عادي

ست نصائح لاتخاذ قرارات أفضل في العام

21:59 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: أحمد البشير

إن كنت تعمل موظف مبيعات، أو في مصرف، أو تنفيذي موارد بشرية، أو مدير عمليات، أو طبيب أسنان، فأنت حتماً تسعى لتقديم أفضل ما لديك لشركتك، أو عملائك. وفي الواقع، يعتمد نجاحك، إلى حد كبير، على مدى تميّزك في اتخاذ القرارات، سواء كانت قرارات مهمة، أو عادية. هل تتمتع بمعرفة جيدة حول كيفية اتخاذ قرارات مناسبة؟ وهل تتبع أسلوباً معيناً عند القيام بذلك؟

والقرارات الجيدة ليست تلك التي تؤدي إلى أفضل النتائج، فالأمر يعتمد على تعزيز عملية اتخاذ قرارات جيدة تؤدي بدورها إلى اتخاذ قرارات أفضل تدريجياً، وبالتالي جني الأرباح من هذه القرارات مع مرور الوقت.

ما هي صفات صانعي القرارات المتميّزين؟ نقدم لك في ما يلي بعض النصائح لمساعدتك على اتخاذ قرارات أفضل.

1- كن واضحاً بشأن الحقيقة

لنقُل إنك قمت مؤخراً، بحضور حفل عشاء مع مجموعة من الأصدقاء، وفجأة بدأ أحد الأصدقاء، وهو مدير صندوق متميز، بالتحدث قائلاً: جميع الأشخاص يبيعون منتجات صينية. الجميع يبيعون؟ إن كان جميع الأشخاص يبيعون، فمن الذي يشتري؟ تعمل أسواق الأوراق المالية بفعالية لكونها تتبع أسلوباً غير متناسق، حيث يرغب بعض الأشخاص في التخلص من منتج معين، في حين يرغب أشخاص آخرون في امتلاك المنتج عينه، لذا فهم يتاجرون. وقد لا يكون التصريح الذي أدلاه هذا الشخص حقيقة، أو حكماً يستند إلى الحقيقة، بل هو رأي كوّنه حول اتجاه معين في مجال خبرته المحدود. لا بأس إن آمنّا بآرائنا الخاصة (خداع الذات هو أسلوب قديم وموضوع مهم في مجال اتخاذ القرارات)، إلا أنه يتعين علينا توخي الحذر عند اتخاذ قرارات مهمة بناء على آراء لا تستند إلى الحقيقة، فليس من الضروري أن يكون كل ما يقوله مديرك أو مرشدك المفضل، حقيقة.

2- تعرّف جيداً إلى نوعية المعلومات الخاصة بك

شبكة الإنترنت هي حالياً المصدر الرئيسي للمعرفة، فهي سهلة الاستخدام، ومناسبة لكل الأشخاص وتحتوي على كل المعلومات المطلوبة. كما يعد محرك البحث غوغل مصدراً سهلاً ومتميزاً للحصول على المعلومات، فهو يشمل قاعدة ضخمة من المعلومات التي تم جمعها من مصادر دقيقة وموثوقة، إذ يمكنك الحصول على نوعية المعلومات التي تحتاجها بطريقة سهلة وسريعة، كما هو الحال في تناول الغذاء من مطاعم الوجبات السريعة. وستتخذ حتماً قرارات سيئة في حال سعيت للحصول على المعلومات بطريقة سريعة من مصادر متاحة على نطاق واسع من دون التحقق من مدى صحتها، ودقتها. إذ تتطلب عملية جمع معلومات دقيقة ومتميزة الكثير من الوقت والمجهود، كما هو حال تحضير طعام صحي ومتوازن. لذا احرص على اختبار النتائج والتحقق من صحتها، وننصحك أيضاً بالاطلاع على مصدر المعلومات على الدوام، فذلك أمر ضروري لاتخاذ قرارات جيدة.

