قد تنقذك أو تكون فخاً!

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الفرصة، هي اللحظة المناسبة، التي يتنبه لها المبدع، ويوظفها لخدمته، وتحقيق الربح من ورائها، وقد يكون الربح مكاسب مادية أو تحقيق نجاح وتفوق، أو نحوها. لكن إذا حددنا حديثنا عن الفرص في مجال الأعمال والاستثمار، فإننا نكون مع جانبين اثنين، الأول يتعلق بالفرصة العابرة، التي تمر بنا وبغيرنا، ولكننا تنبهنا لها، وتمكنا من فهمها ثم التقطناها وتم توظيفها لتحقيق الربح والمكسب، وأما الثانية، الفرص، التي لم تكن موجودة، ولم تمر بنا، ولا نعرفها من قبل، لكننا أوجدناها، وابتكرناها، وفهمنا قوتها وأثرها ثم وظفناها لخدمتنا. 
البعض قد يعتبر أن الفرصة العابرة، أو تلك التي أوجدناها، متشابهتان، والحقيقة أن هناك فرقاً جوهرياً وشاسعاً بينهما. لكن الذي قد يسبب سوء الفهم، هي وظيفتنا وطريقة تعاملنا مع كل واحدة منهما، حيث تقع على كاهلنا بشكل واضح، مسؤولية الفهم، والإدراك، والتوظيف الصحيح، والأمثل. 
وأعتقد أن هذه المهارة معظمنا يفتقدها، فنحن لا نعرف متى نتحرك، ومتى نقرر، ومتى نشعر بأن هذه فرصة مؤاتية، أو نحتاج إلى العمل والابتكار والتوظيف الصحيح. وأعتقد أن مثل هذا الخلل، في فهم الفرص أو إيجادها، هو ما يسبب كل هذا التفاوت في القدرات بين الناس، ويجعل الناجح والمتفوق، أو المتعثر مع اجتهاده، والذي يخفق مع حرصه ودقته.
أحد المستثمرين، كان يبحث عن فرصة استثمارية، وقد وجد ضالته، في أحد المطاعم الذي تكبد خسارة، بسبب سوء الإدارة، ومع أن الإيجار كان منخفضاً، والموقع متميزاً، فضلاً عن توافر كافة المعدات والموارد في المطعم، إلا أنه تردد، ولم يندفع نحو الشراء، وقد كان يسمع كلمات بأنها فرصة ثمينة، وأن الفرص شحيحة، ولن يجد عرضاً مماثلاً بمثل هذا السعر المنخفض، لكنه تمهل، وألزم نفسه، بمراقبة المطعم، والتعرف إلى أعداد الناس التي تمر بالمكان، وأيضاً سؤال الناس، عن ملاحظاتهم، ونحوها من المعلومات، وقد أمضى ساعات طويلة لعدة أيام، وهو على هذه الحال، وفي نهاية المطاف قرر الابتعاد، وعدم الشراء، لأنه ببساطة اكتشف أن المشروع يفتقر إلى جانب مهم وهو عدم وجود طباخ، محترف متميز. وفي اللحظة نفسها، هو لأول مرة يدخل هذا المجال، لقد اكتشف عيباً جوهرياً في هذا الاستثمار، من خلال السؤال والتقصي من الناس.
في أحيان الفرصة التي توجدها هي التي تنقذك من الخسارة، ما قد يعتبره البعض فرصة ثمينة، قد تكون فخاً.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/murzmzum

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"