عادي
يرفع مكتسبات الطلبة التعليمية

دمج الاختبارات الإلكترونية والورقية مطلب تربوي

01:01 صباحا
قراءة 4 دقائق
أداء طلاب للاختبارات الورقية - أرشفية

تحقيق: آية الديب

تعد الاختبارات ولاسيما اختبارات الفصل الدراسي الثالث آخر محطات سباق العام الدراسي، وبينما يسعى الطلاب وأولياء أمورهم إلى شحذ الهمم والعزيمة استعداداً للسباق التعليمي وتقييم أداء ومعرفة الطلاب، تلعب عوامل مختلفة في أداء الطلاب الامتحاني في مقدمتها طبيعة الامتحانات التي يؤديها الطلاب.

وعلى الرغم من أن الاختبارات الإلكترونية كانت حلاً مرناً ساهم في استمرارية العمل التربوي خلال تطبيق منظومة «التعليم عن بعد» مع مكافحة انتشار فيروس كورونا «كوفيد 19»، وأثبتت نجاحها في عدة جوانب، إلا أنها – وفقاً لأولياء الأمور – أخفقت في اختبار المهارات الحقيقية للطلاب وتؤثر في قدرتهم ورغبتهم في الإبداع وإبراز فهمهم للمقررات الدراسية.

في وقفة ل «الخليج» حول الاختبارات الإلكترونية ومدى فاعليتها، أكد أولياء الأمور شريف عثمان ويوسف عز الدين وأمنية كمال وعلياء فؤاد أن الاختبارات الإلكترونية نجحت في بعض الأمور كإمكانية إرفاق صور مع الأسئلة أو موضوعية التصحيح، ومرونة التطبيق، وسهولة العودة لاختبار الطالب، وتوفيرها الوقت والجهد، إلا أنها أخفقت في أمور أخرى.

وأوضح أولياء الأمور أن الاختبارات الإلكترونية لا تعطي مساحة للطلاب للتعبير عن فهمهم للمحتوى والسؤال الذي يوجه لهم، حيث تتطلب منهم إجابات مختصرة ومقتضبة، فضلاً عن الأعطال التقنية وعدم إلمام نسبة كبيرة من الطلاب بالتقنيات المستخدمة في الاختبارات ولاسيما الطلاب الأصغر سناً.

وطالب أولياء أمور بأن تكون اختبارات طلاب الحلقتين الأولى والثانية تقتصر على الاختبارات الورقية الكتابية فقط، وأن لا تتضمن اختباراتهم أي طابع إلكتروني، لتحسين قدرتهم على الإبداع ودعم مسيرتهم التعليمية وتعزيز مهاراتهم.

داخل المدرسة:

وفي المقابل تباينت أراء تربويون حول آلية الامتحانات وجدواها وأثرها على الطلاب ففي الوقت الذي أكد فيه البعض أن الاختبارات الإلكترونية هي الأنجح والأسرع والأدق في تقييم الطلاب وأن الدمج بينها وبين الاختبارات الورقية هو الطريقة المثلى لرفع المكتسبات التعليمية للطلاب، طالب آخرون بمنع الاختبارات الإلكترونية بشكل كامل والعودة إلى الاقتصار على الاختبارات الورقية.

وقال محمد نظيف، مدير مدرسة خاصة في أبوظبي تقدم لطلابها منهاج وزارة التربية والتعليم: طالما عقدت الاختبارات الإلكترونية داخل حرم المدرسة بمتابعة وإشراف المعلمين والكوادر التربوية وطالما تحققت جدواها واستفاد الطلاب من إيجابياتها، مؤكداً أن سلبيات الاختبارات الإلكترونية التي ظهرت كان سببها أداء الطلاب للاختبارات من منازلهم بالتزامن مع جائحة فيروس كورونا حيث شهدت تدخلا لأولياء الأمور وأعطالاً تقنية وغيرها من الاختبارات.

وأضاف: الاختبار الورقي جزء مكمل لإجراءات التدريس والتعليم والتعلم، والاعتماد على التكنولوجيا في التعليم لا يعني إلغاء الاعتماد على الدفاتر، حيث تعد الاختبارات الورقية فرصة للطلاب لتقييم أدائهم وفرصة للمعلمين لتحليل واستثمار البيانات من خلال أداء الطلاب الواقعي الملموس، فمن خلال تصحيح المعلم لإجابات الطلاب المكتوبة، يستكشف بشكل أفضل أوجه القصور في تحصيل الطلاب المعرفي لجوانب المنهج.

