عادي
4120 قتيلاً وجريحاً.. والجيش يعلن السيطرة على «الفشقة الصغرى»

طرفا النزاع في الخرطوم يتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة

01:16 صباحا
قراءة 4 دقائق
سودانيان يمران من أمام مبنى بجنوب الخرطوم دمرته الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع (أ ف ب )
صورة تظهر مبنى متضررا جنوبي الخرطوم (أ ف ب)
فيديو لحميدتي وهو يتجول بسيارة عسكرية وسط قواته في الخرطوم (رويترز)

تواصلت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الأحد، بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، الأمر الذي زاد الأوضاع الإنسانية تعقيداً على الأرض، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة المعلنة، لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر، والتي انتهت في السادسة من مساء أمس، فيما أعلن الجيش بسط سيطرته على منطقة الفشقة الصغرى على الحدود مع إثيوبيا، في حين قالت منظمة الصحة العالمية إن ضحايا الاشتباكات ارتفع الى 420 قتيلاً و3700 جريحاً،معلنة عن رصد هجمات مميتة على المنشآت الصحية.

أفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات العنيفة، في أحياء العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان.

ووفقاً للشهود، فإن قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على معظم مناطق العاصمة الخرطوم، في ظل عدم وجود ملموس لجنود للجيش السوداني والشرطة.

وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، فيديو لقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، وهو يتجول بسيارة عسكرية وسط عدد كبير من قواته بالخرطوم.

في المقابل، أعلن الجيش في بيان، استسلام قوات الدعم السريع المتمردة بالفشقة الصغرى (شرق) على الحدود مع اثيوبيا استجابة لقرار القائد العام للقوات المسلحة بالعفو عمن يلقي سلاحه.

ولم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع بشأن ذلك..

وتتضارب الأنباء حول الأوضاع الميدانية، فيما تتعارض بيانات طرفي الصراع باستمرار، ويصعب التحقق من الأوضاع على الأرض في ظل غياب المصادر المستقلة.

وبعيداً عن الاشتباكات ونتائجها، أصدرت قوات الدعم السريع بياناً بشأن إجلاء إعلاميين تابعين لقناة «العربية» عالقين منذ اندلاع الاشتباكات بوسط الخرطوم.

وذكرت القوات في بيان، «الدعم السريع يلبي نداء استغاثة فريق إعلامي تابع لقناة العربية ويقوم بإجلائهم إلى مكان آمن».

من اخترق الهدنة؟

وتبادل الجيش، وقوات الدعم السريع، أمس، الاتهامات بارتكاب خروقات في اليوم الأخير للهدنة المعلنة بينهما بمناسبة عيد الفطر، بالتزامن مع دخولها يومها الثالث.

واتهمت الدعم السريع، الجيش باختراق الهدنة عبر ضرب قواتها في حي كافوري شمالي الخرطوم.

وقالت في بيان، إن الجيش السوداني «قام بضرب قوات الدعم السريع بمنطقة كافوري بالطيران وشمل الاعتداء منازل المواطنين مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات».

من جانبه، قال الجيش، إن قوات الدعم السريع قامت «بمواصلة انتهاك الهدنة عبر قصف عشوائي بالمدافع وسقوط مقذوفات على مناطق سكنية».

كما اتهم الجيش قوات الدعم السريع بارتكاب عدة «اعتداءات» على بعثات دبلوماسية أجنبية أثناء القيام بعمليات إجلاء من العاصمة الخرطوم.

مقتل عراقي

الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء العراقية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في تصريح مقتضب قوله إن مواطناً عراقياً لقي حتفه جراء الاشتباكات. وفي السياق ذاته، أعلن الصحاف، أمس، إجلاء 14 عراقياً من الخرطوم إلى منطقة بورتسودان.

على صعيد آخر،أكد الهلال الأحمر السوداني ضرورة تحييد المنشآت الطبية عن العمليات العدائية، مشيراً إلى عدم وجود ممرات آمنة موثوقة لإيصال المساعدات الإنسانية.وأضاف الهلال الأحمر في تصريحات تلفزيونية أن «هناك معوقات نواجهها في الكثير من المناطق».

في سياق متصل، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، أنه يجب عدم استهداف المرافق الصحية والعاملين والمرضى في السودان في أعمال العنف المستمرة. وأضاف أن المنظمة وثقت عدة هجمات مميتة استهدفت المؤسسات الصحية، مشدداً على ضرورة وقف ذلك. كما قال إنه «لا ينبغي أن يكون مقدمو الرعاية ومن يحتاجون لها هدفاً للهجمات في السودان».

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أمس، ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات إلى 420 قتيلاً، و3700 جريجاً. زيادة عمليات النزوح

في حين أشار تقرير للأمم المتحدة إلى مقتل 413 شخصاً وإصابة 3500 آخرين حتى 21 إبريل. وأوضح أن 132 شخصاً سقطوا في الخرطوم، و95 في شمال كردفان، و61 بشمال دارفور.

ولفت إلى زيادة عمليات النزوح من جميع مناطق الخرطوم ومدينة الأُبيض بشمال كردفان. وأكد أن نحو 20 ألف سوداني لجأوا إلى تشاد، حيث يعانون ظروفاً إنسانية صعبة.

وقد أفادت منظمة «نت بلوكس» لرصد الشبكة العنكبوتية العالمية، أمس، بانقطاع «شبه كامل» لخدمة الإنترنت، كما أوضحت أن «بيانات الشبكة في الوقت الحالي تُظهر انهياراً شبه كامل للاتصال بالإنترنت، حيث تبلغ نسبة الاتصال الوطني حالياً 2 في المئة مقارنة بالمستويات العادية».

فيما يتخوف العديد من المراقبين أن يستمر القتال لفترة أطول، مع احتمال انزلاقه إلى حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس، لاسيما مع تمسك الطرفين بعدم التنازل والقتال حتى النصر.(وكالات)

هروب سجناء من «كوبر».. والبشير في المستشفى

أفادت مواقع سودانية بفرار عدد كبير من المساجين من سجن «كوبر» شمالي الخرطوم،فيما قالت مصادر مطلعة أن الرئيس المعزول عمر البشير يتلقى الرعاية الطبية حاليا بأحد مستشفيات الخرطوم.

وأكدت المصادر نفسها أن الهجوم المتكرر والاشتباكات حول سجن «كوبر» أدى إلى إطلاق سراح العديد من السجناء مشيرة إلى أن السجناء السياسيين ما زالوا قيد الاحتجاز.

وكانت الهجمات قد تكرّرت، أمس الأحد، على السجن الشهير الذي يضم قادة بارزين إبان حكم البشير، ومن ضمنهم الرئيس المعزول نفسه. تجدر الإشارة إلى أن سجن «الهدى» أيضا شهد هروب النزلاء منه بعد اقتحامه.

وشهدت سجون سودانية أخرى حوادث مشابهة من هجمات وفرار معتقلين خلال الاشتباكات الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش منذ الأسبوع الماضي، ومنها فرار عدد من نزلاء سجن «سوبا» جنوب العاصمة، بعد إطلاقهم من قبل قوات الدعم السريع. وشهد يوم الثلاثاء الماضي هجوماً لقوة من الدعم السريع على سجن «كوبر» من الناحية التي يتم احتجاز قادة النظام السابق فيها. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/27zh7fsb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"