عادي

قاعدة «ناسا» المستقبلية على القمر.. كأس العالم في الهندسة

17:04 مساء
قراءة 3 دقائق
القاعدة القمرية
تعمل وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» للعودة إلى القمر، وتعتزم المكوث فيه، إذ يرمي برنامجها «أرتيميس» إلى إنشاء أول مكان إقامة للبشر على جرم فلكي غير الأرض، لكنّ هذا المشروع يتّسم بصعوبات كثيرة، من بينها توفير وسائل العيش والتنقّل، وتسعى الصناعة الفضائية راهناً إلى تطوير الوسائل التكنولوجية اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
ويقول نيل ديفيس الذي يعمل لدى شركة «دينيتكس» الأمريكية التي كشفت عن نموذج أوّلي لمركبتها القمرية خلال ندوة عن الفضاء عُقدت الشهر الفائت في كولورادو سبرينغز «إنّ الأمر أشبه بكأس العالم في مجال الهندسة».
إلا أنه قد يكون ضرورياً انتظار مهمة «أرتيميس 7» والمهام التي تليها لإنشاء «مساكن دائمة على سطح» القمر، على ما قال جيم فري المدير المساعد في ناسا خلال الندوة. إلا أنّ هذه المهام لن تُنجز قبل ثلاثينات القرن الحالي.
وأشار إلى أن القاعدة ستكون مؤلفة مبدئياً من مواقع عدة بهدف تنويع أماكن الاستكشاف العلمي وجعل عمليات الهبوط على القمر أكثر سهولة.
ورغم هذا الهدف الذي يبدو بعيداً، بدأت الشركات تتسابق في مجال تصنيع الأدوات الضرورية للمهمات إلى القمر.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول جو لاندون، رئيس شركة «كريسنت سبايس» التي أنشأتها مجموعة «لوكهيد مارتن» أخيراً والمتخصصة في الصناعات المتعلقة بالمهمات القمرية، إنّ «المرحلة الأولى تتمثل في الاتصالات»، مضيفاً «إذ فكّر الشخص في الانتقال إلى شقة جديدة، فأول ما سينجزه هو توصيل هاتفه وشبكة الإنترنت».
ومع مجموعة تضم قمرين اصطناعيين (للانطلاق بدايةً)، ترغب الشركة في أن تصبح الجهة التي تزوّد القمر بالإنترنت وبنظام التموضع العالمي «جي بي اس»، وتريح تالياً شبكة ناسا المهددة بارتفاع درجة حرارتها بسبب مختلف المهام الفضائية المقبلة بينها تلك الخاصة.
ويشير لاندون إلى أنّ قيمة سوق الصناعات المرتبطة بالقمر ستكون نحو مئة مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
أما الموضوع الثاني الذي تسعى الشركات إلى تطويره فهو الطاقة.
«أستروبوتك» التي تضم (220 موظفاً) هي إحدى الشركات الثلاث التي اختارتها ناسا لتطوير ألواح شمسية عمودية.
وفي القطب الجنوبي للقمر، وهي الوجهة المقصودة بسبب وجود مياه جليدية فيها، لا تشرق الشمس إلّا بشكل محدود فقط فوق الأفق، وتكون أشعتها بالتالي أفقية.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول المسؤول عن المعدات الخاصة بسطح القمر مايك بروفنزانو إنّ ألواح استروبوتيك التي يبلغ ارتفاعها نحو 18 متراً سيتم توصيلها بكابلات طولها كيلومترات عدة.
وهذه الألواح يمكن فكّها واستبدال موقعها إن لزم الأمر.
بالنسبة إلى البعثات العلمية لرواد الفضاء، طلبت ناسا من الفاعلين في المجال ابتكار مركبة مكشوفة تتّسع لشخصين، على أن تكون جاهزة في العام 2028.
وعلى عكس الروبوتات النقالة التي استُخدمت في مهمات أبولو، ينبغي أن تكون المركبة الجديدة ذاتية القيادة في المهمات التي لا يشارك فيها رواد فضاء، ما يعني أن تبقى شغّالة خلال الليالي القمرية التي قد تستمر لأسبوعين مع درجات حرارة قد تصل إلى نحو 170 درجة مئوية دون الصفر.
وبدأت شركات عدة، العمل على هذه المركبة؛ فشركة «لوكهيد مارتن» تستفيد من خبرة «جنرال موتورز» في السيارات الكهربائية ومركبات الطرق الوعرة.
ودخلت شركة «داينتكس» التابعة لمجموعة «ليدوس» العملاقة، في شراكة مع «ناسكار» التي تتولى تنظيم سباقات السيارات في الولايات المتحدة.
ويقول المهندس نيل ديفيس لوكالة فرانس برس إن النموذج الأوّلي الذي تصل سرعته القصوى إلى 15 كيلومتراً في الساعة، سيضم ذراعاً آلية وإطارات معدنية مضفرة، مضيفاً «صمّمت ليكون تماسكها جيداً خصوصاً على الصخور لكنها تحوي أيضاً فتحات كثيرة على الجوانب حتى لا يتكدّس الغبار فيها».
ويشكل الغبار القمري تحدياً كبيراً لأنه لا يتآكل بالمياه أو الرياح، فهو مادة كاشطة كالزجاج تقريباً.
ولم تعلن وكالة ناسا بعد، عن أسماء الشركات التي اختارتها، إلا أنها تعمل على المدى البعيد مع وكالة الفضاء اليابانية على مركبة مضغوطة لن يكون من الضروري فيها ارتداء بزة فضائية.
وسيحتاج رواد الفضاء إلى منزل.
وقّعت ناسا عقداً بقيمة 57.2 مليون دولار مع شركة «أيكن» المتخصصة بالطباعة ثلاثية الأبعاد والتي تتخذ من تكساس مقراً، لابتكار التكنولوجيا اللازمة لتشييد طرقات وممرات هبوط ومنازل على القمر. ويُفترض أن تستخدم تربة القمر كمواد.
وتتولى شركات أخرى على غرار «لوكهيد مارتن» ابتكار مساكن قابلة للنفخ.
والفكرة الكامنة وراء برنامج أرتيميس هي في التحضير لمهمات بعيدة جداً، وتحويل القاعدة القمرية إلى قاعدة مريخية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3pstyke6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"