تزال مستمرة للیوم السابع على التوالي مع زیادة رقعة الاشتباكات خارج الخرطوم، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 256 مدنیاً وإصابة 1454 آخرین.

وأفاد شهود عیان بسماع دوي انفجارات في مناطق بالخرطوم إلى جانب تحلیق طائرات حربیة، مشیرین إلى أن المواجهات «احتدمت» في أحیاء جنوبي الخرطوم بحري مع تزاید القصف الجوي.

وطبقاً للشهود، فإن مدينة أم درمان غربي الخرطوم، شهدت أيضاً اشتباكات عنيفة في الشوارع، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على أرض الواقع.

وذكر شهود عیان أن أحیاء جنوبي الخرطوم «الصحافة وأركويت والمعمورة والامتداد، وجبرة»، تشهد معارك عنیفة بمختلف أنواع الأسلحة ویمتد الموقف حتى شمالي الخرطوم، حیث یشهد محیط القصر الرئاسي وقیادة الجیش ومطار الخرطوم الدولي «اشتباكات ضاریة». وشوهدت طائرات تحترق على مدرج المطار، كما أوقفت شركات طيران تجارية رحلاتها قبل عدة أيام.

وتسببت المعارك خلال أسبوع بسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى. وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت المدينة في الأيام الأخيرة ليل الجمعة/السبت بعد قبول الطرفين بهدنة بمناسبة عيد الفطر، لكن صباح أمس السبت، استؤنف إطلاق النار.

ويصعب كثيراً معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقّل، فيما يؤكد كل من الطرفين تقدمه. كما لا يمكن معرفة من يسيطر على ماذا في العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون.

«رائحة دماء» 

في الخرطوم، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، قلب الصراع حياة المدنيين الذين احتموا يتملكهم الرعب داخل منازلهم من دون كهرباء في أجواء من الحر الشديد. ويغامر عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية على نحو عاجل أو للفرار من المدينة.

وخلال المعارك العنيفة في الخرطوم خلال الأيام الماضية، شنّت طائرات مقاتلة ضربات على مواقع عدة، بينما جابت دبابات الشوارع وأطلق الرصاص والمدفعية في مناطق مكتظة. لكن العنف امتد إلى أنحاء أخرى من البلاد أيضاً.

مهاجمة سجن بأم درمان 

واتهم الجيش في وقت متأخر من أمس الأول الجمعة، قوات الدعم السريع بشن هجمات في المدينة التوأم للعاصمة أم درمان، حيث أخرجوا عدداً كبيراً من نزلاء، أحد السجون «الهدى»، لكن الدعم السريع نفى ذلك.

إلى ذلك، ذكر الجيش السوداني، في بيان أمس، أنه «يصعب تحديد مدى زمني معين لنهاية العملية، ونسعى جاهدين إلى القضاء على التمرد في أسرع وقت للقضاء على معاناة شعبنا». وأضاف: «أخمدنا التمرد وخلصنا السودان من أكبر مشروع انتهازي في تاريخ البلاد».

محاولات يائسة

وأشار إلى وجود «محاولات يائسة للمتمردين بدفع المزيد من القوات المندحرة إلى الخرطوم، مستمرة وتتعامل معها القوات المسلحة بالحسم اللازم».

وأوضح الناطق باسم الجيش، أن مجموعة من قوات الدعم السريع، هاجمت مجمع مدينة جياد الصناعية، ووصلوا لأحد مصانع تجميع المركبات، لكن تم صدهم بعد وقت وجيز وهربوا من الموقع. وأوضح الجيش أن الحياة بدأت تعود تدريجياً في العاصمة وبقية المدن.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن العنف قد يوقع ملايين آخرين في براثن الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص - أي ثلث السكان - إلى المساعدات.

وتوقع المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، كاميرون هادسن، نزوحاً جماعياً لملايين المدنيين عند أول وقف لإطلاق النار.

ويرى هادسن أن «التحدي يتمثل في أن هذا النزاع، لأنه يمتد إلى كل ركن في البلاد، يطال الحدود مع تشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا». وأضاف أن ذلك «مصدر قلق هائل». بدوره، قال الباحث البريطاني أليكس دي وال «إذا استمر النزاع، فسيصبح الوضع أكثر تعقيداً».

وأضاف أن «كل طرف هو تحالف من مجموعات مختلفة... ستجذب أو تختار مجموعات أخرى أصغر»، مشيراً إلى إمكانية ظهور «عوامل عرقية». والجماعات الإسلامية تشارك أيضاً.

ويخشى محللون أن تنجر دول المنطقة إلى النزاع. فقد شددت مجموعة الأزمات الدولية على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الانزلاق إلى «حرب أهلية شاملة». وقالت المنظمة غير الحكومية إن «ملايين المدنيين محاصرون في القتال وتنفد لديهم بسرعة المواد الأساسية». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dv9c2cd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"