عادي

8 سنوات لبناء قطار حقيقي لابنه المصاب بالتوحد

17:47 مساء
قراءة دقيقتين
مقدمة القطار
مقدمة القطار
إعداد: مصطفى الزعبي
أمضى أب صيني يدعى لي جيا وي من منطقة تشونغتشينغ بجنوب غرب الصين، ثماني سنوات في بناء قطار بخاري مصغر حقيقي لابنه المصاب بالتوحد.
وشخص الابن هانغهانغ بالتوحد في سن الثالثة، وبعد إكمال المدرسة الابتدائية، أُجبر على ترك المدرسة، لأنه لم يتمكن من اللحاق بالصفوف، كما واجه صعوبة في التواصل مع الأطفال الآخرين في سنه.
ونظراً لأن والديه يعملان يومياً، أمضى هانغهانغ معظم وقته بالمنزل يحدق في شاشة التلفزيون مع جدته، أعجب الطفل بالقطارات المصغرة في برامج الرسوم المتحركة. حتى أنه رسم قطارات على جدران المنزل وأصبح ينام مع لعبة القطارات في يده.
وعند رؤية هوس ابنه، كان لدى لي جيا وي، وهو كهربائي، فكرة لبناء قطار مصغر حقيقي لابنه.
لذلك كلما كان لديه وقت فراغ، كان لي يدرس عن كثب الهيكل الخارجي والمكونات الداخلية للقطارات البخارية ويسأل المهنيين في محطات السكك الحديدية عن الآلات.
واستعان بكتاب من عام 1984 بعنوان «القاطرات البخارية» حصل عليه هدية من سائق قطار بخاري متقاعد، وأمضى ثلاثة أشهر في تعليم نفسه كيفية رسم المخططات باستخدام البرامج، وتوحيد المقاييس والأجزاء المطلوبة للقاطرة.
ونظراً لأن العملية كانت معقدة وكان الطلب منخفضاً على شراء مثل هذه الأجزاء من الآلات المصغرة لم تكن المصانع راغبة في إنتاج أجزاء لنسخة مصغرة من القاطرة، لذا لم يكن أمام لي أي خيار سوى صنع الأجزاء بنفسه. لقد تعلم النقل الميكانيكي والمبادئ الحركية، ومع إصراره على بناء القاطرة زادت الصعوبات.
وكان يفكر أحياناً في الاستسلام، على حد قوله لكنه اختار الإصرار من أجل ابنه.
وقال لي: «يجب أن أعطي ابني شيئاً يشعر من خلاله بأن والده يحبه».
وللحصول على مساحة كافية لاختبار القطار، انتقل لي من منزله الحضري واستأجر منزلاً صغيراً في قرية ريفية، حيث أرسى المسارات وأقام ورشة عمل مؤقتة. وعلى مدى ثماني سنوات، أنفق لي أكثر من 200000 يوان (29042 دولار) في اختبار القطار ألف مرة، وفي النهاية بنى أول قاطرة مصغرة لابنه في عام 2021.
لكن لي لم يتوقف عند هذا الحد، لجعل القطار أكثر قوة، استمر في تحسينه، وبالتالي جاءت القاطرات الثانية والثالثة.
بفضل قصته الملهمة، حصل الطفل على وظيفة في موقع سياحي بالقرب من مسقط رأس والده يقود قطاره المصغر، والذي يمكن أن يحمل 20 إلى 30 شخصاً في وقت واحد عبر المناظر الطبيعية الجميلة.
أصبحت تذاكر القطار دخل للطفل، لكنها مجانية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
قال لي: «آمل أن يكون المجتمع أكثر تسامحاً ورعاية للأطفال المصابين بالتوحد».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ypr95755

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"