الفخ الإلكتروني مجدداً

رسائل نصية، وأخرى عبر البريد الإلكتروني، ناهيك عن اتصالات تزف للمتلقي نبأ فوزه بمسابقة مالية كبرى، لم يذكر حتى أنه شارك بها، إلا أنه لا يمانع في إرسال مبلغ مالي للمتصل، لكي يرسل له قيمة الجائزة، التي تبخرت مع تسلم المتصل النقود، إنها حكاية النصب الإلكتروني الذي كثيراً ما يقع محبو الربح السريع في شباكه، فيتكبدون خسائر كبيرة، إذا عرف النصاب طريقه إلى بياناتهم البنكية، التي يفصحون عنها على الرغم من التحذيرات الدائمة بضرورة إبقائها سرية، إلا أن الطمع ساقهم إلى الوقوع في فخ الكلام المعسول، لتسحب منهم أموال، وحده تدخل البنك، القادر على إيقافها، وهو ما يحدث عند رصده حركة لا شرعية في حساب العميل.
الفخ الإلكتروني، أصبح سمة يومية، نعاينها كل صباح عند فتح بريدنا الإلكتروني، أو عند تلقي رسالة مجهولة المصدر، ويتم استخدامه عادةً للحصول على معلومات سرية مثل كلمات المرور أو المعلومات المصرفية أو لتثبيت برامج خبيثة على جهاز الكمبيوتر الخاص بالضحية.
النصابون الذين نجحوا في بناء قاعدة بيانات ضخمة، أوصلتهم إلى ملايين العناوين الإلكترونية، يعمدون إلى تنفيذ فخهم الإلكتروني بعدة طرق، مثل البريد الإلكتروني المزيف، حيث يتم تمثيل البريد الإلكتروني بأنه من شركة معروفة أو موثوق بها، يحتوي على رابط يؤدي إلى موقع ويب مزيف، ويطلب من الضحية إدخال معلوماته الشخصية، وهو ما يسمح للمهاجم بالوصول إلى المعلومات الحساسة.
بعض الفخاخ الإلكترونية يستخدم تقنيات الهندسة الاجتماعية، والتي تعتمد على استغلال الثقة الكبيرة التي يمكن أن تكون لدى الأشخاص في المصادر المعروفة والموثوق بها، حيث يتم إقناع الضحية بتقديم معلوماته الشخصية أو الحساسة، عن طريق محادثات الدردشة أو رسائل البريد الإلكتروني.
الإمارات تعتبر من الدول الرائدة في العالم في مكافحة النصب الإلكتروني، حيث تضع هذه المسألة على رأس أولوياتها في مواجهة التهديدات الإلكترونية، وتعمل بشكل فعال على تبني أفضل الممارسات العالمية والتقنيات الحديثة في مجال الأمن الإلكتروني، وقد عملت في طريق سعيها لمكافحة النصب الإلكتروني على تشكيل هيئة تنظيم الاتصالات لتطوير وتنفيذ السياسات والإجراءات المتعلقة بالأمن الإلكتروني، فضلاً عن إطلاق الحملات التوعوية المكثفة لتوعية المستخدمين بمخاطر النصب الإلكتروني وكيفية تجنبها، وتعزيز التشريعات واللوائح المتعلقة بالأمن الإلكتروني وتطوير قوانين جديدة لمكافحة جرائمه.
جميع أفراد المجتمع مطالبون بتوخي الحذر وعدم تحميل أي برنامج من مصادر غير معروفة، وعدم النقر على روابط غير معروفة أو غير موثوق بها حتى لا يقعوا بالفخ الإلكتروني.
[email protected]