3- لا تثق بالمعلومات المعروضة أمامك

يقول سقراط: يتم جمع المعلومات من وجهات نظر ومراجع مختلفة، والهدف الأساسي من عرضها هو تحقيق غايات معينة. وتم الحكم على سقراط بالإعدام بسبب طريقة تفكيره المختلفة. وفي الواقع، أصبح المنطق اليوم الصفة التي يتميّز بها صانعو القرارات المبدعون. ويتم جمع كل المعلومات المعروضة أمامك من وجهة نظر أشخاص آخرين، وبالتالي يتم تشكيلها بطريقة تعزّز آراءهم ومعتقداتهم الخاصة. لذا ننصحك بالبحث عن السبب الذي يدفع الصحفيين، أو وسطاء الأوراق المالية، أو الأطباء الجرّاحين، أو المديرين التنفيذيين، لنقل المعلومات. حتى ولو كانت المعلومات منسوبة إليك، فهي أيضاً محصورة في معتقداتك الفكرية.

4- حدّد الطريقة التي ستتبعها لاتخاذ القرارات

هل لديك معرفة بمصطلح «القرارات البعدية»؟ القرارات البعدية هي تحديد الطريقة التي ستتبعها لاتخاذ القرارات أولاً، يبدأ ذلك من خلال التأكد بأنك تعمل على حلّ المشكلة المناسبة، ومن ثم تحديد الطريقة التي ستتبعها لحل المشكلة باستخدام الأدوات، والبيانات والموارد المناسبة. وفي الواقع، يشبه ذلك إعداد خطة مشروع مصغرة. وتشكل القرارات البعدية الخطوة الأولى لإعداد عملية اتخاذ قرارات جيدة لكونها تواجه التحديات، وتضمن استخدام أفضل للأدوات، وتعزّز العلاقات بين أعضاء الفريق وتسهّل عملية اتخاذ القرارات.

ويقول آينشتاين: لو كان لدي ساعة واحدة لإنقاذ العالم، سأخصص 55 دقيقة لتحديد المشكلة، و5 دقائق لإيجاد حل لها. وحتى لو لم تكن هذه الكلمات منسوبة إلى شخص عظيم، يعلم كل صانعي القرارات المتميزين أن التوصل إلى معرفة طريقة حل مشكلة معينة هو أكثر صعوبة وأهمية من حلّها.

5- اكتشف مدى تأثير العاطفة في تفكيرك

هل تعلم أن الهرمونات التي تجعلك تشعر بالحزن تعزّز تفكيرك، وأن الهرمونات التي تجعلك تشعر بسعادة كبيرة تشعرك برغبة في المخاطرة، تماماً كما تفعل عند الشعور بالغضب؟ العواطف تنتج عن مزيج من الهرمونات المختلفة، تنشأ كردّ فعل للمعلومات التي نتلقاها من خلال حواسنا الخمس. ولا يمكننا إزالة تأثير العواطف في تفكيرنا، إلا أننا نستطيع التحكم فيها، والسيطرة على طريقة تأثيرها في حالتنا النفسية، سواء كانت حالة تعب، أو إحباط، أو خيبة أمل، أو ثقة بعد الحصول على صفقة ناجحة، أو غضب من مدير عملنا. تؤثر جميع هذه العناصر في طريقة معالجتنا للمعلومات وتفسيرها.

6- قيّم قراراتك

يدور المنهج الأساسي الخاص بعملية اتخاذ القرارات حول المفهوم التالي: القرارات الجيدة ليست إيحاءات عشوائية تنشأ في لحظة إبداع، بل هي عملية يستخدمها شخص يقوم عادة باتخاذ قرارات جيدة (بوعي أو من دون وعي)، فالحظ لا يلعب أي دور في هذه الحالة. فعندما نقوم بإعداد عملية، يصبح بإمكاننا تحديد المجالات الجيدة، وتلك التي تحتاج إلى المزيد من التحسين.

وختاماً، تذكّر أن عملية اتخاذ قرارات جيدة هي مهارة ومعرفة، ويتعين عليك ممارستها باستمرار كي تتمكن من التطوّر وتحقيق النجاح في هذا المجال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4kz4896u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"