عادي

البندقية مدينة الجمال الفريد

21:46 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: خنساء الزبير

في مدينة مملوءة بالمعالم السياحية مثل البندقية، يجد الشخص صعوبة من أين تبدأ، وربما تكون أفضل طريقة هي قضاء بضع ساعات للتجول في شوارعها وممراتها الصغيرة الساحرة بجوار قنواتها المائية.

وتنقسم البندقية، أو فينيسيا العائمة، إلى ستة أحياء ذات سمات مختلفة بشكل واضح؛ وسان ماركو هي المدينة المركزية.

وتحيط بها من ثلاث جهات حلقة كبيرة في القناة الكبرى، وعبر جسر ريالتو، هنالك حي الحرفيين في سان بولو، وعبر القناة الكبرى إلى الجنوب، توجد منطقة دورسودورو الأنيقة بمتاحفها الفنية المرموقة وساحاتها النابضة بالحياة.

ساحة سان ماركو

الصورة

تم تجميع الامتداد الشاسع لأكبر ساحة في البندقية، ساحة سان ماركو أو بيازا سان ماركو، معاً من خلال التوحيد الأنيق للهندسة المعمارية من ثلاث جهات.

ويحب الجميع الذهاب إليها والالتقاء فيها، ما يجعلها كغرفة معيشة في البندقية؛ فهي المكان الذي يتجمع فيه الناس ويتنزهون ويشربون القهوة وبعضهم يلعبون، ويحب البعض المرور بها أثناء الذهاب إلى العمل أو اللعب.

والساحة عبارة عن ثلاثة جوانب مؤطرة في أروقة تحتها متاجر ومقاهٍ عصرية.

توري ديل أورولوجيو

الصورة

على جانب واحد من البازيليكا، المواجهة لساحة سان ماركو، توجد واحدة من أكثر الرموز شهرة في البندقية، وهو «توري ديل أورولوجيو» وتعني برج الساعة.

ويُظهر وجه الساعة أطوار القمر ودائرة الأبراج مطلية بالذهب على خلفية زرقاء، وأعلى الساعة توجد شرفة صغيرة وتمثال.

ويعود تاريخ البرج إلى القرن الخامس عشر، ويمثل نموذجاً لعمارة عصر النهضة الفينيسية؛ ومن خلال بوابة مقوسة، في قاعدتها يمر شارع «كالي ميرسيري» الضيق، بأحد أكثر شوارع البندقية ازدحاماً.

القنال الكبير

الصورة

يجتاح القنال الكبير قلب مدينة البندقية، في منحنى عملاق على شكل حرف S، وهو الشارع الرئيسي عبر المدينة، وتربط ساحة سان ماركو وجسر ريالتو ونقاط الوصول إلى محطة السكة الحديد والجسر من البر الرئيسي.

وتعبر أربعة جسور على طوله الذي يصل إلى 3.8 كيلومتر، ويعمل القارب «تراجيتى» ذهاباً وإياباً في عدة نقاط بين الجسور. وهذا القنال هو العنوان المفضل لأي شخص انبهر بالبندقية، وتفتح على مياهه قصور جميع العائلات الرائدة، بواجهاتها المبهرجة من طراز البندقية القوطي وعصر النهضة.

قصر دوجي وجسر التنهدات

الصورة

الزوار الذين يصلون إلى البندقية، ينزلون على الشاطئ تحت واجهة هذا القصر الاستثنائي، وبالتأكيد يكونون في قمة الإعجاب به، سواء من حيث حجمه أو براعة هندسته المعمارية.

وكذلك المسافرون القادمون خلال القرن الحادي والعشرين، كانوا يشعرون برهبة من عظمة القصر وديكوره الفخم. ويضم القصر أعمالاً لجميع عظماء البندقية، بما في ذلك تينتوريتو، صاحب اللوحة الزيتية «الجنة».

وهنالك إمكانية المشي عبر «جسر التنهدات» المؤدي إلى الزنازين المظلمة التي هرب منها كازانوفا الشهير.

ولكن هذا المكان لا يمكن الوصول إليه إلا عبر الجولات الخاصة.

وغالباً تكون ممرات الدخول إلى قصر دوجي طويلة، ولكن يمكن تجنب ذلك ورؤية أقسام القصر غير المفتوحة للزوار العامين من خلال الجولات الخاصة المصحوبة بمرشدين، يشرحون التاريخ والفن في كل غرفة من الغرف المبهرة.

جسر ريالتو وسان باولو

الصورة

كان جسر ريالتو، الجسر الوحيد عبر القناة الكبرى، والذي يمثل بقعة أول مستوطنة في الجزيرة، وتسمى ريفوس ألتوس (الضفة المرتفعة).

وتم بناء هذا القوس الحجري في عام 1588، أي بعد نحو 150 عاماً من انهيار جسر خشبي سابق، وهو يدعم شارعين مزدحمين ومجموعة مزدوجة من المتاجر.

وإلى كونه نقطة عبور مزدحمة في منتصف الطريق على طول القناة، فهو وجهة مفضلة للسائحين؛ لالتقاط الصور ومشاهدة مجموعة متنوعة من القوارب التي تمر تحته باستمرار.

وعلى الجانب الآخر من جسر ريالتو، يوجد سوق الأطعمة المزدحم؛ حيث التسوق لشراء المنتجات الطازجة والمأكولات البحرية.

وفي شوارع سان بولو الضيقة، خارج السوق، توجد متاجر الحرفيين واستوديوهات صنع الأقنعة، وهي واحدة من أفضل الأماكن للتسوق في البندقية.

كامبانيل

الصورة

يقف هذا المبنى مثل «علامة تعجب» عملاقة فوق امتداد ساحة سان ماركو.

وقد انهار المبنى الأصلي، الذي أقيم كمنارة في عام 1153، بشكل كبير في الساحة عام 1902، وأعيد بناؤه على أساس أكثر ثباتاً.

وفي قاعدته يمكن رؤية روائع البرونز الأربعة لسانسوفينو بين الأعمدة، والتي تم إنقاذها كلها من تحت الأنقاض عقب الانهيار.

وعلى الرغم من التاريخ القاتم لهذا المبنى في العصور الوسطى، فإنه يُشكل نقطة جذب شهيرة لمشاهدة المناظر من على المنصة في الأعلى، والتي تمتد عبر المدينة والبحيرة إلى البحر الأدرياتيكي.

سكوولا غراندي دي سان روكو

الصورة

تم بناء هذا المبنى الرائع من الرخام الأبيض، بين عامي 1515 و1560؛ لإيواء جمعية خيرية مخصصة لسان روكو.

وبعد فترة وجيزة من اكتماله، فاز الفنان الفينيسي، تينتوريتو من القرن ال16، بمسابقة رسم لوحة مركزية لسقف «سالا ديل ألبيرغو»، بعد دخول المبنى ووضع لوحاته في مكانها المقصود قبل التحكيم، ما تسبب في الانزعاج من منافسيه الفنانين. وقام فيما بعد، بتزيين الجدران والسقوف بحلقة كاملة من تحفه الفنية. ويمكن رؤية الأسقف بسهولة أكبر باستخدام إحدى المرايا الموجودة بالمكان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwur78ka

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"