عيد بطعم العالم

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

كعادتي منذ سنوات في عطلة العيد، اصطحبت أبنائي للتنزه بين العديد من الوجهات السياحية التي تزخر بها إمارات الدولة، أخذت أتنقل معهم من مكان إلى آخر، بين ازدحام شديد ترى فيه وجوهاً من شتى جنسيات الأرض وأعراقها، وأينما وليّتُ وجهي لا أجد الأمر مختلفاً عن سابقه، وهو ما أشعرنا بالسعادة، كوننا مارسنا شكلاً مهماً من أشكال السياحة الداخلية في وطننا الغالي.

 أطفال يلهون.. ابتسامات ترتسم فوق الوجوه.. بهجة تنتشر في كل مكان.. وجه أوروبي يلتقط بعدسة هاتفه، منظراً بديعاً لشمس صافية تعانق جبلاً شامخاً بشموخ أرضه، وآخر يلتقط صورة شخصية له، تكون ذكرى يحتفظ بها في تلك الرحلة، امرأة تلعب مع بنيها.. أبٌ يشارك فرحة طفلته بروح الصبا.. هؤلاء جميعهم اختاروا أن يعيشوا عيدهم في بلد ربما يبتعد عن موطنهم بُعد قارة عن أخرى، أجواء تقول الكثير بأبلغ لغة وأصدقها، لغة السعادة التي تجمع بين بني البشر.

 بعد وقت، ربما لساعات لا تقل عن ثلاث، وتنقل من مكان لآخر، استطعتُ أن أظفر بمكان أعايش فيه أبنائي بهجتهم بالعيد، هذه المشاهد التي ألقت في نفسي، ما يمكن أن تلقيه في نفس مواطن يزهو بوطنه حين يرى تلك الوجوه التي اختارت فرحتها على أرض الإمارات، وأن يروا فيها، رغم تنوع بيئاتهم وأوطانهم، (أجمل شتاء في العالم)، وأن يتركوا أرضهم وأهليهم، ليجدوا متعتهم في متنزه مع أسرتهم، أو جمال الطبيعة الزاهية على أحد الشواطئ التي تمتد بسحرها على سواحل الدولة، أو في التعرف إلى منطقة أثرية، تعكس حضارة وطن يعتز بإرثه وتاريخه.

 هذا العيد الذي تذوقت فيه طعم الحياة، يعكس قيمة ما تمتلكه دولة الإمارات من ثروات طبيعية وسمات جغرافية، استطاعت أن تستثمرها حين وجدت قيادة رشيدة ترسم برؤيتها الواعية وتطلعاتها التي لا تعرف حدوداً، مشاريع كبيرة وحيوية، عمّقت السمعة العالمية لهذا الوطن الاستثنائي؛ حيث جعلت من السياحة أحد مصادر قدراتها الاستثمارية، لتنويع اقتصادها الوطني، ونجحت في أن تكون هويتها الإعلامية في موطن الصدارة العالمية التي تليق بالإمارات ونجاحاتها في مختلف القطاعات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4krzrjs2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"

مقالات أخرى للكاتب