وصل عشرات من السعوديين ورعايا دول أخرى بحراً إلى مدينة جدة، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان، منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، قبل أسبوع، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السعودي، أمس السبت، بينما قال الجيش السوداني إنه ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات الدبلوماسية التي تطلب دولها ذلك، خلال الساعات القادمة، حيث ستقوم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين بإخلاء دبلوماسييها ورعاياها جواً بطائرات نقل عسكرية، تتبع لقواتها المسلحة، من الخرطوم، ويتوقع الشروع في ذلك فوراً، فيما قالت نقابة أطباء السودان إن إجلاء الرعايا الأجانب من البلاد «سيزيد الخطر على المواطنين العزل».
91 مواطناً سعودياً
ووصل 91 مواطناً سعودياً ونحو 66 شخصاً من رعايا 12 دولة، تم نقلهم بحراً من ميناء بورتسودان إلى جدة، في عملية إجلاء نفذتها القوات البحرية الملكية السعودية، بإسناد من مختلف أفرع القوات المسلحة. وذكرت الخارجية السعودية، في بيان، أنه إنفاذاً لتوجيهات القيادة، وصل مواطنو المملكة الذين تم إجلاؤهم من السودان، وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون، مضيفة أن الرعايا الأجانب يمثلون 12 جنسية.
سيارات مزودة برشاشات
وقال علي بن جعفر، سفير السعودية لدى الخرطوم في تصريح تلفزيوني، إن القيادة السعودية كانت حريصة ومتابِعة لهذه العملية من بدايتها، ونجحت السفارة في إجلاء جميع المواطنين بنجاح بلا أي أضرار، مضيفاً أن 32 سيارة معظمها رباعية الدفع ومزودة برشاشات ثقيلة خرجت من الخرطوم ومرت على عدد من الولايات لتصل بسلام إلى بورتسودان لتنطلق بعدها على سفن عدة توجهت إلى جدة.
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية السعودية بدء ترتيب إجلاء مواطنيها وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان إلى المملكة، وذلك إنفاذاً لتوجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وعرضت قناة «الإخبارية» لقطات تظهر فيها سفن حربية لدى وصولها إلى ميناء قاعدة الملك فيصل البحرية في مدينة جدة. كما أظهرت اللقطات نساء وأطفالاً يحملون أعلاماً سعودية صغيرة على متن إحدى السفن، بينما قام عناصر من القوات السعودية بالترحيب بآخرين وهم ينزلون من على متن سفينة، ويقدّمون لهم الورود وقطعاً من الحلوى.
وأشارت القناة إلى أن من بين الذين وصلوا جدة، طاقم طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية، أصيبت جراء المعارك، وهي تستعد للإقلاع من مطار الخرطوم يوم بدء الاشتباكات في 15 إبريل. وكان الجيش السوداني قال أمس السبت، إنه ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات الدبلوماسية التي تطلب دولها ذلك، خلال الساعات القادمة، حيث ستقوم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها جواً بطائرات نقل عسكرية تتبع لقواتها المسلحة من الخرطوم، ويتوقع الشروع في ذلك فوراً.
وذكر مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان «أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان تلقى اتصالات من رؤساء عدد من الدول لطلب تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد، وقد وافق على تقديم المساعدة اللازمة لتأمين ذلك لمختلف الدول». ويأتي البيان بعد تعهد من قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بفتح المطارات أمام عمليات الإجلاء.مراعاة حرمة الدم السوداني
إلى ذلك، قالت نقابة أطباء السودان أمس، إن إجلاء الرعايا الأجانب من السودان «سيزيد الخطر على المواطنين العزل».
وأضافت اللجنة في بيان: «أثبتت التجربة حرص طرفي النزاع من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على حياة الرعايا الأجانب فقط دون مراعاة لحرمة حياة أبناء شعبهم المسالم».
وأضافت أن إصرار الدول على إجلاء رعاياها من السودان «دلالة» على فشل المطالبة بوقف إطلاق النار، وأن تلك الدول تتوقع استمرار النزاع المسلح وامتداده إلى الأحياء السكنية.
استعدادات بريطانية للطوارئ
في السياق، ترأس رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اجتماعاً للجنة الحكومية للاستجابة للطوارئ أمس، لبحث الموقف في السودان بحضور وزير الدفاع بن والاس.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية «ندرك أن الموقف مقلق للغاية للرعايا البريطانيين المحاصرين بسبب القتال في السودان». وأضاف «نبذل كل ما هو ممكن لدعم الرعايا البريطانيين والموظفين الدبلوماسيين في الخرطوم، وتعمل وزارة الدفاع مع وزارة الخارجية للاستعداد لعدد من حالات الطوارئ».
وذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن وزيري الدفاع والخارجية عقدا اجتماعا طارئاً أمس لمناقشة إمكانية القيام بعملية إجلاء بعدما اضطرت ثلاث طائرات عسكرية للعودة وعدم إكمال مهتمها الأربعاء.بدورها، أعلنت الخارجية المصرية عن بدء ترتيبات خاصة مع السلطات السودانية من أجل تنفيذ عمليات إجلاء للجالية المصرية في السودان الراغبين في العودة إلى البلاد، فور توفر الظروف الميسرة لتلك العمليات.
خلية أزمة فلسطينية
على صعيد متصل، قالت فلسطين، أمس، إنها «شكلت خلية أزمة مركزية لهذا الغرض بالشراكة التامة مع جهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية ووزارة الداخلية والوزارات والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة». وأفادت بأنها شكلت أيضاً «خلية أزمة في الخرطوم لمتابعة كافة الترتيبات. كما أعلنت الخارجية الأردنية، والعراقية، أمس، بدء تنفيذ خطة إجلاء رعاياهما من السودان.(وكالات)
