عادي

«حساسية القمح» مرض خطير يمكن التعايش معه

21:11 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

حساسية القمح مرض يعرف باسم «الداء البطني» أو «السيلياك»، وهو عبارة عن استجابة غير طبيعية في الجهاز المناعي لبروتينات موجودة في القمح. وعلى الرغم من خطورة المرض، إلا أنه يمكن التعايش معه، بطرق متعددة.

ويوضح د.محمود محمد بنداري، الأستاذ بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن حساسية القمح تصنف من ضمن أمراض الجهاز الهضمي خاصة المناعة الذاتية. وتنتج عنها مضاعفات خطيرة.

ويصيب هذا المرض بشكل خاص الأمعاء الدقيقة، فهي العضو المسؤول عن امتصاص الطعام، في إطار عملية الهضم، واستعادة الجسم من الغذاء.

ويوضح أنه في حال تناول القمح أو أحد مشتقاته ينتج جسم المصاب أجساماً مضادة تعمل على تدمير الأهداب المبطنة للأمعاء الدقيقة، ما يمنع من امتصاص المواد الغذائية الضرورية للجسم، ومن ثم يتعرض المريض لنقص في العديد من الفيتامينات والمعادن.

وتظهر أعراض حساسية القمح، بحسب الدراسة التي نشرها معهد بحوث تكنولوجيا الغذاء على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك»، في التهاب الأنف التحسسي، ومشاكل في التنفس، والإكزيما، والطفح الجلدي والحكة مع احتمال تورم في الجلد، والغثيان والإسهال والقيء، وتهيج واحتمال تورم الفم أو الحلق أو كليهما، وتهيج وحكة في العيون، وانتفاخ المعدة، وحدوث صداع، وتشنجات، ومشكلة في البلع.

ويمكن أن يتطور مرض حساسية القمح إلى بعض المضاعفات الخطيرة، مثل: عدم انتظام ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، والإصابة بدوار وإغماء، وتحول الجلد إلى اللون الأزرق، وضيق شديد في الحلق والصدر.

ويرتبط ظهور الأعراض عند تناول الأطعمة التي تحتوي على القمح، التي يجب على المصابين بحساسية القمح الابتعاد عنها، وهي: الخبز، والمناقيش، والفطائر، والمعجنات، والنشا، والمعكرونة، والشعرية، والفريك، والبرغل، والكيك، والبسكوت، والمقرمشات، والحلويات العربية والغربية المصنعة بطحين القمح، والتوابل، والشوربات التي تحتوي على برغل أو طحين القمح، ومرقة الدجاج، وخل الشعير، والبرغر النباتي، وصلصة الصويا، ونشا القمح، ونخالة القمح، والكسكسي، والتبولة، والفتوش، والقمح المكسور، والسميد، والشعير والشوفان والذرة، وبعض منتجات الألبان، مثل الآيس كريم، وكذلك اللحوم المعلبة، والسجق، والكبة.

ويمكن تشخيص مرض حساسية القمح، من خلال الفحص الجلدي، وفحص الدم، واختبار الطعام.

ويتم فحص الجلد عن طريق حقن مستخلصات بروتين القمح، تحت جلد ذراع المصاب أو ظهره، ويمكن من خلال هذا الاختبار التأكد من عدم ظهور أي علامة تدل على الحساسية مثل الحكة والتورم.

كما يتم التشخيص عن طريق فحص الدم للبحث عن بعض الأجسام المضادة للمثيرات المسببة للحساسية.

أما اختبار الطعام، فيجب أن يتم تحت إشراف الطبيب، عن طريق تناول كمية محددة من الأطعمة أو كبسولات تحتوي على مستخلصات للأطعمة، التي يشتبه في أنها تسبب الحساسية.

ويؤكد د.محمود محمد بنداري، أنه يمكن العلاج من حساسية القمح، من خلال اتباع عدة أساليب، مثل: تجنب بروتينات القمح، ومضادات الهستامين، وتناول «الايبينيفرين»، وتغيير نمط الحياة، والعلاج بالحقن الموسعة للشعب الهوائية، والمكملات الغذائية.

ويعتبر تجنب بروتينات القمح أفضل علاج لهذا النوع من الحساسية، لأن بروتينات القمح تظهر في العديد من الأطعمة الجاهزة، ومن ثم تجب قراءة ملصقات المنتجات بعناية.

وتقلل مضادات الهيستامين من علامات وأعراض الحساسية البسيطة للقمح، وتؤخذ هذه الأدوية بإشراف الطبيب، بعد الإصابة بالحساسية للسيطرة على رد الفعل والمساعدة على تخفيف الانزعاج.

وهناك دواء «الايبينيفرين»، وهو علاج طارئ للحساسية المفرطة، وقد يحتاج المريض لحمل جرعتين، قابلتين للحقن من «الايبينيفرين» طوال الوقت، ويوصى بحمل الجرعة الثانية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالحساسية المفرطة، التي تهدد الحياة في حالة عودة الأعراض قبل الوصول إلى الرعاية الطبية الطارئة.

أما تغيير نمط الحياة، فيكون باتباع بعض العلاجات المنزلية، التي تساعد على تجنب التعرض لبروتينات القمح والتي تتضمن إخبار أي شخص يعتني بالطفل عن إصابته بحساسية القمح مثل المدير والمعلم والممرضة في المدرسة.

وهناك الحقن الموسعة للشعب الهوائية، وتؤخذ في الحالات الطارئة، وتكون تحت الإشراف الطبي، وينصح بتناول المكملات الغذائية في بعض الحالات لتعويض نقص الفيتامينات والمعادن الموجودة في القمح.

وهناك الكثير من الأطعمة المسموح بها لمرضى حساسية القمح، لأنها تكون خالية من القمح بشكل طبيعي، ويمكن أن تكون بدائل صحية للمرضى، وتشمل: الفواكه والخضراوات، والفاصوليا، والحمص، والبقوليات، والمكسرات، والبطاطا، والبيض، ومنتجات الألبان، والزيوت والخل، وحبوب الذرة، والأرز، والسمك، واللحم البقري، والدجاج، والمأكولات البحرية، والذرة الرفيعة، والصويا، والحنطة السوداء.

ويمكن التعايش مع حساسية القمح باتباع نظام غذائي منخفض الدهون وعالي الألياف، وإجراء الفحوص الدورية للتحقق من فقر الدم، ومستوى الدهون، ونقص الفيتامينات والتغذية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mhd5k7ru

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"