عادي
تستهدف %10 من الرجال و%12 من النساء

أمراض الكلى.. ترسبات وقصور يُعطلان الوظائف الحيوية

00:21 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تعد الكلى من أهم الأعضاء الحيوية الأساسية في جسم الإنسان، ولها العديد من الوظائف الحيوية المهمة التي تسهم في تعزيز الصحة العامة؛ حيث إنها تتخلص من العناصر الضارة والنفايات والمعادن التي يحتمل أن تشكل خطورة أو تتسبب في الإصابة بالأمراض، وتنظم ضغط الدم وتوازن حمل السوائل وتنقي الدم من السموم الكيميائية، كما تساعد النخاع العظمي على إنتاج خلايا الدم، وإفراز الهرمونات المهمة للحياة، وتشير الأبحاث إلى أن ما يقرب من 10% من الرجال و12% من النساء حول العالم، يمكن أن يصابوا بأمراض الكلى المتعددة، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا الموضوع تفصيلاً.

الصورة
2

الفشل أو القصور الكلوي هو اضطراب ناتج عن الاختلال الوظيفي للكليتين؛ حيث تعمل الكلية الطبيعية السليمة كفلتر حيوي للجسم، وتحافظ على توازن السوائل والمواد الكيميائية وحامضية الدم، ما يؤدي إلى تراكم الفضلات، وتستهدف هذه الإصابة على الأكثر، الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة مثل: مشكلات القلب، وداء السكرى لأنه يؤثر في الأوعية الدموية التي تغذي الكلى، بحسب د. محمد المعاني استشاري أمراض الكلى.

ويضيف: يعاني مرضى ارتفاع ضغط الدم، الآفات الكلوية؛ حيث إن هذا المرض يؤدي إلى القصور الكلوي، وتتسبب بعض التشوهات الخلقية بمجرى البول التي تصيب الأطفال في الفشل الكلوي بعمر مبكر.

يوضح د.المعاني أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالفشل الكلوي، مثل: انحصار الحصوات بمجرى البول الحاد، مرض الكلى متعددة الكيسات، المشكلات الخلقية والجينات الوراثية، بعض الآفات الالتهابية سواء الجرثومية أو البكتيرية، أو المناعية التي تهاجم المصفاة الكلوية وتُفقدها وظيفتها، أو استخدام أنواع من الأدوية ومسكنات الآلام بجرعات مكثفة بشكل زائد على الطبيعي، ولفترات طويلة وبشكل غير منظم وليس تحت إشراف الطبيب، ما يؤثر سلباً في وظيفة الكلى، وكذلك العقاقير التي يتم وصفها لمرضى الأورام الخبيثة والسرطانات بمختلف أنواعها، ما يؤدي إلى قصور كلوي.

يشير د. المعاني إلى أن تشخيص الفشل الكلوي يعتمد الكشف السريري، والأعراض التي يعانيها المريض، وإجراء فحص الدم الشامل، وتحليل وظائف الكلى ( الكرياتنينو املاح الدم مثل البوتاسيوم)، وفحص البول، لتقصي البروتين والكشف عن وجود مشكلة ما بالكلى أو عدمها، ثم يخضع المريض إلى عمل أشعة الموجات فوق الصوتية، لرؤية شكل الكليتين وحجمهما، واحتمال وجود انسداد.

يلفت د.المعاني إلى أن علامات الفشل الكلوي تظهر بحسب تطور المرض والمرحلة التي وصل إليها، وليس بالضرورة أن يعاني جميع المصابين نفس الأعراض التي تتلخص في التعب والأعياء، إلى جانب تورم الوجه والبطن والأطراف العلوية والسفلية أحياناً، وعدم قدرة الكلى على القيام بوظيفتها بشكل طبيعي، ما ينتج عنه نقص في التبول، وشحوب في الجلد والجسم، وخسارة الوزن من دون سبب في المراحل المزمنة، وآلام في المعدة، ومشكلات بالقلب.

ويؤكد أن تراكم الفضلات والسموم بالجسم يمكن أن يؤثر سلباً في وظائف الأجهزة الأخرى، ويتسبب في مشاكل هضمية، وآلام وتقيحات بالمعدة، وقيء ونقص الشهية، وفقدان كميات كبيرة من الدم في المراحل المزمنة، ويعاني نقص الكالسيوم وبالتالي هشاشة العظام، وانخفاض معدل البروتين الذي يؤدي إلى احتباس السوائل والتورم.

يلفت د.المعاني إلى أن القصور الكلوي ينقسم إلى نوعين أساسيين، وهما: القصور الحاد وعادة ما يكون هذا المرض قابل للشفاء، وهو يحدث بسبب الجفاف الناتج عن فقدان سوائل الجسم والقيء أو الإسهال المزمن، أو نقص استهلاك السوائل، أو استخدام مدرات البول بشكل مفرط أو خاطئ، أو وجود حصوات في الكلى، أو تناول جرعة كبيرة من مسكنات الألم، ما يؤدي إلى انسداد مجرى البول مع وجود آلام شديدة، وتتم معالجة هذه الحالة بمكافحته أسباب الإصابة.

أما الفشل الكلوي المزمن فهو من المشكلات غير القابلة للشفاء، وتحدث هذه الحالة نتيجة فقدان تدريجي لوظائف الكلى تستمر من أشهر إلى سنوات، ولا ترافق هذا المرض أعراض واضحة في البداية، ولكن مع التطور والمراحل المتقدمة، يظهر تورم في الساق إلى جانب الشعور بالتعب والقيء وفقدان الشهية، ويعتمد العلاج على الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى.

