توجه الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، أمس الاثنين، إلى الولايات المتحدة في مستهل زيارة تستغرق ستة أيام، تأتي مع سعي البلدين الحليفين إلى تعزيز التعاون العسكري بينهما في مواجهة التهديدات النووية الكورية الشمالية. ومن المقرر أن يلتقي يون نظيره الأمريكي جو بايدن خلال الزيارة.
وقال النائب الأول لمستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي كيم تاي-هيو: «إن الرئيسَين سيحتفيان بإنجازات التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في السنوات السبعين الماضية، ويتبادلان وجهات النظر بشأن مستقبل التعاون بينهما». وأجرت بيونغ يانغ هذا العام عدداً قياسياً من التجارب على إطلاق صواريخ، شملت هذا الشهر اختباراً لأول صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب.
وفي مواجهة تزايد النشاط الكوري الشمالي، عزّز يون من التقارب مع واشنطن، الحليفة التاريخية لبلاده، ويسعى إلى طي صفحة الخلافات القديمة مع اليابان، القوة الاستعمارية السابقة، إلا أن الرئيس الكوري الجنوبي يواجه تراجعاً في شعبيته، وسط امتعاض مواطنيه من طريقة تعامله مع تسريبات لوثائق استخباراتية أمريكية، ألمحت إلى أن واشنطن تقوم بالتجسس على سيؤول.
كما يسعى إلى طمأنة الكوريين الجنوبيين بشأن التزام الولايات المتحدة بما يعرف بالردع الموسّع، والقائم على استخدام معدات أمريكية تشمل أسلحة نووية، لمنع تعرض الحلفاء لهجمات.
وأظهرت استطلاعات رأي عدة أن معظم الكوريين الجنوبيين باتوا يعتقدون بأن على بلادهم تطوير أسلحة نووية.
ويقول أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة ايوها في سيؤول بارك وون-غون «ثمة حاجة أكبر لتظهر الولايات المتحدة التزامها بالردع على مستوى التحالف».
وواجه يون أيضاً انتقادات داخلية على خلفية قمة عقدها مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في مارس/ آذار؛ إذ اتُّهم بمنح الدبلوماسية أولوية وتجاهل الخلافات بشأن الطريقة التي تعاملت بها طوكيو خلال الحرب مع الكوريين، عبر ممارسات شملت العمالة القسرية والعبودية الجنسية.
ويسعى بايدن إلى تعزيز التعاون مع أبرز حليفين إقليميين لواشنطن في مواجهة كوريا الشمالية. ويتوقع أن تحضّ واشنطن ضيفها على القيام بالمزيد، لمساعدة الولايات المتحدة في الدعم العسكري لأوكرانيا، لمواجهة الغزو الروسي. وتتطلع واشنطن إلى كوريا الجنوبية (تاسع أكبر مصدّر للأسلحة في العالم)، لتوفير ذخيرة وأسلحة لكييف.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الاثنين، فرض عقوبات على ثلاثة أفراد، بتهمة تقديم الدعم لكوريا الشمالية، من خلال التمويل غير المشروع والنشاط الإلكتروني الخبيث. وحدد بيان الخزانة الأفراد على أنهم متعامل في العملات مقره الصين، وآخر مقره هونغ كونغ، وممثل لمؤسسة كوانجسون المصرفية الكورية الشمالية، انتقل أخيراً إلى داندونج في الصين.
(وكالات)