دبي: مها عادل
شهد مسرح كوكاكولا أرينا بدبي، مساء الجمعة، حفلاً غنائياً أحيته الفنانة شيرين عبدالوهاب، في أول ظهور لها بعد فترة غياب طويلة عن جمهورها بسبب الأزمات التي تعرضت لها مؤخراً، وتصدرت مواقع الأخبار ووسائل التواصل.
شهد الحفل حضوراً كثيفاً من جمهور الفنانة المصرية الذي بدا عليه التعطش لصوتها وأغنياتها وحفلاتها المباشرة، وشارك نجمته المفضلة أداء أغانيها وترديد كلماتها بصوت جماعي، ما خلق أجواء حماسية ومرحة بالمسرح.
قدمت شيرين مجموعة من أغانيها القديمة والحديثة التي أسعدت محبيها مثل: «مشاعر» و«آه يا ليل» و«جرح تاني» و«كده يا قلبي» و«أنا مش بتاعة الكلام ده» و«وتري الحساس»، وغيرها من الأغنيات التي سطرت مشاعر الحب والاعتزاز في قلوب متابعيها على مدار مشوارها الفني.
في بداية الحفل، وجهت شيرين كلمة لجمهورها، أعربت فيها عن سعادتها بلقائهم بعد غياب، وأكدت عودتها لفنها ومحبيها، وقدمت وعداً علنياً لجمهورها بعدم البعد عنهم مرة أخرى لأي سبب، ما أثار موجة عارمة من التصفيق وهتاف الحضور باسمها.
كما تميز الحفل بحالة من الحماس والتفاعل بين الفنانة والجمهور؛ حيث لم يتوقف الحوار بينهم، فالجمهور يهتف باسمها ويطالبها بأداء أغنيات معينة تارة والفنانة بدورها تستقبل رغبات محبيها بالإجابة وتغني ما يطلبون، وتعبر شيرين لجمهورها عن استيائها من طول ردائها الزائد، وتقول ضاحكة: «ما لحقتش أقصره شوية».
شهد الحفل مفاجأة، حينما تعثرت شيرين، وسقطت على خشبة المسرح لتصبح مرة أخرى حديث وسائل التواصل بسبب هذا الحادث، ولكنها وقفت عقب سقوطها بشجاعة وثقة وصراحة كعادتها لتوجه اللوم إلى القائمين على الحفل بسبب وضع مكبرات الصوت على المسرح بشكل يعوق حركة الفنان رغم تكرر حوادث سقوط أو تعثر بعض الفنانين بحفلاتهم لنفس السبب، بينما يجب أن تخصص أماكن غائرة بخشبة المسرح لاحتواء هذه الأجهزة، وتسهيل حركة المطرب، وأعلنت عن إصابة ساقها بكدمة مؤلمة، وداعبت جمهورها قائلة: «اطلبوا الإسعاف لعلاج إصابتي بعد الحفل مباشرة» وعموماً «ما يقع إلا الشاطر».
تحاملت شيرين على نفسها، بعد ذلك، وواصلت الحفل الذي امتد لأكثر من ساعتين دون توقف وسط احتفاء ودعم كبيرين من الحضور، وأبدعت في تقديم وصلة غنائية ثرية تنوعت بين أغنيات طربية ومواويل، وأغنيات إيقاعية راقصة، كما قدمت أغنيات كلاسيكية مثل ألف ليلة وليلة لأم كلثوم، و«بتونس بيك» للفنانة وردة.
واتسم الحفل بحالة من العفوية بين النجمة وجمهورها متعدد الجنسيات والأعمار الذي أمطرها بعبارات الحب والإعجاب.
وفي نهاية الحفل، وجهت شيرين كلمة امتنان وعرفان للجمهور: «حبكم وصلني، واهتمامكم وسؤالكم عني وصلني، أنتم نعم الجمهور، ونعم المحبة، أنتم السبب في رجوعي للحياة والفن مرة ثانية».
وعقب الحفل، قالت شيرين: «لا يشغلني ألم الإصابة عقب تعثري وسقوطي على المسرح، لكن ما يؤلمني هو المبالغات التي قد تناولتها وسائل التواصل الاجتماعي عن هذا الموضوع، وإعادة إذاعته بالسرعة البطيئة، وأن يكون هو الحدث الأبرز وليس نجاح الحفل».
كما وجهت الشكر للعديد من زملائها الفنانين الذين ساندوها في أزمتها، مثل الفنانة أحلام والفنانة زينة والفنانة سميرة سعيد، معربة عن سعادتها لتقديم حفلها بدبي التي قدمت فيها أولى حفلاتها في بداياتها الفنية، وأعلنت عن قرب صدور ألبومها الغنائي ، والتحضير لفيلم عن سيرتها الذاتية سوف يتم بثه على شبكة نتفليكس، وقالت إنها تتمنى تقديم حفلات في سوريا الحبيبة، وأن يكون لها بيت في كل دولة عربية لتزورها جميعاً، وتأنس بشعوبها وثقافاتهم، وبمشاعر أهلها الداعمة، وفي نهاية حديثها تقول: «وبالنسبة لوقوعي على المسرح أشفقت على نفسي حينها، لكن، ما يقع إلا الشاطر».