حصوات وترسبات

توضح د. فوروزان خيزري اختصاصية المسالك البولية أن النساء تعتبرن من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالحصى الكلوية الالتهابية مقارنة بالرجال؛ وذلك لكثرة إصابتهن بالتهابات المسالك البولية، كما تستهدف أيضاً الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي عائلي للإصابة بحصوات الكلى، أو من يعانون مشكلات هضمية، إلى جانب المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الجسم، ما يزيد من خطر تطور حصى الكلى، كما يكون الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية تعتمد على البروتينات الحيوانية كاللحوم الحمراء، عرضة لتكّون حصى الكلى في حمض اليوريك.

تشير د.خيزري إلى أن قلة استهلاك الماء من أهم الأسباب التي تسهم في تكّون حصوات الكلى، كما تزيد فرص الإصابة لدى الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية تحتوي على نسبة عالية من الملح، فضلاً عن الاستهلاك المفرط للمشروبات الغنية بالبروتين، وارتفاع درجة الحرارة خاصة خلال موسم الصيف، والبدانة المفرطة وتناول أدوية معينة والاستهلاك الزائد للمشروبات الكحولية وتضيق المسالك البولية، إضافة إلى الأمراض التي تؤدي إلى الإصابة بحصوات الكلى مثل داء النقرس والأمراض الالتهابية في الأمعاء.

وتضيف: أن أبرز أعراض الإصابة بالحصوات الكلوية هو الشعور بألم شديد في البطن تراوح شدته بين الخفيفة إلى الشديدة، وخروج دم أثناء التبول، والتبول المتكرر خلال فترات قصيرة، وانبعاث رائحة كريهة من البول بسبب وجود القيح، وفي حال عدم العلاج قد يصاب المريض بالحمى الشديدة والالتهابات.

وتلفت د.خيزري إلى أن تشخيص الحصى الكلوية يتم عن طريق اختبار الدم، لتقييم وظائف الكلى ومعرفة سبب تشكل الترسبات الصلبة لدى المريض، وفحص البول لاكتشاف وجود عدوى المسالك البولية، وإجراء التصوير المقطعي المحوسب، للحصول على صور مقطعية ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم الداخلية، بما يتيح تحديد موقع وحجم الحصى، إضافة إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية.

مضاعفات ومخاطر

يذكر د. تامر أبو الجريد استشاري جراحة المسالك البولية أن بعض الأمراض يمكن أن تزيد من فرصة تكون الحصوات الكلوية، مثل: داء النقرس، السكري، ارتفاع ضغط الدم، مشكلات سوء الامتصاص، اضطرابات الغدة الدرقية، الإسهال المزمن، السمنة المفرطة، بعض العمليات الجراحية كإنقاص الوزن الزائد، وتجدر الإشارة إلى أن الإصابة بالحصوات الكلوية، يمكن أن تتسبب في مجموعة من المضاعفات التي تؤثر في صحة المريض، كالالتهابات المتكررة في المجاري البولية، وانسداد الحالب والشعور بمغص كلوي حاد، وعدم القدرة على القيام بوظائف الكلى تدريجياً، والنزيف البولي.

يؤكد د.أبو الجريد أن الجسم يستطيع أن يتخلص من الحصوات الصغيرة بصورة تلقائية عن طريق البول، أما الحالات التي تحتاج إلى علاج دوائي، فهي تعتمد على أدوية لمكافحة المغص الكلوي الحاد، وأنواع أخرى تساعد على طرد الحصوات، وعقاقير لتكسير روابط الحصوات وتسهيل خروجها من الجهاز البولي، ويمكن اللجوء إلى العمليات الجراحية التقليدية في الحصوات الكبيرة، أو التقنيات الحديثة في التفتيت بالموجات التصادمية أو مناظير الجهاز البولي.

ويضيف: تتمثل طرق الوقاية من تكون الحصوات الكلوية في شرب السوائل بمعدل 50 مل لكل 1 كيلوغرام من الوزن يومياً، وتقليل الوزن للأشخاص الذين يعانون البدانة، وممارسة الرياضة والحد من تناول الأطعمة التي تزيد نسبة الأملاح بالدم، وتساعد على تكوين الحصوات، والالتزام بتناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص.

الماء سد أمام الحصوات

يُعد الماء المكون الرئيسي للجسم البشري، وتراوح النسبة بين 55 و78 %، وهو من المواد الخالية من السعرات الحرارية، والدهون، والكربوهيدرات أو السكريات؛ لذلك فإن الاستهلاك الكافي والمنتظم من المياه له فوائد صحية عديدة، ومن أهمها طرد السموم من الجسم، وتعزيز وظائف الكلى، وتقليل تراكم وتكوين الحصوات، وإذابة الأملاح والمعادن في البول، ووجدت الدراسات أن شرب كأسين من الماء قبل الوجبات، يمكن أن يساعد في قمع الشهية، ويسهم في زيادة معدل حرق الدهون، ويعمل على القضاء على الخلايا الدهنية ويعد بديلاً للمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية، وبالتالي يسهم في إنقاص الوزن الزائد.

وعلى الجانب الآخر يحذر الخبراء من الإفراط في شرب الماء، لأنه ربما يقلل من قدرة الكليتين على تصفية النفايات، ومن المستحسن إعطاء الجسم الكمية الكافية التي يحتاج إليها فقط، وعادة ما ينصح بشرب المياه أثناء العطش، وتشمل أيضاً السوائل وغيرها من الأطعمة ذات المحتوى العالي من الماء في النظام الغذائي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mcfu87c4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"