وتابع: تعد الاختبارات الورقية فرصة للمعلمين لتنفيذ إجراءات مقارنة الاختبارات والتي يتم فيها اختيار نماذج اختبار للطلاب ويقوم ثلاثة معلمون بتصحيحها وبناء على هذا الإجراء يتم قياس جودة الاختبار ووضوحه وجودة التدريس وجودة التصحيح وسلامة بناء الورقة الاختبارية.

وأردف: وزارة التربية والتعليم تدرس النماذج الأنسب لاختبارات الطلاب في كل المراحل الدراسية، ومن ثم تفعل أفضل نموذج لكل حلقة دراسية لدعم وتلبية الاحتياجات التعليمية للطلاب.

تعبير الطلاب

ومن جانبه قال محمد حسام، مدير الحلقة الثانية في إحدى مدارس أبوظبي الخاصة: نعتمد على الاختبارات الورقية في جميع المراحل الدراسية فهي الأفضل لقطبي العملية التعليمية أي المعلم والطالب، استناداً إلى أن الاختبارات الورقية تعطي المجال أمام الطلاب للتمعن في الأسئلة كما تمنحهم مجالاً أرحب للتعبير عن مدى فهمه للأسئلة.

وأضاف: بالتزامن مع جائحة فيروس كورونا واجهنا مشكلات متعددة تتعلق بتطبيق الاختبارات الإلكترونية، ففي حالات من المؤسف أن طلاب ادّعوا فيها تعطل الكاميرات أو وجود عيوب تقنية، بينما كان شخص آخر يقوم بالإجابة عن الاختبار، وحينها كانت ترفض المدرسة اختبار الطالب وتطالب بإعادته له، وهو ما سبب خلافات مع أولياء أمور بعض الطلاب.

ورأى أن الامتحانات الورقية هي الأفضل وذات الأثر والجدوى الأكبر للطلاب في جميع المراحل الدراسية وفي جميع المواد الدراسية.

تكامل الاختبارين

وإلى ذلك قالت غادة محيي الدين، مدير سابق لمدرسة خاصة، التكامل بين نماذج الاختبارات الإلكترونية والورقية هو الأفضل لمصلحة الطلاب، فالاختبارات الورقية تقيس مهارات يصعب قياسها في الاختبارات الإلكترونية، وفي الوقت ذاته الاختبارات الإلكترونية تدعم فهم الطلاب لبعض الأسئلة كدعم السؤال بصور مرئية أو مقطع صوتي وغيرها من الخصائص التي تتضمنها الاختبارات الإلكترونية.

وأضافت: لاحظنا مؤخراً تدني مستوى الطلاب الإبداعي والكتابي نتيجة الاعتماد على التقنيات التكنولوجية في التعليم والتعلم وحتى التواصل مع الآخرين، وهو ما يعد ظاهرة عالمية زادت سلبياتها بعد جائحة فيروس كورونا، ومن المؤكد أن سلبياتها ستتزايد على الطلاب على المدى البعيد، مؤكدة أن التنوع في الاختبارات بين الاختبارات الشفاهية والكتابية والإلكترونية بات أمراً ضرورياً لمصلحة الطلاب، وأن الاعتماد على النماذج الإلكترونية فقط أو الورقية فقط يؤثر في مصلحة الطلاب.

مواد معينة

يشار إلى أن مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي طبقت خلال اختبارات الفصل الدراسي الثاني – السابق - نموذجاً للاختبارات الورقية والإلكترونية (متعدد الاختيار) خلال الفصل لطلبة الصفوف 3-12 في كافة المسارات، وذلك لمواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء والعلوم، أما بقية المواد تم تطبيق فيها الاختبارات الإلكترونية.

وأوضحت المؤسسة أنها عملت على التنسيق مع ممثلي الميدان التربوي والمعلمين بخصوص تطبيق نموذج الاختبار الورقي والإلكتروني ودراسة أثره الإيجابي على مسيرة الطلبة وتحصليهم المعرفي.

وأكدت المؤسسة أن النموذج الذي طبق في اختبارات الفصل الدراسي الثاني يساهم في تطوير مهارات الطلبة في عدة مجالات كالتحليل العلمي والتفكير النقدي والإبداعي، ودعم الطلبة ومنحهم فرص إضافية لتحسين درجاتهم في الاختبار من خلال تحليل الإجابات التي سيقوم بها الطالب وعدم اقتصار منح الدرجة على الإجابة النهائية فقط، إلى جانب المساهمة في قياس مهارات الطلبة وتوفير بيانات دقيقة عن مستوياتهم، بالإضافة إلى إطلاق قدرات الطلبة في اللغات من خلال التعبير الكتابي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/23psvhae

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"