مبادرات إيجابية

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين

البرامج المساندة التي يمكن أن يتبنّاها أعيان البلاد ورجال الأعمال، لخدمة المجتمع أكثر من أن تحصى، خاصة أنها تدرج ضمن برامج المساهمات الاجتماعية للمقتدرين، للمساعدة في التنمية المستدامة على الصُّعُد كافة.
أغلب المبادرات الإيجابية التي يتبنّاها رجال أعمال، تتعلق بتزويج مواطنين، أو رفدهم بمساكن، وما إلى ذلك. ولكن تبقى البرامج المستدامة التي تعمل على التأهيل والتطوير لمجابهة الحياة أو خوض غمار سوق العمل، هي الأكثر أثراً وإيجابية، لأنها تعمل على تقوية المنتفع منها، ليكون قادراً ومنتجاً بشكل مستمر.
ما يترك أثراً أكبر لدى المستفيدين من المبادرات التي يطلقها رجال أعمال وميسورون، هي تلك المتصلة بالتعليم، سواء بتبنّيهم دراسياً أو مساعدتهم على إكمال دراساتهم العليا، لأن هذه الفئة ستصبح قوية باستمرار، لتتحول إلى فئة منتجة في المجتمع، بدل الركون في فئة متلقّي المساعدات.
ومن أبرز المشاريع التعليمية التي شهدناها عام 2016، عندما قرر رجل الأعمال عبدالله أحمد الغرير، تخصيص ثلث ثروته لإنشاء «مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم»، وتقديم منح دراسية للطلبة المواطنين وغير المواطنين، من ذوي الدخل المحدود داخل الدولة وخارجها.
وفي هذا الشأن أيضاً، هناك برنامج «الإنجاز للتأهيل لسوق العمل» الذي أطلقه رجل الأعمال جمعة الماجد، الذي يقام بالشراكة بين كليات التقنية العليا و«جامعة الوصل»، ويركز على تأهيل المواطنات وإعدادهنّ لسوق العمل.
أهمية هذا البرنامج، تكمن في أنه يستقطب خريجات الثانوية اللواتي لم يستطعن ​​مواصلة تعليمهنّ الجامعي، لأسباب منها ضعف تحصيلهنّ المدرسي ويسعى إلى دمجهنّ في بيئة تعليمية وتدريبية واسعة النطاق. 
إجمالي مخرجات برنامج «إنجاز»، منذ إطلاقه قبل 7 سنوات وصل إلى 1650 خريجة حتى الآن، وهناك اتجاهٌ جادٌّ خلال المرحلة المقبلة لتحويل البرنامج إلى دبلوم مدة الدراسة فيه عامان، وسيكون الجانب العملي جزءاً أصيلاً في مكوناته، وركيزة أساسية للتأهيل وتنمية مهاراتهنّ وفق المستجدات.
والبرنامج يستهدف الفتيات اللواتي لم يتسنَّ لهنّ الالتحاق بالجامعة، وفي ذلك يجمع سعيد الرقباني، المستشار الخاص لصاحب السموّ حاكم الفجيرة، والدكتور فيصل العيان، مدير مجمع كليات التقنية العليا، والدكتور محمد عبد الرحمن، مدير جامعة الوصل، خلال حفل تخريج الدفعة الأخيرة التي أقيم قبل أيام، بمناسبة تخريج 166 متخرجة في الدفعتين السابعة والثامنة، على أهمية البحث عن مزيد من سبل التعاون مع المؤسسات، بقصد خلق فرص وظيفية للمتخرجات، خاصة أن البرنامج يطور مهارات الفتيات، وفق شهادات تلبي حاجة سوق العمل.
وهذا ما يشبه القول الشائع «أن تعلّمني الصيد أفضل من أن تعطيني سمكة».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mt9cbmd8

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"