عادي

السودان.. أمريكا تُجلي رعاياها.. وتحذيرات من كارثة إنسانية

10:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
الخرطوم - رويترز
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: إن الجيش الأمريكي أجلى موظفين بالحكومة الأمريكية من العاصمة السودانية الخرطوم، مضيفاً أن واشنطن علقت العمليات في سفارتها هناك في ظل استمرار القتال بين الجانبين المتحاربين، وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأفاد بايدن في بيان: «هذا العنف المأساوي في السودان أودى بحياة المئات من المدنيين الأبرياء.. هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف».
وذكرت قوات الدعم السريع السودانية في وقت مبكر الأحد، أن عملية الإجلاء التي شاركت فيها ست طائرات تمت بالتنسيق معها.
وأوضح مسؤول عسكري أمريكي أن الطائرات الأمريكية دخلت السودان وخرجت منه دون أي مشكلة، وقال مسؤولون إنه تم إجلاء جميع موظفي الحكومة الأمريكية من السفارة.
وبدأ رعايا أجانب آخرون في مغادرة السودان من ميناء على البحر الأحمر أمس السبت، بعد أسبوع من بدء القتال في أنحاء البلاد، وذكرت شبكة التلفزيون اليابانية (تي.بي.إس) أنه سيتم إجلاء موظفي الأمم المتحدة ومنهم الرعايا اليابانيون وعائلاتهم من السودان اليوم الأحد.
وأدى القتال في المناطق الحضرية إلى محاصرة أعداد كبيرة في العاصمة، وجرى استهداف المطار بشكل متكرر ولم يتمكن العديد من السكان من مغادرة منازلهم أو الخروج من المدينة إلى مناطق أكثر أماناً.
وحثت الأمم المتحدة ودول أجنبية قائدي طرفي الصراع على احترام وقف إطلاق النار المعلن الذي تم تجاهله في كثير من الأحيان، وفتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالفرار وإدخال مساعدات تشتد الحاجة إليها.
ولم يتمكن آلاف الأجانب، من بينهم موظفو سفارات وعمال إغاثة وطلاب، من الخروج من الخرطوم ومناطق أخرى في السودان، ثالث أكبر دولة في إفريقيا، بسبب إغلاق المطار والمجال الجوي غير الآمن.
وأجلت السعودية مواطنين خليجيين من ميناء بورسودان على البحر الأحمر، على بعد 650 كيلومتراً من الخرطوم. وسيستخدم الأردن المسار نفسه لإجلاء مواطنيه.
- ساعات من الرعب
من المتوقع أن ترسل دول غربية طائرات لمواطنيها من جيبوتي رغم أن الجيش السوداني أشار إلى وجود صعوبات في مطار الخرطوم ومطار نيالا أكبر مدن دارفور، ولم يتضح متى يمكن تنفيذ ذلك.
وانتهك القتال أمس السبت ما كان يفترض أن يكون هدنة لثلاثة أيام بدأت يوم الجمعة للسماح للمواطنين بالوصول إلى مناطق آمنة وزيارة عائلاتهم خلال عطلة عيد الفطر، ويتهم كل طرف الآخر بعدم احترام الهدنة.
وأفاد سكان في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري بوقوع ضربات جوية بالقرب من هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية ومعارك في مناطق منها مواقع قريبة من مقر الجيش.
وقالت ساكنة في حي كافوري بمدينة الخرطوم بحري: إن إمدادات المياه والكهرباء مقطوعة منذ أسبوع، وأفادت بوقوع ضربات جوية متكررة، وأضافت في رسالة لاحقة «نتأهب للمعركة الكبيرة. نشعر بالرعب مما سيحدث. لقد بدأت».
وقال مواطن آخر يدعى محمد صديق من حي شمبات في مدينة الخرطوم بحري: «مررنا بساعات من الرعب عندما وقعت اشتباكات وإطلاق نار بين الجيش وقوات الدعم السريع داخل الحي، والرصاص في كل مكان».
وأظهر بث تلفزيوني مباشر لعدة قنوات تصاعد سحابة كبيرة من الدخان الأسود من مطار الخرطوم ودوي إطلاق نار ومدفعية.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود إلى فتح ممرات آمنة، وقال عبد الله حسين مدير عمليات السودان بالمنظمة: «نحتاج إلى مساحة حيث يمكننا إمداد مواقع مختلفة نحتاج إلى موانئ لدخول البلاد حتى يمكننا إحضار أطقم متخصصة في التعامل مع الصدمات وإدخال إمدادات طبية».
وأفادت نقابة أطباء السودان بأن ما يربو على ثلثي المستشفيات في مناطق الاشتباكات توقفت عن الخدمة، مضيفة أن 32 مستشفى إما أنها تقع في مرمى النيران أو قام جنود بإخلائها قسراً.
- مخاوف من كارثة إنسانية
خارج الخرطوم، وردت تقارير عن وقوع أسوأ أعمال عنف في دارفور، وهي منطقة صحراوية في غرب البلاد على الحدود مع تشاد، وشهدت دارفور منذ عام 2003 صراعاً أسفر عن مقتل ما يصل إلى 300 ألف وتشريد 2.7 مليون.
وجاء في إفادة للأمم المتحدة عن الأوضاع الإنسانية أمس السبت، أن لصوصاً استولوا على ما لا يقل عن عشر مركبات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي وست شاحنات طعام أخرى بعد اقتحام مكاتب ومخازن تابعة للمنظمة في نيالا بجنوب دارفور.
ولا توجد أي مؤشرات حتى الآن على أن أياً من الطرفين يستطيع تحقيق نصر سريع أو أنه مستعد للتراجع وإجراء حوار.
ويملك الجيش قوات جوية لكن قوات الدعم السريع تنتشر بشكل كبير في المناطق الحضرية.
وذكرت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة أن 413 شخصاً قُتلوا وأصيب 3551 آخرون منذ اندلاع القتال.
وتشمل حصيلة القتلى خمسة على الأقل من موظفي الإغاثة في بلد يعتمد على المساعدات الغذائية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4b9ajnja

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"